أكد وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردنى ناصر جودة على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد حل سلمى لهذا النزاع المستمر منذ عقود والذى يعد مصدرا رئيسيا لمعظم التوترات فى المنطقة، قائلا "إن هذا الحل هو الذي سيضمن الأمن والسلام لكافة دول وشعوب المنطقة".

وأضاف جودة – فى كلمته أمام القمة الرابعة لمؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة فى آسيا (سيكا) التي عقدت أمس الأربعاء فى مدينة شنغهاى برئاسة الرئيس الصينى شي جينبينج والتي شارك فيها مندوبا عن العاهل الأردنى الملك عبدالله الثاني – إن موقف الأردن يدعم الفلسطينيين فى جهودهم الرامية إلى تجسيد حل الدولتين الذى تقوم بموجبه الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة الكاملة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية فى إطار حل تفاوضى يفضى إلى اتفاق سلام شامل يعالج قضايا الحل النهائى كافة.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن وزير خارجية الأردن قوله إن الأردن سيواصل القيام بدوره التاريخى فى القدس والذي يتولاه الملك عبدالله الثانى فى الرعاية والحماية لمقدساتها الإسلامية والمسيحية، فى إطار الرعاية الهاشمية التاريخية للقدس ومقدساتها والتي أعيد التأكيد عليها فى الاتفاق التاريخى فى 31 مارس 2013.

وشدد جودة على ضرورة نهوض المجتمع الدولى لتحمل مسئولياته لوقف جميع الانتهاكات الإسرائيلية، وخاصة تلك التى تستهدف المسجد الأقصى المبارك، ومحيطه وسياسة الاستيطان التي يجمع العالم بعدم قانونيتها .. مؤكدا على أن غياب المسار التفاوضى من شأنه أن يزيد الإجراءات أحادية الجانب التي تغير الواقع على الأرض.

أما بالنسبة للأزمة السورية .. فقد أعاد جودة التأكيد على موقف الأردن الثابت بأن الحل السياسى الذي يفضى لمرحلة انتقالية شاملة تتوافق عليه كافة مكونات المجتمع السورى ويكفل وحدة أراضى سوريا وسيادتها ويمثل جميع أطياف الشعب السورى ويرتكز إلى عملية إعادة بناء نابعة من الداخل السورى هو الحل الوحيد للأزمة السورية والمأساة المستمرة فيه.

ولفت إلى تحذيرات الملك عبدالله الثانى المستمرة من خطورة استمرار أمد الصراع والذى يهدد النسيج الاجتماعى السورى وأصبح نزاعا يستقطب ويولد التطرف والإرهاب الذى يهدد المنطقة وشعوبها كافة، إضافة للآثار الإنسانية الهائلة لهذه الأزمة المتفاقمة وخاصة الأعباء الكبيرة على الأردن وعلى بنيتها التحتية وقطاعاتها المختلفة جراء اللجوء السورى.

ويهدف المؤتمر الذى انعقد بمشاركة 47 دولة من أعضاء ومراقبين ومنظمات دولية وحضور رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية من قارة آسيا وأمين عام الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية إلى تنظيم علاقات التعاون وتطويرها بين الدول الأعضاء فى (سيكا).

ودعا جودة إلى أهمية الحوار كوسيلة للتفاهم وحفظ السلام، مؤكدا على الصلة الوثيقة بين الأمن والسلام والتنمية فى آسيا والعالم بأسره، قائلا "إننا بحاجة الآن بعد ما يقارب خمسة عشر عاما من اعتماد إعلان المبادىء التوجيهية للعلاقات بين الدول الأعضاء فى سيكا إلى الرجوع إلى مبادىء هذا الإعلان والتمعن بها وإعطاء الاهتمام اللازم لمنع حدوث النزاعات والصراعات والعمل على حلها بالطرق السلمية.



أكثر...