أقنعة المرأة لا تنضب، فالشخصية الأنثوية تتسم بالتعدد، وأكثر ما يميزها الجمع بين المتناقضات والتباينات والتضادات فى وقت وشخصية واحدة، لا يوجد من لم يذق تقلب المرأة ولكن، ما سبب تعدد أنماط شخصيتها الواحدة، وكيف تختلف الأنثى عن الأخرى.

من جانبه أوضح لنا الدكتور مصطفى محمود، أخصائى النفسية، ماهية تكوين المرأة الشخصى والكينونى والنفسى، ومفهوم تقلبها وطبيعة تغيراتها، سواء تغيرات كثيرة فى امرأة واحدة أو تغييرات وتفردات فى أكثر من امرأة، فالأنثى لا شبيه لها، ولا هى شبيهة بغيرها إلا فيما هو شائع، إلا أن لكل أنثى أسلوب خاص، فقد نشأت على عدم الرغبة فى التقليد ولا حب المساواة بينها وبين الآخرين.

لا شىء يزعج الأنثى أكثر من الثبات والاستقرار الممل بالنسبة لها، فهى تشعر برغبة فى التغيير، بل هى التغيير ذاته عندما تشعر بتلك الرغبة فى تحريك المياه الراكدة، هكذا هى طبيعتها النفسية والعقلية، تشعر بقدرتها على تحسين الأمور المملة والرتيبة، وتحاول أن تبدأ بنفسها على الدوام فى تغيير مزاجها، أو حالتها العاطفية، أو النفسية، أو الأجواء حولها أملا فى إحداث تغيير يحسن نظرتها للحياة.

تحمل المرأة المتناقضات بداخلها وهذا هو السبب الحقيقى وراء إطماع هذه المتناقضات، وهو الرغبة فى التخلص من الملل والرتابة، ولذا تصدر منها ردود أفعال مختلفة، تختلف من امرأة لآخرى، فتصدر منها بعض التهورات أو ردود الأفعال الجامحة، وقد تجمع بين العقل والجموح، والركود والنشاط، والفرح والكآبة، وهى كلها متناقضات تدل على صحة المرأة النفسية، وعلى أنها تشعر بوجودها وطبيعتها الحقيقية.

وأضاف فالمرأة متعددة الأنماط النفسية والعقلية والحياتية والبيئية، ولا تخجل من إظهار تقلباتها وتغييرات عقليتها أو مزاجها ولا تغير شخصيتها، فذلك لأنها تؤمن بالتطور والتغير والنضج الدائم، كما أن شخصية المرأة بطبيعتها فاعلة مهما كان نمط شخصيتها خجولة، أو منطوية أو غير اجتماعية، وهذا هو تفسير إحساس المرأة بالفرح والحزن والضجر والملل فجأة، وفى خلال فترات قريبة، وهذه المؤشرات جيدة وغير سيئة كما يعتقد البعض.



أكثر...