ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن بعض أعضاء الحزب الجمهورى بالكونجرس انتقدوا ما أعلنه الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشأن انسحاب قوات بلاده من أفغانستان نهاية عام 2016، موضحين أن هذا الأمر قد يعرض أفغانستان لنفس العنف وعدم الاستقرار اللذين تعرض لهما العراق منذ انسحاب القوات الأمريكية بالكامل عام 2011.

وقالت الصحيفة، فى تقرير أوردته اليوم على موقعها الالكترونى، أن قادة عسكريين أوصوا بالإبقاء على ما لا يقل عن عشرة آلاف جندى أمريكى فى أفغانستان لعدة سنوات قادمة بعد انتهاء المهمة القتالية رسميا فى 2014.

وأوضحت الصحيفة انه إلى جانب القيام بعمليات تستهدف فلول تنظيم القاعدة، ستتولى القوات المتبقية مسؤولية تدريب قوات الأمن الأفغانية، لكن اعتبارا من عام 2015، ستتواجد القوات فى قاعدة باجرام الجوية والعاصمة كابول، وفى الوقت الذى ستلحق بهم فيه قوات حلف شمال الأطلنطى "ناتو"، من المرجح ان تحذو قوات التحالف حذو أمريكا فى الانسحاب من أفغانستان نهاية 2016.

ولفتت الصحيفة إلى أن الطبيعة أحادية الجانب لإعلان أوباما يؤكد فقدان الثقة بينه وبين الرئيس الأفغانى حامد كرزاى، الذى رفض التوقيع على اتفاق أمنى طويل الأمد مع الولايات المتحدة، مضيفة أن أوباما أوضح أن نشر أى قوات أمريكية بعد عام 2014 سيكون مرهونا بتوقيع الأفغان على الاتفاق، رغم انه أشار إلى أن مرشحى جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة الأفغانية تعهدا بالتوقيع عليها.

ووفقا للصحيفة، قال مسئول بارز بالإدارة الأمريكية أن أوباما شعر بتشجيع كاف بفعل التطورات الأخيرة فى أفغانستان، لاسيما فيما يتعلق بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأفغانية، لتجنب ما يعرف ب"خيار الصفر"، الذى كان سيعنى سحب كل القوات نهاية 2014.

ومضت الصحيفة فى تقريرها انه من الواضح أن الرئيس الأمريكى اتخذ هذا القرار بدافع تغيير تركيز سياسته الخاصة بمكافحة الإرهاب من القاعدة فى أفغانستان وباكستان إلى مجموعة أكثر انتشارا من التهديدات العسكرية، يرتبط بعضها بالقاعدة، التى ظهرت من سوريا إلى نيجيريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض منتقدى قرار أوباما داخل الكونجرس يرون أن هذا الموعد النهائى للانسحاب من أفغانستان يبدو مدفوعا بتقويم سياسي، حيث سيتم سحب أخر القوات قبل 20 يوما من ترك أوباما لمنصبه فى 2017، الأمر الذى سيسمح له بادعاء النجاح فى احد تعهداته الأساسية عندما كان يخوض الانتخابات الرئاسية فى السابق.



أكثر...