شبكة عراق الخير
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: قرأت لك

Share/Bookmark

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1

    افتراضي قرأت لك

    قرأت لك

    [align=justify]يبدو ان الفوضى العائمة في مجتمعنا لم تترك شيئا الاّ وعبثت به حتى بات الانسان يتمنى ان تعود عصا الدكتاتورية تلسعه وتسلخ جلده والسجون تأويه ويرضى بمعاشرة جلاّده وحرمانه من الحرية ويرضى بالكبت وحكم التسلّط والمنع من حرية الرأي والقول ولايبقى بهذه الحال المزرية العائمة بيننا وفق مبدأ ( من يرى الموت يقبل بالمرض العضال ) وصار كلّ من هبّ ودبّ قاضيا بين الناس وحكَما فصلا لاينازعه أحد فارضاً آراءَه السقيمة على العامة دون ايّ استحياء من ان يبرز جهله وصلفه على الملأ واصفا نفسه بالداعية مرةً واخرى بالشيخ المفتي وثالثة بالمرجع ، فها هو العقل الثيوقراطي عندنا يتخبط خبط عشواء ويعبث بمصائر الناس ويبيح قتل هذا المارق المرتدّ وتكفير ذاك المخالف ووصل الامر حدا لايمكن السكوت عليه ؛ حزّ رقاب أمام عدسات التلفزيون او شاشات الحاسوب ورجم نساء يسمونهنّ بالمارقات او الزانيات في الساحات العامة وجلد ظهور الناس حتى بات اهون العقاب قطع اصابع الانسان المدخّن لمجرد ان قام بتدخين سيجارة تعبيرا وتنفيسا عن الحال المرير الذي يعيشه
    لقد كثرت في الآونة الاخيرة مشايخ نكرات ومنتفعون ومخادعون أسست مراكز عديدة في عالمنا الاسلامي تهتمّ بمسألة الافتاء وتعددت دور الفتوى بشكل مهول ليس في المساجد والجامعات الدينية بل اكتسحت الساحة الاعلامية مثل القنوات الفضائية وصار كلّ من هبّ ودبّ ممن أطال لحيته ودمغ جبهته سيماء ظاهرة من اثر السجود المفتعل يقول ماتهوى نفسه الامارة بالكراهية والعنف حتى امتلئت مواقع الانترنيت وبالاخص المواقع الاجتماعية بأناس لايمتلكون سوى معرفة ضئيلة بأصول الدين وفروعه يقذفون فتاويهم على الملأ الجاهل ويقررون مصائر الناس بأيديهم الضالة المضلة
    لم يكتفوا بصراخهم في باحات المساجد ايام الجمع والاعياد والمناسبات الدينية وشحن عواطف السامعين بسموم الكراهية بل تعدّى ذلك ودخلوا بيوتنا وعقولنا من اوسع ابوابها ولا من رادع يردعهم ويوقفهم عند حدهم وصاروا يؤسسون مرجعيات ويقضون بين الناس دون اية اعتبارات اخلاقية او انسانية فلايهمهم سوى اظهار نرجسيتهم والتظاهر بالعلم زيفا وعنجهية وينفخون اوداجهم زهوا وصار مقياس العلم بإطالة اللحى وطغراء الجبهة المفتعل بدلا من اتساع الفكر والنهل من معين القرآن والسنّة الصحيحة ؛ بل لعقوا كل أسن من البرك الراكدة ومن اوحال افكار خبيثة وهم يمدّون ألسنتهم كالكلاب ليشربوا فكرا سيئا يشبعهم امراضا عقائدية تتسم بالكراهية واستعمال العنف والتخويف وإرعاب من لايمتثل لأوامرهم وأجنداتهم
    كان فقهاؤنا وعلماؤنا الاقدمون من السلف الصالح لا الطالح يتحرّجون كثيرا حين تناط بهم مسؤولية القضاء بين الناس وابداء الفتاوى في الدين وفي شؤون الدنيا للعمل وللاقتداء بها وهناك الكثير من العلماء الناصحين الاجلاّء من اعتذر عن تولّي منصب القضاء وإصدار الفتاوي والبتّ في احوال الرعيّة خوفا من زللٍ او ميلٍ عن الحق مما يغضب الله ويوخز الضمير بالرغم من الامتيازات الكبيرة التي تغدق عليه مالا وجاها وحظوة في بلاط الخليفة وقلوب العامّة ولأذكر مثلا واحدا يعرفه الجميع عن شيخ الاسلام وإمام الحفّاظ مصنف كتاب / الجامع العالم الجليل الفقيه الواسع الافق سفيان الثوري وقصته مع ابي جعفر المنصور معروفة للملأ حين دعاه وأمره بتولي القضاء ومسك دار الافتاء في احد امصار الدولة غير أن سفيان رفض جازما هذا الامر فغضب المنصور غضبا شديدا وأوعز الى احد حاشيته بإحضار السيّاف لنحر عنق الثوري وأمر بفرش النطع الجلدي على الارض تمهيداً لرمي جثته المدماة عليه ولما ايقن الثوري بجديّة قرار الخليفة قال له متوسّلاً :
