قال رئيس وزراء ليبيا الجديد أحمد معيتيق اليوم الاثنين إن حكومته ستركز على مكافحة المتشددين وتأمين الحدود وبناء القوات المسلحة بمساعدة خارجية.

وتواجه ليبيا ما يصفها الاتحاد الأوروبى بأنها أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية عام 2011 التى أطاحت بالزعيم السابق معمر القذافى وأدت إلى انزلاق البلاد إلى الفوضى والعنف.

ورئيس الوزراء معيتيق هو ثالث رئيس للوزراء منذ مارس آذار وامامه مهمة صعبة اذ لاتزال كتائب المقاتلين السابقين تتمتع بالنفوذ بعد ثلاث سنوات على سقوط القذافى كما أنها متحالفة مع فصائل متنافسة من التيارين الإسلامى والمدنى.

ووافق البرلمان على حكومة معيتيق بعد أسبوع من هجوم على مبناه نفذه مسلحون أعلنوا ولاءهم للواء السابق بالجيش خليفة حفتر الذى تعهد بالتخلص من الإسلاميين المتشددين لأن الحكومة فشلت فى هذا على حد قوله.وقال معيتيق لرويترز "ليبيا تمر بوقت عصيب... نحن كليبيين نحلق بعيدا جدا فى توقعاتنا. يجب أن نكون واقعيين.
وأضاف "يجب أن نركز على مشاكلنا ومشاكلنا الآن هى مكافحة الإرهاب. يجب أن يساعد المجتمع الدولى ايضا فى مكافحة الإرهاب فى ليبيا."وفى غياب حكومة قوية أصبحت ليبيا ملاذا آمنا للإسلاميين المتشددين الذين ينحى باللائمة عليهم فى تفجيرات واغتيالات.

وتساعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى فى تدريب جيش ليبيا الذى أنشىء حديثا لخوفهما من امتداد الاضطرابات فى ليبيا إلى دول أخرى فى المنطقة. لكن الاضطرابات السياسية قوضت برامج لبناء قوة فعالة.

ويقول دبلوماسيون إن معيتيق وهو رجل أعمال تلقى جزءا من تعليمه فى لندن قد يسعى إلى حكومة يغلب عليها الخبراء الفنيون لكنه سيواجه صعوبات فى كبح جماح الفصائل والميليشيات التى جعل الاقتتال فيما بينها الحكومات السابقة عاجزة عن فرض أى سلطة.

ورفض اللواء السابق حفتر حكومة معيتيق وتريد القوات غير النظامية الموالية له قتال الإسلاميين المتشددين وطالبت المؤتمر الوطنى العام (البرلمان) بتسليم السلطة.

وتحالفت عدة وحدات عسكرية معه مما يهدد بانقسام داخل القوات النظامية وشبكة الميليشيات المتنافسة كما أن حملته مست وترا حساسا بالنسبة لليبيين الذين ضاقوا ذرعا بالاضطرابات.لكن فصائل منافسة رفضت حفتر قائلة إنه يقوم بانقلاب.

وقال معيتيق "رسالته لليبيين هى مكافحة الإرهاب لنبدأ بناء وزارة الداخلية والشرطة والجيش الليبيين... هذه رسالة جيدة جدا" محاولا على ما يبدو مد جسور مع حفتر.

وردا على سؤال عن احتمالات جمع الجماعات المتناحرة على مائدة التفاوض قال "ثلاث سنوات كافية لتهدئة الجميع. المتشددون أنفسهم يشعرون أن عليهم أن يجلسوا معا."

لكن معيتيق كان اكثر تحفظا فى الحديث عن اى الجماعات التى يعتبرها أهدافا للعمل العسكرى وما اذا كانت تشمل جماعات مثل أنصار الشريعة التى تصنفها واشنطن جماعة إرهابية لكن لها تنظيما فى شرق ليبيا.وقال "قضيتنا الرئيسية هى الأمن وتحقيق الاستقرار لبلادنا. أطلب المساعدة من المجتمع الدولى."

وأضاف "يجب أن نجلس مع المجتمع الدولى... ونركز على من يزعزع استقرار ليبيا."وقال معيتيق إنه يريد الاستمرار فى اتفاق مع قائد سابق لمقاتلى المعارضة يحتل أربعة موانىء نفطية منذ الصيف مما أدى لانخفاض شديد فى صادرات النفط الخام وذلك للمطالبة بمزيد من الحكم الذاتى والأموال لمنطقة شرق ليبيا التى ينتمى لها.

واتفق ابراهيم الجضران مع سلف معيتيق على رفع حصاره للموانىء تدريجيا لكنه رفض رئيس الوزراء الجديد قائلا إنه يفتقر إلى الشرعية.

وقال معيتيق "يجب أن نرى إلى أين سيصل هذا الاتفاق واذا وصلنا لطريق مسدود او نهاية هذا الاتفاق فإننا سنحاول التوصل إلى آخر."إنهم جزء من ليبيا... إنهم ليبيون. يجب أن نبحث كل شيء قبل الانتقال إلى حل آخر.

وقال رئيس الوزراء الجديد إنه لا يتوقع أن تضطر حكومته للاقتراض محليا او دوليا لتغطية احتياجات الميزانية بعد حصار الموانىء لكن حكومته لا تزال فى المراحل الأولى لدراسة الاحتياجات المالية.

واقترحت ليبيا إجراء الانتخابات البرلمانية فى يونيو حزيران كوسيلة لإنهاء المواجهة بشأن المؤتمر الوطنى الذى أصابه الشلل بسبب الخلافات بين الأحزاب الإسلامية وغير الإسلامية. لكن معيتيق يقول إنه يتوقع استمرار حكومته بعد الانتخابات.

وأضاف "حتى نكون واقعيين فإننا بحاجة لدراسة الوقت. سنجرى الانتخابات خلال شهر... نحن بحاجة لشهر او اثنين آخرين حتى يبدأ البرلمان الجديد عمله."



أكثر...