يحفظ عن ظهر قلب نصيحة والده له "اللى قبلينا علمونا.. كل حاجة تعيش وتموت.. إلا الصنعة تموت وتقوم تانى"، حاملا معها ميراث مهنة زاحمها التطور التكنولوجى وأزالها من طريقه.

أزمات انقطاع التيار الكهربى خلال هذه الأيام أدت إلى عودة الصناعة، ليعود معها ظهور "لمبات الجاز، وبوابير الجاز" كبديل بسيط للحصول على الإضاءة مرة أخرى.

الحاج "محمد عبدالغنى" أحد أقدم مصنعى "لمبات الجاز" و"باجور الجاز" والذى ورث الصنعة عن والده منذ أكثر من 50 عاما، معاصرا بهذه المدة الطويلة فترة زهاء صناعة "باجور الجاز ولمبة نمرة 10" حتى اندثارها، وعودتها مرة أخرى.

يقول الحاج "محمد": "الباجور الجاز الشرائط، فانوس الهواء، واللمبة الجاز مكناش بنلاحق على طلباتهم زمان، لكن دلوقتى مفيش طلب عليهم"، معللا ذلك بأن الغزو الصينى هو السبب وراء اندثار الصنعة لانخفاض سعره عن المصرى، فى حين أن اللمبات الجاز أصبحت تستخدم حاليا كأنتيكات، إلا أنه مع كثرة انقطاع الكهرباء بدأ الطلب يزداد مرة أخرى على اللمبات الجاز كوسيلة للإضاءة لكن المشكلة تكمن فى عدم توافر "الجاز الأبيض".

وبنبرة أسى، يتابع "محمد" قائلا: «فى الماضى، كانت البواجير لها وضعها، وكانت شىء أساسى داخل كل بين مصرى، إلا أنه بمرور الزمن ودخول الكهرباء بدأت الاستغناء التدريجى عن لمبة الجاز والباجور فى المدن، فى حين استمر فى بعض قرى الصعيد، مضيفا أنه فى الوقت الذى أعرض المصريين عن شراء البوجاير ولمبات الجاز، زاد طلب غير المصريين مثل التونسيين لأنهم مازالوا يحافظون على الريف بكامل مشتملاته، خاصة عند حصاد محصول الزيتون الذى يتم جنيه ليلا.

الحاج "محمد" يمتلك ثلاثة فتيات يرغب فى أن يدخل إحداهن كلية هندسة الميكانيكا حتى تستمر فى العمل بصناعة اللمبات الجاز والباجور، فهى إرث عائلى لا يجب الاستغناء عنه.


الحاج "محمد" يصنع لمبات الجاز.. وسيترك إرث صنعته العتيقة لبناته 1 (1).jpg

الحاج "محمد" يصنع لمبات الجاز.. وسيترك إرث صنعته العتيقة لبناته 1 (2).jpg



أكثر...