    --انظرني الى الغد وآتيك بزيّ القضاء
    فلما اصبح الصبح لم يأتِ سفيان في الموعد وأُمهل الى الضحى لعله في شغل شاغل حتى يئسوا من حضوره وتبين بعدها انه عقر ناقته ميمما وجهه صوب اليمن هاربا من الخليفة ومن مسؤوليات القضاء وعاش بعيدا هناك ردحا طويلا في اليمن السعيد البعيد كي ينأى بنفسه عن كاهل الافتاء ولايتحمل مسؤولية القضاء حتى لو عانى فاقة التهجير والبعاد
    لكننا نرى الان من يلهثون وراء اصدار الفتاوى واللعب بقضاء الناس بحيث اصبحوا يتكاثرون كالجراد فهذا داعية وذاك مفتٍ اهوج حتى وصل الامر الى الولوج في فتاوي تثير الضحك والاستهجان والسخرية المرّة مثل فتاوي ارضاع الكبير وبول البعير ونكاح الزوجة الميتة حديثا وتفخيذ البنات الصغيرات وتزويجهنّ قبل بلوغهنّ العاشرة من العمر وفتاوى غريبة لاحصر لها ناتجة عن نوايا مبيّتة لتحقيق مآرب شخصية وإشباع حاجاتٍ غريزية شاذة ومنها افكار مشبعة بالجهل ومنها مغرضة هادفة الى تعرية عقولنا امام العالم المتحضّر ونشر غسيلنا العقلي المليء بالوساخة واصبحنا امثولة للاستهزاء ومسخرة للشعوب ووصل الامر الى تكفير النخبة المثقفة الواعية من اهلنا وعلمائنا الذين يسعون الى انتشالنا من واقعنا البائس المتخلف فيستهدفون هذا العالم وذاك المفكر المصلح وإباحة قتله لمجرد ان سمعوا منه فكرة او رأيا مخالفا او نهجا جديدا حتى وصل الامر الى تجنيد جهلَتهم من اتباعهم ومريديهم لمهمة قتل هذا وتشريد ذاك وتكفيره ومحاكمته وحتى تطليقه من زوجته الشرعية واتهامه بالردة والكفر وغيرها من التهم الباطلة كي يبقى مجتمعنا جامدا نائما على وسادة التخلف ممددا على سرير الخدَر بلا اية صحوة
    كل ذلك يحصل بسبب ضيق مساحة الحرية الفكرية بل وانعدامها في كثير من الاحيان مع ان القرآن أوضح في عديد من آياته على حرية المعتقد بكل وضوح كما في قوله تعالى : " وقل الحق من ربّكم ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " وهذا أمرٌ إلهي من الخالق موجّها الى النبي محمد (ص) بعدم التعرّض لهؤلاء في عقائدهم وتركهم على مايرون من وجهات نظر ايمانية وفق مايشاؤون ويرتأون ، وقولهِ تعالى " فذكّرْ إنما انت مذكِّر ، لست عليهم بمسيطر " اذ خاطب الله محمدا صراحةً بشأن عقائد المخالفين دون ايّ تهديد او وعيد ؛ فلهم دينهم ولنا ديننا طالما هم ظلّوا مسالمين وعلى حالهم وما على الرسول الاّ البلاغ واعلان الرسالة ثم ترك الامر الى الخالق في مسألة العقاب او الثواب ، وفي قوله تعالى " قل ياأيها الكافرون لااعبد ماتعبدون ولا انتم عابدون مااعبد ولاانا عابد ماعبدتم ولاانتم عابدون مااعبد ،لكم دينكم ولي دين " وهذا طلب وأمر من الله عزّ وجلّ للرسول المبلّغ بالرسالة يقول فيه بان المؤمنين لايعبدون ماعبدَ الكافرون اضافة الى ان الكافرين لم يقنعوا بما جاء به النبي (ص) وعلى هذا الاساس يتاح لهم اختيار مايرونه مناسبا لعقيدتهم دون الزامهم بالايمان مهما كانت الظروف والله وحده – لا النبيّ ولا البشر الآخرون — كفيل بمحاسبتهم ولايحقّ لايِّ كان حتى لو اختير رسولا ان يقوم بإنزال العقاب عليهم طالما هم راضون بما في عقولهم وانفسهم ولم يجابهوا اهل الايمان بعداوة وحروب فلتعبد ماتشاء وثَنا او حجرا ولكن لاترمِ به غيرك
