قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن التمزق الأسوأ فى العلاقات الأمريكية السعودية على مدار 40 عاما، قد تم تخفيف حدته لكنه لم يحل بسلسة من الإجراءات هدفها استعادة الثقة التى تضررت.

وفى دليل على أهمية العلاقات، قامت حكومتا الرياض وواشنطن بجهود مضنية لإصلاح الصدع الذى ظهر عند تراجع الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن الخط الأحمر الذى أعلنه من قبل، والمتعلق باستخدام النظام السورى للأسلحة الكيماوية، ورفض شن هجمات ضد بشار الأسد.

إلا أن الخلافات حول إيران ومصر إلى جانب سوريا، والتى أصبحت شيئا من المهمة الشخصية للملك عبد الله، لا تزال قائمة، بما جعل التحالف الذى أسند ميزان القوى فى الشرق الأوسط لعقود، لا يزال مشحونا.

ووصفت الصحيفة التراجع فى القضية السورية بأنه ضربة مريرة للرياض ليس فقط لأن فرصة للإطاحة بالأسد قد أهدرت، ولكن أيضا بسبب الرسالة الأكبر التى تم إرسالها بشأن مصداقية الولايات المتحدة التى اعتمدت ضماناتها الأمنية على مدار 6 عقود على السعودية.

وقال عبد الله العسكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى السعودى إن أوباما ليس لدية إرادة سياسية على الإطلاق، ليس فقط فى سوريا ولكن فى كل مكان، بما رأت الصحيفة أنه يعكس التصور الواسع بأن الولايات المتحدة خسرت نفوذها فى الشرق الأوسط. وأضاف العسكر أن الشعور بخيبة الأمل تجاه أوباما سائد فى العالم العربى كله.

وتابعت الصحيفة قائلة إن زيارة أوباما للسعودية فى مارس الماضى كانت تهدف إلى طمأنة السعوديين بشأن التزام واشنطن فى العلاقة الثنائية بينهما، وتبعتها زيارات لوفود أمريكية من مختلف أفرع الحكومة من بينهم وزير الدفاع تشاك هاجل. بينما قامت السعودية من جانبها بخطوات لإعادة ضبط نهجها إزاء سوريا لمعالجة بعض المخاوف التى تقف وراء التردد الأمريكى إزاء مزيد من التدخل.

وتقول واشنطن بوست إن التأكيد الجديد على مكافحة الإرهاب يعكس المخاوف السعودية الحقيقية بشأن تنامى نفوذ المتشددين سريعا فى المعارضة السورية وهى السبب الوحيد الذى يردع الغرب عن مساعى المعارضة دون أن يفعل شيئا للمساعدة فى الإسراع بسقوط الأسد، كما يقول المسئولون السعوديون.



أكثر...