رأت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية أنه من المتوقع أن تباع حفاضات كبار السن فى اليابان بأعداد أكبر من التى ستباع للأطفال الرضع فى غضون السنوات الست المقبلة، نظرا لانكماش عدد السكان وقلة نسبة المواليد الجدد.

وقالت الصحيفة البريطانية- فى تقرير على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد- إن وزيرة الدفاع اليابانية السابقة يوريكو كويكى تبحث سبل التعامل مع تهديد جديد يخيم بظلاله على مستقبل اليابان، وهو افتقارها للأطفال الرضع، بعد أن كان كاهلها مثقلا بالتعامل مع العدو المسلح نوويا فى كوريا الشمالية والعديد من النزاعات الإقليمية مع الصين قبل ذلك.

وأضافت أنه بعد اطلاعها على مشكلة تضاؤل عدد السكان فى البلاد، رأت كويكى أن الحل الأمثل لحل هذه المشكلة هو العودة إلى حفلات التعارف الوطنية، وتقاليد الزواج القديمة باعتبارها مهمة مقدسة تجاه تزويج أعداد الشباب اليابانى الأعزب المتزايدة فى جميع أركان الدولة.

وقالت كويكى إن الموقف خطير جدا، فمن أجل ضمان إنجاب مزيد من الأطفال اليابانيين فى المستقبل علينا أن نشجع الشباب على الزواج، فقد بلغت حالات الزواج العام الماضى ما يقرب من 600 ألف حالة، ونأمل أن تزداد حالات الزواج إلى مليون بحلول عام 2020.

وستعقد هذا الأسبوع المجموعة التى أعدتها كويكى من مسئولين فى الحكومة قمة رئيسية مع كبار الوزراء والمسئولين الحكوميين المحليين، وشركات التعارف لمناقشة إستراتيجيات تشجيع السكان اليابانيين الشباب على الزواج وإنجاب الأطفال.

وستستضيف المجموعة أول حفلة تعارف فى طوكيو من 40 رجلا و40 امرأة، ممن سيشاركون فى فعاليات الحدث على أمل العثور على الزوج المستقبلى.

وأشارت الصحيفة إلى أن المهمة لن تكون سهلة، حيث تعد اليابان موطنا لواحدة من أكثر المجتمعات فى العالم التى يصاب سكانها بالشيخوخة بسرعة، أضف إلى ذلك تقلص عدد السكان حيث سجلت الحكومة اليابانية حالات وفاة تقدر بـ244 ألف فى عام 2013 وحده، فيما سجل معدل المواليد أدنى مستوياته منذ بدأت الدولة فى تسجيل المواليد فى عام 1899، ومن المتوقع أن تباع حفاضات كبار السن بأعداد أكبر من التى ستباع للأطفال الرضع فى غضون السنوات الست المقبلة.

ولكن على الرغم من التحديات ليست كويكى الوحيدة التى تؤمن بأن رومانسية المدرسة القديمة قد تنزع فتيل القنبلة الديموغرافية الموقوتة، حيث تعقد دورات تدريبية حاليا للمسنات فى المجتمعات الريفية لإحياء ممارسات التعارف والزواج التقليدى، كما كان شائعا بالأجيال السابقة.

وقالت كويكى "تهدف حفلات التعارف إلى أمرين أولهما إتاحة الفرصة للشباب من الجنسين إلى التعارف، والثانية مساعدة فى ازدهار المطاعم ومحلات الشاى والحانات".

وتابعت "فى الماضى كانت النساء ذوى الأربعين والجدات يقومون بتقديم ابنة شخص ما لابن شخص آخر للزواج، إلا أنه ندر من يفعل ذلك من السيدات الآن، وتشتكى الأجيال الأصغر سنا من قلة الفرص التى تسنح بالتعرف على بعضهم البعض، حيث يمضى أصحاب الأعمال التجارية فى اليابان سواء من الرجال والنساء ساعات عمل طويلة فى العمل تصل إلى منتصف الليل، ولذا لا يوجد الوقت الكافى للالتقاء بأشخاص جدد".



أكثر...