    لكننا الان نرى من يلهثون وراء الفتاوى وفرض القضاء بين الناس وايجاد محاكم شرعية مصطنعة كلما تمكنوا من فرض سيطرتهم على بقاع معينة وصاروا يتكاثرون كالجراد حتى وصل الامر الى الولوج في فتاوى تثير الضحك والاستهجان والسخرية المُرّة والكوميديا السوداء من اقوام جهلة لم يتوغلوا في نهج الدين السليم ويبتكرون قواعد قانونية على هواهم ويسمونها قوانين سماوية وهم ابعد خلق الله عن المعتقد القويم وكالوا الاتهامات على النظم والقوانين الوضعية التي سنّها الانسان المفكّر الحكيم لتنظيم علاقات البشر فيما بينهم واتاحة قدر اكبر من الحرية الدينية ونسوا ان الله خلقنا شعوبا وقبائل واجناسا مختلفة لنتعارف على بعضنا البعض ونتلاقح فكريا وعقائديا ونجد القواسم المشتركة التي تزيد من اواصرنا ونتفق على ثوابت الاديان والعقائد التي تدعو الى نشر الخير والمحبة والتسامح والتعاون للتعارف بين البشر ايّا كانت معتقداتهم دون ان ندخل في التفاصيل الصغيرة للعبادات وممارسة الطقوس وكأنهم لم يقرأوا القرآن الذي قال في احدى آياتهِ صراحةً مخاطبا الناس كلّ الناس مؤمنيهم وغير المؤمنين : " ياأيها الناس انّا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا انّ اكرمكم عند الله اتقاكم "
    نعم لتعارفوا لا لتتخاصموا فمتى كان الفكر والاعتقاد ذا طابعٍ ولونٍ واحدٍ على مدى اجيال الانسانية فالاختلاف هي سمة ظاهرة في كلّ الظروف حتى ان الرحم الواحد ينجب اخوة مختلفين في اشكالهم وعقولهم وتوجهاتهم الفكرية ويصل بهم الاختلاف الى الخصام والنقاش والحدّة وطوبى لمن يحتمل الخلاف والرأي الاخر ويتسع صدره لما يقول الخصم ويحترم توجهات العقل المختلف
    لنقرّ ونعترف بان التشرذم الحاصل اليوم في الفتاوى ودعاتها والقائلين بها يعود اساسا لاختلال المركزية في مرجعياتنا الدينية المتعددة المشتتة بسبب فقدان الحدّ الادنى من التوافق بين المذاهب الكثر السائدة في الدين الاسلامي ولم تنجح الكثير من اللقاءات منذ عدة عقود من السنين بين علماء الدين على اختلاف مذاهبهم على ايجاد مرجعية واحدة لها القول الفصل في اتخاذ القرار وحصر الفتوى بلسان واحد بسبب النرجسية الطاغية في كل المذاهب فكلٌ يدعي انه الاصوب والأجدر والأقرب لله من غيره وكل حزب بما لديهم فرحون وكل المذاهب والفئات التي تجاوزت السبعين عندنا مآلها النار الاّ واحدة ، هذا ماتقوله المذاهب اجمعها على لسان صفوتهم والأغرب من هذا انهم ينسبون حديثا لرسولنا الكريم محمد (ص) بهذا المعنى وفقا لما قال احد شعرائنا :
    وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى ______ وليلى لاتقرّ لهم بذاكا
    فالكثير من المرجعيات الكثيرة لاتعبأ بشقيقاتها الاخرى وجميعها تضمّ اناسا متفيقهين ضيّقي الصدور تتبرّم احداهما بالاخرى وكل واحدة تهدف الى السيطرة على عقلية المسلم وتقرير مصيره بايديهم نتيجة طغيان النرجسية الدينية في فكرهم ظانين انهم الاعلم والاوسع فقها مع انهم في الغالب غارقون في الجهل لايعرفون سوى لغة الكراهية والحنق على الغير ومحاربة كل من يثمر عقله ابداعا وابتكارا في نظرية او اطروحة ما خوفا من ان تنقلب عليهم الطاولة وتعلن اجنداتهم السرية وتفضح نواياهم المبيتة في الابقاء على انساننا متخلفا مريضا مستضعفا قانعا بما عنده
    فهؤلاء يريدون الابقاء على انساننا راكدا دون ان يحرّك ساكنا او يميل بخطواته الى مدارج اعلى وأوسع في الرقيّ الفكري وتنوير العقل وإنماء النفس والاّ كيف نفسر مطاردة مفكرين كبار لمجرد انهم طرحوا فكرة او وجهة نظر تخالف السائد والمتعارف عليه وقد تكون هذه الافكار او وجهات النظر دفعا جديدا نحو التنوير وايقاظ العقل من سباته عسى ان نلحق بركب المدنية الحديثة في العالم المتحضّر
