رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن انتخابات البرلمان الأوروبى ستكون بمثابة اختبار لقوة الأحزاب الانفصالية فى قطالونيا، وسط انتقادات وجدل حاد بشأن الاستفتاء المتقرح لاستقلال هذه المنطقة الغنية التى توفر نحو ربع صادرات اسبانيا.

وأوضحت الصحيفة - فى تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم السبت - أن التصويت الذى يلقى الضوء على تعثر الأحزاب السياسية فى قطالونيا، سيكون شاهدا على المعركة بين المحافظين والاشتراكيين على المستوى الوطنى فى اسبانيا، ومن المتوقع أن تهيمن على النقاش السياسى الوطنى فى النصف الثانى من هذا العام.

وأشارت إلى أن الأحزاب الموالية للاستفتاء بقيادة الاندماج الحاكم وتحالف الاتحاد واليسار الجمهورى لقطالونيا، حصل على أكثر 50 بالمائة من الأصوات فى استطلاع للرأى اجرته وكالة " متروسكوبيا"، وأوردت قول اندرو داولنج المتخصص فى السياسة الإسبانية الكاتالونية فى جامعة كارديف "على الرغم من أننا نتوقع امتناع نسبة كبيرة عن التصويت، فإن النتائج تمثل قراءة للوضع باعتبارها استفتاءا مصغرا على الاستقلال".

وقال كارليس بويكس،استاذ العلوم السياسية فى جامعة برينستون الذى يفضل استقلال قطالونيا، إن الاقبال فى الانتخابات الأوروبية السابقة فى عام 2009، كان نسبته منخفضة عن المتوسط الإسباني، وإذا كان الاقبال أعلى هذه المرة، فإن ذلك من شأنه أن يعطى النتيجة وزنا أكبر.

ورأت "وول ستريت جورنال" أن الانفصاليون القطالان يؤكدون أن مدريد تمتص الإيرادات الضريبية دون احترام للغتهم وثقافتهم، وتقول الحكومة المركزية بأنها المركزية بأنها أعطت قطالونيا الكثير من المساعدة خلال الأزمة الاقتصادية، وأكدت أن الاستفتاء المقترح فى نوفمبر "غير دستوري".

ولفتت إلى أن الحملة الأخيرة شابتها لحظات متوترة كثيرة، حيث قامت مجموعة من المتظاهرين برشق سيارة تقل كريستوبال مونتورو وزير الميزانية وأليسيا شانسيز كاماتشو زعيمة الذراع القطالونى للحزب الشعبى المحافظ الذى يحكم وطنيا ويعارض الاستقلال بالحجارة والزجاجات، وأصدر الحزب الشعبى بيانا جاء فيه أنه كانت هناك العشرات من حوادث التحرش فى المناسبات، واتهم مؤيدو الاستقلال بتأجيج الصراع.

وقالت إن من بين نتائج استطلاع الأكثر لفتا، الضعف الذى شاب الأحزاب المهيمنة منذ فترة طويلة، وأن تراجع الدعم للتقارب والاتحاد، والدعم للطرفين المناهضين للاستقلال، الحزب الشعبى والحزب الاشتراكي، انخفض بشكل ملحوظ منذ عام 2009، ومن ناحية أخرى، كان هناك أيضا ارتفاعا ملحوظا لليسار الجمهورى وحزب المواطنين المناهضين للاستقلال، ومن المتوقع أن يحصد اليسار الجمهورى الذى طالما دعا للاستقلال المزيد من الأصواتمن خلال "متروسكوبيا" والتى احتضنت مؤخرا فقط هذا الهدف.

وتكتسب الحركة الانفصالية فى إقليم قطالونيا الإسبانى زخما متزايدا هذه الأيام، تعززه الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد؛ وانتقل الأمر من ساحات التظاهرات إلى البرلمان المحلى للإقليم الذى وافق على إجراء إستفتاء بشأن الاستقلال، واضعا الحكومة المركزية بمدريد فى مأزق جديد. وجاءت موافقة البرلمان المحلى على استفتاء الاستقلال للإقليم الواسع الذى يقع شمال شرق إسبانيا بأغلبية 60% من النواب، ومن المتوقع إجراؤه عقب الانتخابات المحلية المقررة يوم 25 اكتوبر المقبل، وسط توقعات رئيس وزراء الإقليم أرتور ماس بفوز الأحزاب المؤيدة للانفصال بأغلبية أكبر فى تلك الانتخابات.



أكثر...