ربما تمثل نسب الإصابة بفيروس "بى" نسبة قليلة مقارنة بفيروس "سى"، ولكنه كما وصفة الأطباء أكثر عدوى من فيروس "سى"، حيث إنه يمكن أن ينتقل من خلال وسائل كثيرة عكس فيروس "سى"، كما أن فيروس "سى" قابل للشفاء التام نظرا للأجيال المتعددة من الأدوية التى تم اكتشافها على مدار السنوات الماضية.

يقول الدكتور جمال عصمت أستاذ الكبد بطب قصر العينى، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية مستشار منظمة الصحة العالمية للفيروسات الكبدية، إن فيروس "بى" نسبة انتشاره فى مصر نسبة متوسطة، حيث تصل إلى 2%، ولكن خطورة فيروس "بى" تكمن فى أن العلاج الموجود له هو علاج يؤدى إلى تحجيم الفيروس ولا يؤدى إلى التخلص الكامل منه، كما أن المصابين بالفيروس والذين لم يتم علاجهم يتعرضون لمضاعفات أكثر وأسرع من المصابين بفيروس "سى"، كما أن فيروس "بى" ينتقل مثل فيروس "سى" من خلال الدم واستخدام الأدوات الملوثة، إلا أنه ينفرد بأنه ينتقل من خلال المعاشرة الزوجية ومن الأم للجنين.

وقال إن الطفرة الكبرى التى حدثت فى السيطرة على فيروس "بى"، تمثلت فى وجود تطعيم فعال ضد الإصابة به، وهذا التطعيم أدى إلى تناقص فى نسبة انتشار الفيروس فى العالم وفى مصر بدأت فى تطعيم الأطفال والمولودين حديثا عام 1993، وبالتالى فكل المصريين الذين يبلغ أعمارهم 20 عاما أو أقل عندهم مناعة للإصابة بالفيروس، ولكن هناك فئات أخرى يجب تطعيمها حتى نستطيع أن نخفض نسبة انتشار الفيروس إلى أقل من نصف%، وهذه الفئات هم المخالطون لمريض فيروس "بى"، والذين يعملون فى الحقل الطبى من أطباء وتمريض وفنيين وعمال، والذين يعملون فى مهن لها علاقة بحدوث إصابات مثل الحلاقين ومراكز التجميل واللاعبين لألعاب يمكن أن يحدث منها احتكاك، وألعاب يمكن أن تؤدى إلى حدوث خدوش أو جروح والملاكمة، حيث يمكن انتقاله من خلال اللعاب.

وقال بالنسبة للأدوية فهناك تطور فى علاج فيروس "بى"، حيث إن الأدوية الحديثة أصبحت أكثر فعالية، كما أن الفيروس لا يستطيع التحور لمقاومتها ولكن كما ذكرنا يجب أن تؤخذ هذه الأدوية لمدد طويلة قد تصل إلى عشرات السنين.

وأشار إلى أن هناك اتجاها عالميا جديدا ما زال فى طور الأبحاث لمهاجمة الفيروس الكامن داخل الخلية، والذى يؤدى إلى الشفاء التام من الإصابة وذلك من خلال أدوية حديثة تم الإعلان عن اكتشافها لأول مرة فى العام الماضى، ولكن تطوير هذه الأدوية والتأكد من صلاحيتها يستغرق من عامين إلى ثلاثة أعوام، وفى حال نجاح هذه التجارب سيكون هناك علاج شافى لفيروس "بى"، يمكن أن يؤخذ لفترة محددة، ويؤدى إلى الشفاء التام، كما هو الحال فى فيروس "سى".



أكثر...