هناك اعتقاد شائع بين الناس يربط كل تشوهات العظام فى الأطفال بلين العظام، وهذا غير صحيح، فتشوهات العظام بالأطفال يمكن أن تكون نتيجة عيوب خلقية، وهى تشوهات يولد الطفل بها مثل خلع مفصل الورك أو تشوهات القدم، ويمكن أن تكون نتيجة عيوب فى تطور العظام مثل تقوس الساقين فى مرض بلاونت أو تشوه رأس عظمة الفخذ فى مرض بيرثز، ويمكن أن تكون التشوهات نتيجة سوء التغذية مثل نقص فيتامين "د" والكالسيوم فيما يعرف بمرض لين العظام والذى يتسبب فى عدة مظاهر منها تقوس الساقين وزيادة سمك أطراف العظام وتشوه القفص الصدرى.

وهناك أسباب أخرى للين العظام غير سوء التغذية، وهى أن يكون الطفل يتغذى جيدا، لكن عمليات الأيض والتعامل مع الغذاء فى الكبد والأمعاء والكلى والعظام لا تتم بالصورة الطبيعية، مما يتسبب فى عدم ترسيب الكالسيوم بالكميات المناسبة فى العظام، وهو ما يؤدى إلى لين العظام، وتشوهها، وهناك أنواع أخرى من التشوهات فى الأطفال مثل التشوهات التى تكون نتيجة التهابات العظام والمفاصل أو العدوى البكتيرية الصديدية أو الأورام، لكن هذه أسباب أقل بكثير ونادرة الحدوث.

ويبدأ التعامل مع حالات تشوه العظام بتقييم الحالة والفحص الطبى وعمل أشعات وتحاليل لمعرفة السبب، وفى الحالات التى يكون السبب فيها لين العظام يمكن علاج الحالات المبكرة بإعطاء الجرعات الصحيحة من فيتامين "د" والكالسيوم مع تعريض الطفل للشمس، أما فى الحالات المتأخرة أو التى يكون فيها التشوه شديدا أو يكون التشوه بسبب آخر غير لين العظام فيكون العلاج جراحيا فى أغلب الحالات، وكلما كانت الجراحة مبكرة، كانت أسهل ونسبة نجاحها أعلى.

ويجب ملاحظة أن 20% من الأطفال الطبيعيين يكون لديهم تقوس بسيط بالساقين مع التفاف القدم للداخل، خلال أول 3 سنوات من العمر، وهذا يتحسن تلقائيا بدون أى تدخل لأنه يكون مجرد مرحلة من تطور النمو الطبيعى، لكن يجب التأكد بالفحص والأشعة من أن هذا الاعوجاج البسيط هو من نوع التطور الطبيعى المرحلى ليس بسبب لين عظام أو أى من الأمراض الأخرى.





أكثر...