مواليد الأجيال القادمة.. "كل مولود بييجى برزقه وفيسبوكه"

**ام هبه** · 05-18-2014, 09:40 PM

مواليد الأجيال القادمة.. "كل مولود بييجى برزقه وفيسبوكه"

فى عصر لا صوت فيه يعلو على صوت شبكات التواصل الاجتماعى، التى تحولت إلى "إدمان" فى حياة ملايين من المصريين، أصبح كل مولود يأتى برزقه و"بفيسبوكه"؛ بعد أن انتشرت الحسابات الشخصية للأطفال الرضع الذى لم ينطقوا بعد "بابا" أو "ماما" ولكن صار لديهم "أكونتات" على الفيسبوك، يتحدث فيها آبائهم بلسان حالهم وينشرون صورهم لحظة بلحظة ليسجلوا من خلال الفيسبوك ألبوما كاملا لذكريات طفولتهم باليوم والشهر والسنة، حتى يكبروا ويصير بإمكانهم تولى زمام أمور حساباتهم الشخصية فى العالم الافتراضى.

منذ شهرين خرجت "حياة" إلى الدنيا، وبعد أسبوع من ولادتها احتفل بها والديها الفخوران بالطقوس المميزة من دق الهون ورش الملح ونشر الصور على "الفيسبوك" ولكنهم لم ينشروها على صفحاتهم الخاصة ولكن على حساب باسم الآنسة الصغيرة "حياة فتحى"، كما تروى والدتها "جانيت" التى تتولى مسئولية تحديث الحساب الخاص بالرضيعة يوميا: "بكتب مودها عامل إيه فى اليوم ده.. بتعيط ومش عارفة تنام ولا بتضحك ومفرفشة.. بتكلم على لسانها كأنها هى اللى بتحكى تفاصيل يومها وكل أسبوع بتخرج مع زميلاتها فى اللفة وصاحبتها "سلاف" وبننشر صور خروجاتهم ولعبهم".

على سبيل المفاجأة والهدية أنشأ "شريف محمد" لصغيرته "لارا" حسابا على موقع الفيسبوك منذ ولادتها ليسجل لحظات نموها وذكرياتها الجميلة: "عملته أول ما اتولدت علشان لما تكبر تتفاجئ أن عندها أكونت وأصدقاء كتير وتلاقى كل ذكرياتها وصور طفولتها محفوظة لحظة بلحظة، والطريقة دى أفضل من ألبوم الصور لأنها كمان بتحفظ الذكريات وتواريخها بكلام مكتوب مش صور وبس، ودلوقتى بعد ما بقى عندها 4 سنين فهمتها الموضوع بطريقة تناسب سنها وبقيت بكتب لها اللى هى عاوزة تقوله يعنى فى عيد ميلاد جدها كانت عاوزة تقوله "كل سنة وأنت طيب يا جدو يا حبيبى"، وفى حفلة عيد ميلادها كانت عاوزة تقول إنها مبسوطة بالهدايا الحلوة اللى جتلها، ولما تكبر شوية كمان هخليها تغير الباسوورد عشان تحتفظ بخصوصياتها ويفضل ده أكونت العمر اللى هتكمل بيه حياتها".

هذا بالضبط ما حدث مع يوسف طنطاوى أو "كوكو طنطاوى" وهو اسم حسابه على الفيسبوك الذى اكتشفه وبدأ يتعامل عليه بنفسه هو بعمر السادسة: "كنت فى أولى ابتدائى لما أختى قالتلى أنها عملتلى أكونت على الفيسبوك، وعلمتنى إزاى اشتغل عليه وكنت فرحان أوى لما لقيت كل صورى وأنا صغير"، لا تتجاوز نشاطاته الحالية ألعاب الفيسبوك وتبادل التعليقات البسيطة مع أصدقائه من أصحاب الأكونتات.