أكد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى اليوم السبت التزامه بالحفاظ على مدينة القدس ، باعتباره وصيا عليها ، مكان عبادة للجميع .. وأن يبقى عليها بيتا آمنا لكل الطوائف عبر الأجيال.

وقال العاهل الأردنى – فى كلمته الترحيبية بمناسبة زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس الأول للمملكة اليوم – "واجبى كهاشمى يشمل حماية الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيين فى الأردن والقدس وبما أننى السليل الحادى والأربعين للنبى محمد عليه الصلاة والسلام ، فقد سعيت للحفاظ على الروح الحقيقية للإسلام ، إسلام السلام".

ونوه بأن المسلمين والمسيحيين فى الأردن ، أرض السلام والتآخى الإسلامى المسيحى والإيمان والأخوة ومنطلق الأنبياء والصالحين ، يعملون اليوم على بناء مستقبل مشترك على أرضية واحدة من الاحترام المتبادل والسلام والإخلاص لله..داعيا إلى ضرورة أن تبدأ الخطوات القادمة للبشرية جمعاء على هذه الأرضية المشتركة.

وشدد على أن العصر الحالى يواجه تحديات عالمية كبيرة وفى مقدمتها الثمن المؤلم للصراع الطائفى والدينى ، قائلا "حيثما ينشر أصحاب بعض العقائد الجهل والتشكيك بنوايا الآخرين تتوحد أصواتنا لتحقيق التفاهم ونشر حسن النوايا ، وحيثما تتحطم حياة البشر بمعاول الظلم والعنف نوحد نحن جهودنا لجلب الشفاء وبث روح الأمل".

وحول أزمة اللاجئين السوريين..حث العاهل الأردنى بابا الفاتيكان على ضرورة الإسهام بشكل خاص فى تخفيف أزمة اللاجئين السوريين والعبء على البلدان المضيفة المجاورة مثل الأردن ، مؤكدا على ضرورة مساعدة سوريا على استعادة مستقبلها ووضع نهاية لإراقة الدماء وإيجاد حل سياسى سلمى هناك.

ودعا الملك عبدالله الثانى ، بابا الفاتيكان إلى ضرورة تقديم الدعم لمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على إيجاد حل لصراعهم الطويل..قائلا "إن الوضع الراهن الموسوم بحرمان الفلسطينيين من العدل والخوف من الآخر ومن التغيير يحمل وصفة للدمار المتبادل وليس الاحترام المتبادل المنشود".
وأضاف "يمكننا مساعدة المسئولين كلا الجانبين على اتخاذ الخطوات الشجاعة اللازمة لتحقيق السلام والعدل وتعزيز التعايش"..ومعربا عن تمنياته بأن يتواصل العمل مع الفاتيكان فى الأيام المقبلة لتعزيز الوفاق ومواجهة التحديات.

ونوه العاهل الأردنى بالمبادرات التى أطلقها الأردن ومنها رسالة عمان لإعادة التأكيد على دعوة الإسلام إلى الوئام العالمى والرحمة والعدالة والرفض المطلق للادعاءات الباطلة لأولئك الذين ينشرون الكراهية ويزرعون بذور الفرقة إضافة إلى (كلمة سواء) والتى تعبر عن اثنتين من الوصايا العظيمة للإسلام والمسيحية على حد سواء(محبة الله ومحبة الجار).

وأشار فى الوقت ذاته إلى أن الأردن استضاف فى العام الماضى مؤتمرا إقليميا تاريخيا حول التحديات التى تواجه المسيحيين العرب..مؤكدا على أن الطوائف المسيحية العربية هى جزء لا يتجزأ من منطقة الشرق الأوسط.

وأفاد بأن السلام العالمى يرتكز على التفاهم والتعايش بين جميع الناس على اختلاف عقائدهم ، منوها فى هذا الإطار بالمبادرة السنوية الجديدة التى طرحها الأردن فى عام 2010 وهى (أسبوع الوئام العالمى بين الأديان) فى الأمم المتحدة.

وقال الملك عبدالله الثانى "تكريما للإنجازات فى هذا المجال أنشأنا جائزة سنوية ، منحت هذا العام إلى شباب ومنظمات تعمل فى الهند والفلبين وأوغندا ومصر".



أكثر...