سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الصادرة اليوم الأحد، الضوء على دور الشباب الأوكرانى فى حسم مسار الانتخابات الرئاسية التى بدأت اليوم، بل وتحديد مستقبل بلاده فى ظل أزمة انفصالية تكاد تقسم أوكرانيا إلى شطرين.

واستهلت الصحيفة تقريرها، الذى نشر على موقعها الإلكتروني، بذكر أن الشباب الأوكراني، وعلى عكس كبار السن، لا يملك أى ذاكرة عن الحياة فى ظل الاتحاد السوفيتي، الذى انهار منذ أكثر من عقدين، بل ويرى نفسه أوكرانيا فقط بالرغم من معايشة بلاده حالات انقسام شديدة.

وقالت إن "هذه الحقيقة ستخوض اليوم أولى اختبارات مصداقيتها عندما يذهب المواطنون إلى صناديق الاقتراع للتصويت فى الانتخابات الرئاسية التى قد تحدد مستقبل أوكرانيا كدولة مستقلة، فيما تعهد الموالون لروسيا فى المناطق الشرقية المضطربة بوقف عملية التصويت، وفى الوقت ذاته تصاعدت حدة العنف على مدار الأيام الأخيرة بين من يتطلع إلى الغرب ومن يرغب فى الانضمام لروسيا".

ورأت الصحيفة أن الفجوة الصارخة ربما تبتعد عن الأمور الجغرافية وتكون بسبب أمور تتعلق بتعاقب الأجيال، فهى تنشأ بين الشباب الأوكراني، الذى ترعرع وهو يرى نفسه أوكرانيا فقط، وبين كبار السن الذين عاشوا سنوات نشأتهم تحت ظل الاتحاد السوفيتى وفى مجتمع متعدد الأعراق تهيمن عليه اللغة والثقافة الروسية.

وأوضحت أن العديد من الشباب الأوكرانى الجديد - الذى يحذو أغلبه حذو أباءه وينوع حديثه ما بين اللغتين الأوكرانية والروسية - يرى أن روح الديمقراطية والمحاسبة ووحدة المجتمع المدنى من شأنهم محاربة الفساد الذى استفحل فى أوكرانيا منذ الاستقلال عام 1991.

وأضافت (واشنطن بوست) أن "الانتخابات فى هذه الدولة التى يقطنها نحو 44 مليون نسمة جاءت عقب أسابيع من العنف مما يثير أسئلة حول قدرة الناخبين على الإدلاء بأصواتهم لاسيما فى بعض المناطق الشرقية، فيما سوف تقرر نتيجة الانتخابات ما إذا كانت أوكرانيا ستنتهج شك فيدراليا للحكم من شأنه أن يمنح المناطق قدرا اكبر بكثير من الحكم الذاتي، مثلما تريد روسيا، أم أنها ستميل نحو الاتحاد الأوروبى وربما تتحالف مع حلف شمال الأطلنطى (ناتو)".



أكثر...