    لنعترف صراحةً بان كل رعاة المذاهب الذين تظللوا تحت خيمة الاسلام فشلوا فشلا ذريعا في التوفيق بين وجهات نظرهم رغم كل محاولات التقريب بين هذه الفئات وذهبت محاولات جمع الشمل وكلمات الشرف التي قالوها في مؤتمراتهم واجتماعاتهم على مدى عقود طويلة كلها ذهبت ادراج الرياح ولنقل بصورة اكثر ايضاحا وبلا وجل او خوف ان هناك من غُلاتنا ممن يسمون انفسهم رعاة الدين هم من اشعل العداوة والبغضاء في نفوس مريديهم واتباعهم حتى صارت لغة الكراهية هي السائدة بين المسلمين انفسهم فما بالك ببقية الاديان السماوية والارضية !!!
    ولنزِدْ ايضا ان ظاهرة التكفير الشائعة الان ومايصاحبها من قتل مستمر وإغراق ربوعنا ببحيرات من الدم المسفوك نتيجة الانفجارات والأعمال التخريبية الكبيرة وتفخيخ السيارات والمنازل ولم تسلم حتى الحيوانات والجثث الهالكة من تعبئتها بالمتفجرات هي من صنع تلك الاذهان الدينية التي لاتريد لأوطاننا ان تعيش معا بأمن وسلام واستقرار وهم من يشعل اوار العنف ويفتح نافورات الدم ويهدم العمران ويؤجج الصراع المذهبي ، هؤلاء لايصلحون الظهور الاّ على حطام الخرائب ويعتلون المنابر وأدراجهم الاجساد من ضحاياهم فمثل هذه الشخوص المريضة العفنة لاينفع معها الارشاد والنصح ولابدّ من اجتثاثهم ومجابهتهم مجابهة فيها من القسوة اضعاف مما عندهم واستخدام اعتى انواع الاسلحة العسكرية والفكرية والمخابراتية لردعهم وايقافهم عند حدهم او على الاقل التقليل من عملياتهم القذرة ، اما الحلول البعيدة التأثير مثل اعادة النظر في مناهج الدراسة الفكرية الدينية لمراحل التعليم الاساسية ومابعدها ونشر ثقافة التسامح والاعتدال وقبول الاطراف الاخرى والتعايش معها دون النظر شزرا الى عقائدها فانها لاتأتي أكلها على المدى القريب ومغازلة الارهاب ودعمه في الخفاء خوفا منه والخضوع لمطالبه والإذعان لما يريد ومنحه الهبات وإعطائه الفدية وإغماض العين عن اهواله المرعبة فلاتزيده الاّ عنتا وصلافةً وامتدادا حتى يسع معمورتنا كلّها
    فالارهاب غولٌ مرعب شرس الطباع ولايعرف الرحمة مطلقا ولاينفع معه الاّ غولٌ اكثر شراسة ووحشية وأعمّ خطرا يقف بوجهه ويمسح به الارض ويقطّعه اربا اربا والاّ فستكون كل حقولنا وحدائقنا كطلعته السوداء وسيعلو الخراب والدمار كل مابنيناه عمراناً كان ام عقولا ناضجة
    علينا ان نبدأ برؤوس الافاعي لسحقها والنبش في جحور العقارب والذيول السامة ممن يستطيب الارهاب ويستمدّ الدعم منه داخل بلداننا الذين يأنسون العيش في خرائب العقول الجاهلة والنفوس المريضة الفاسدة وتتبع مراكز تمويله من جهات ترتدي قناع الدين زيفا وتُظهر الورع والتقوى لباسا خادعا وهي في معظمها جهات دينية وجمعيات ظاهرها جمع اموال الزكاة وتبرعات المحسنين ومساعدات الفقراء المسلمين لكنها تذهب الى قنوات مشبوهة ممولة من اشرار يظهرون الوداعة والخير ويضمرون الكراهة والشرّ ، هذه الجمعيات والمراكز المنتشرة بكل مكان تقريبا هدفها الاساس تمويل الارهاب وتغذية روح البغضاء وترويج تجارة وسوق السلاح وإنعاشه ورواجه في بؤر التوتر وتكون المحصلة النهائية امتلاء جيوب تلك الزمر القاتلة وخداع الدول الغنيّة المموّلة للإرهاب بذريعة نشر " الاسلام الصحيح " . فهل هذا الاسلام الصحيح الذي يبشّر به دعاة وتجار هم أصلاً مصابون باعوجاج في عقولهم وفي سلوكهم ؟؟!
