بدأ انتشار ظاهرة الملحدين بكثرة فى الفترة الأخيرة، وللأسف تناولت وسائل الإعلام الموضوع بشكل خاطئ، وبكثافة فاقت الوصف كنوع من الشو الإعلامى والشهرة، ضاربين بمدى تأثير عرض هذه الفئة على شاشات التليفزيون من ثم الانترنت على الشباب والمراهقين وتأثرهم بها عرض الحائط.

قالت الدكتورة سهام حسن، الأخصائية النفسية، "إن الملحد هو شخص لديه اضطرابات ويعانى من الحزن والاكتئاب والضياع، بسبب خبرات حياتية مر بها فى حياته أدت بدورها تشكيل التاريخ المرضى لحالته معظمهم يعانى من الهستريا والهوس وبعدها شخصية انشقاقية تعانى من الفصام ومن صفات شخصية الملحد أنه يحب أن تحترم رأيه، وتستمع له فى حين أنه لا يحدث العكس، ولا يحترم عدم تقبلك له، ويقوم بتكفيرك بل يتهمك بالجهل، ويتشكك فى كل شىء نتيجة ضعف الإيمان وعدم رسوخ العقيدة بداخله.

فبطبيعة البشر يميلون للإيمان والبحث عن الله فى كل ما يفعلون فمنذ بدء الخليقة، وعندما بعث الله الأنبياء والرسل حتى تهدى الإنسان لوجود الله وتدعوه للتوحيد، وتهديه من الضلال والكفر والتخبط الذى يصر أن يحصر فيه نفسه الملحد.

وأشارت إلى أن هذا يكون عن الشخصية الملحدة التى يرفضها المجتمع، أما المجتمع لم يعرف طريقه للنقاش مع الملحد، المجتمع لا يأخذ أو يعطى معه، وعندما يتحول شخص إلى الإلحاد فهو لم يجد عند الناس الذين تنافش معهم ردودًا ترضيه والإلحاد ليس وليد هذا الزمان، بل إنه موجود فى المجتمع منذ فترات طويلة، لكن بدون مجاهرة، ولكن حدث العكس وأصبح إثارة وسائل الإعلام لفكرة الإلحاد، واستضافة الملحدين على الهواء لمناقشتهم بغير علم، ولا قدر كاف للتوجيه والمناقشة، وإثبات خطأ ما يعتقد فالإعلاميون يقومون بنشر أفكار الملحد التى لم تواجه بأى مقاومة أو نقاش عقلى دينى، فلم يكن الهدف الأساسى لديهم هو إظهار خطأ نظريته، بل الهدف هو الشو الإعلامى والشهرة لاستضافة ملحدة مع مذيعة وطردها على الهواء لأنها تراها كافرة تسب الله والرسول.

وهل المفاجأة فى أن المذيعة تفاجأت بنظرية الملحد أم هى تتاجر على حساب عقول الشباب الصغير والمراهقين التى تتأثر بالفعل ويقف عقل الشباب والمراهق أمام التساؤلات التى يطرحها الملحد، ولم يجد الإجابة التى تبطل نظريته.

فالشباب الصغير منهم من لم تثبت عقيدته الدينية وإيمانه بالفعل ويدور فى ذهنه بعض الأسئلة التى يقابلها هجوم من الأسرة والمجتمع، فيضطر المراهق أن يصمت ويفكر فيها بعيدا عن أحد حتى لا يهاجمه أحد فيفاجأه المجتمع بطرح ظاهرة الملحد، الذى يقوم بتشكيكه فى كل ما يعتقد ويؤمن ويرى طريقة تحرر الملحد، وإثارته لأسئلة مشابهة لما يفكر فيه فتخيل ما يحدث وقتها، فبذلك أساعد على انتشار هذه الظاهرة والتقليد.

وقدمت كلمة للإعلام والإعلاميين أنه من الخطأ يا أصحاب العقول، عند مناقشة فكرة الإلحاد استضافت ملحد مع مذيع أو مذيعة لا تستطيع أن تناقش الملحد فيما يعتقد ويؤمن، وإثارة الجانب العاطفى للناس بطرد الملحد من الاستوديو لعدم تقبلها له، وبهذا ترى أنها حلت المشكلة، فإن كان ولا بد مناقشة فكرة الإلحاد فعليكم بمنتهى العقل عرضها بشكل سليم، واستضافت رجل دين دارس جيد لأمور دينه وطبيب نفسى كلاهما مع الملحد فى فقرة واحدة حتى يسأل الملحد، ويقوم رجل الدين بالإجابة عليه بالعقل والمنطق والدين ويقوم الطبيب النفسى بتحليل شخصية الملحد من خلال أسئلته على الهواء أمام الجميع.



أكثر...