يقول الدكتور أحمد سمير أبو حليمة، استشارى ومدرس الكبد والمناظير بطب عين شمس، "إن الكبد هو أكبر عضو فى الجسم وله أكثر من 500 وظيفة، ومن أهمها أنه يعمل كفلتر للجسم من كل السموم والأدوية والأمونيا والميكروبات ونفايات الخلايا، ولذا فإن الزيادة فى كمية هذه السموم أو الميكروبات فى الجسم يمثل عبئا على خلايا الكبد، وقد يؤدى إلى تليفها، خاصة على المدى الطويل، بالإضافة لتأثيرها الأخطر على مرضى الالتهاب الكبدى المزمن، ومرضى التليف الكبدى، حيث إن تعرض هؤلاء المرضى للملوثات سواء عن طريق الغذاء أو الماء يعجل من تدهور الحالة، وزيادة نسبة المضاعفات، خاصة الأورام الكبدية".

ولذا تعد قضية تلوث الغذاء فى مصر من أهم القضايا الملحة لتأثيرها المباشر على صحة المواطن المصرى، وتوجد عوامل كثيرة أدت لتفاقم التلوث الغذائى، خاصة فى السنوات الأخيرة منها الاعتماد على الوجبات السريعة، والجاهزة للاستهلاك واتباع الطرق الخاطئة للتخزين والتنظيف وطهو الطعام".
وأوضح أبو حليمة أن انخفاض مستوى النظافة والمهارة التدريبية للعاملين فى مجال التغذية والزراعة، وعدم اهتمام وسائل الإعلام بنشر أهمية الغذاء الجيد، إضافة إلى عدم كفاية التشريعات المختصة بضمان سلامة الغذاء، والاستخدام المفرط للمبيدات والكيماويات المستخدمة فى مجالات الزراعة بطريقة غير آمنة، بالإضافة لأغذية الشارع التى تفتقد أدنى الشروط الصحية.

وانعدام الضمير عند بعض التجار والمصنعين للأغذية الذين يلجأون للغش فى الأغذية لتحقيق مكاسب أكبر وكل هذه العوامل تؤدى إلى العديد من الأخطار الميكروبيولوجية مثل التلوث بالبكتيريا والفطريات والفيروسات والأخطارالكيمياوية مثل التلوث بالمبيدات، وكل ذلك يتسبب بشكل مباشر فى الإصابة بالنزلات المعوية الحادة والفيروسات الكبدية مثل فيروس (أ) والعديد من الأمراض المزمنة، كأمراض الفشل الكبدى والفشل الكلوى والتسمم الغذائى والأورام السرطانية.

وأكد أبو حليمة أن النظم الحالية للرقابة على الأغذية فى حاجة ماسة لإدخال عدد من التحسينات عليها، لتحقيق أقصى قدر من الحماية للمستهلك، ومنها التشديد فى الإجراءات الرقابية على المنتجات بداية من إنتاجها حتى الاستهلاك، بالإضافة للتوعية الإعلامية المستمرة للمواطنين والتجار بوسائل الوقاية من التلوث الغذائى لأن ذلك لن يؤدى فقط، لتحسن الصحة العامة للمواطنين، ولكن سيوفر أيضا على الدولة ملايين الجنيهات التى تنفق لتشخيص وعلاج هذه الأمراض الناتجة عن التلوث الغذائى.





أكثر...