من فضائل الأعمال في رمضان


عبد الله عمر خياط


.. اللهم قد أظلنا شهر كريم بعطائك وفضلك الذي أكرمت فيه عبادك بالصيام الذي هو لك وحدك لما بشرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
<< كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.
قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي،
للصائم فرحتان: فرحة حين فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك، من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ».
فاللهم كما وفقتنا للصيام فيسر لنا القيام الذي سنه رسولك الذي أرسلته رحمة للعالمين بقوله عليه الصلاة والسلام:
من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ».




ولئن كان الصيام فريضة، والقيام سنة فإن الإنفاق وعمل البر وخاصة في هذا الشهر من فضائل الأعمال التي حض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم اعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً ».
كما أخرج البخاري ومسلم عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنفقي أو نضحي أو أنفحي ولا تحصي فيحصى الله عليك ».



وإذا كان هذا بالنسبة للإنفاق عامة فإن مساعدة الأهل وذوي الرحم والجار له من الأجر ما هو أفضل من أجرالصدقة، فقد روى الامام مسلم بسنده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجراً الذي أنفقته
على أهلك ».
وعن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة ».


ومما جاء في الصحيحين عن أنس بن مالك قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه (بئر حاء)،
وكانت مستقبل المسجد (شماله) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب،
قــال أنس: فلما نزلت هذه الآية: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون »، قام أبوطلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله يقول في كتابه: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون»،
وإن أحب أموالي إليَّ (بئر حاء) وانها صدقة أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث شئت.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، ذلك مال رابح، قد سمعت ما قلت فيها، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه ».


وفيما جاء في فضل الصدقة أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الصدقة أفضل أجراً؟ قال: أن تتصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى،
ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وكان لفلان».
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته ».


وأختم بالذي هو خير مما جاء في سورة التوبة من قول الحق سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:
(خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) إلى قوله تعالى: (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم).