قالت حكومة البوسنة اليوم الاثنين إن أكثر من ربع سكان البوسنة البالغ تعدادهم أربعة ملايين نسمة تضرروا من أسوأ فيضانات تشهدها منطقة البلقان خلال أكثر من مئة عام وحذرت من دمار "مروع" بمكن مقارنته بالدمار الذى شهدته البلاد بين عامى 1992 و1995.

وامتدت الكارثة عبر أنحاء صربيا والبوسنة حيث يكشف انحسار المياه فى بعض المناطق الأكثر تضررا عن مشاهد دمار وانهيار منازل أو غمرها بالأوحال وسقوط أشجار وتناثر الحيوانات النافقة فى القرى.

وقال وزير الخارجية البوسنى زلاتكو لاجومدزيا فى مؤتمر صحفى "الآثار الناجمة عن الفيضانات مروعة."وأضاف "الدمار المادى ليس أقل من الدمار الذى سببته الحرب."

وقال إن أكثر من 100 ألف منزل ومبنى لم تعد صالحة للاستخدام.وتابع "خلال الحرب فقد الكثير من الأشخاص كل شيء..اليوم باتوا لا يملكون أى شيء مرة أخرى."

وأوضح لاجومدزيا أن أكثر من مليون شخص فى البوسنة أصبحوا محرومين من امدادات المياه النظيفة بعد أن فاضت الأنهار بسبب الأمطار الغزيرة التى أدت أيضا إلى حدوث أكثر من 2000 انهيار أرضى.

وأدى اكتشاف جثة جديدة فى شمال البوسنة اليوم الاثنين إلى ارتفاع العدد الإجمالى لقتلى الفيضانات فى منطقة البلقان إلى ما لا يقل عن 38 شخصا لكن العدد سيزيد على الأرجح.

ورغم تراجع الأزمة فى بعض المناطق فإن موجة جديدة من الفيضانات من نهر "سافا" تهدد مناطق أخرى خاصة أكبر محطة للكهرباء فى صربيا وهى محطة نيكولا تيسلا وتقع على بعد 30 كيلومترا جنوب غربى العاصمة بلجراد.

وفى البوسنة قال مسئول إن نحو 500 ألف شخص تم إجلاؤهم أو تركوا منازلهم. ولم تشهد البلاد إجلاء هذا العدد من السكان منذ تشريد أكثر من مليون شخص نتيجة التطهير العرقى فى حرب البوسنة قبل نحو عشرين عاما.

وأجلى 25 ألف شخص على الأقل فى صربيا.



أكثر...