    اما الضحايا من عمليات الارهاب الاعمى وفتاويه الضالّة فهم عامة الناس الفقراء الذين يبحثون عن لقمة الخبز التي تقيم أوَد يومهم ممن ينتشرون في الاسواق يبيعون ويشرون ما حويت ايديهم من رزق غير وفير ، وسابلة من الناس تقضي حاجاتها الآنية وتبحث عن حلول لمشاكلها وتسعى هنا وهناك لانجاز مصالحها وتسعى في الارض لعلها تظفر بالمقسوم من عطايا الواهب الكريم ؛ سعاة لرزقهم وطلبة يلحقون بمدارسهم ومعاهدهم وعمّال يجلسون على الرصيف ينتظرون من يستأجرهم وباعة متجولون من كسبة الناس يجرّون عرباتهم ،هؤلاء هم موتى الارهاب يتركون ارامل وايتاما صغارا يعانون شظف العيش بلا معيل او كفيل ، وقد يكون سعيد الحظ لو رفقت به شظية ما بترت ساقه او يده وأقعدته كسيحا يقضي بقية عمره بين المشافي وعيادات الاطباء ورهين البيت ، اما السياسيّ الفارغ الضمير فهو في مأمن طالما حاشيته تحرسه في مكان محميٍّ ورجل الدين المنزوي المعتكف فلايطاله شيء من هذا الدمار لانه ببساطة قد يكون من رعاياه ومشجّعيه قلبا ولسانا
    يبدو ان لحى هؤلاء الفاغرين افواههم على الفتاوي لاتصلح حتى ان تكون مكانس لجمع النفايات نتيجة ما لصق بها من وسخ وماعلق بها من ملوّثات وتذكرني بما قاله شاعرنا الكبير ابن الرومي في بيتيه التاليين لأختم مقالتي بهما :
    اذا عــظمـتْ للـفــتى لِحـْيـةٌ ........ وطالتْ وجازتْ الى سُرَّتِهْ
    فنقصانُ عقلِ الفتى عندنا.......بـمقـدارِ ماطـالَ مـن لِـحْيتِـهْ[/align]

    * كاتب عراقي والمقال عن "ايلاف"

    التعديل الأخير تم بواسطة عامر العمار ; 06-15-2014 الساعة 02:49 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قرأت لـ : نجاة النهاري .. كاتبة يهودية من اليمن
    بواسطة ام هبه في المنتدى منتدى قرأت لك
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-15-2021, 07:29 PM
  2. لماذا قرأت لك
    بواسطة عامر العمار في المنتدى منتدى قرأت لك
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-15-2021, 07:27 PM
  3. قرأت لك
    بواسطة المحترف في المنتدى منتدى قرأت لك
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-30-2015, 07:04 PM
  4. روجينا: هذه الرواية أجمل ما قرأت..
    بواسطة ملاك في المنتدى منتدى الفن والفنانين
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-15-2014, 06:14 PM
  5. اقتبس أفضل ما قرأت مع Kotob.me
    بواسطة حسين علي في المنتدى منتدى الكمبيوتر والبرامج
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-14-2013, 03:54 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى