شبكة عراق الخير
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الشخصية العراقية

Share/Bookmark

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1

    Exclamation الشخصية العراقية

    دراسة في الشخصيةالعراقية
    المــقدمـــــة
    هناك القليل عن دراسة شخصية الفرد العراقي لارتباط هذه الدراسات بالواقع السياسي القمعي الذي عاشه العراق منذ العصر البابلي وليومنا هذا ....ولكن أفضل دراسة واقعية علمية كانت للاستاذ المرحوم علي الوردي ..ولم نطلع على دراسة اخرى للمجتمع العراقي بنفس أهمية دراسات الدكتور الوردي رحمه الله
    في هذه الدراسة المبسطة والمضغوطة سوف نؤشر على الواقع الذي نعيشه وما نتداوله بيننا من ذكر لايجابيات وسلبيات المجتمع والفرد العراقي .
    مع أن كل الشعوب فيها الجميل من السمات والقبيح من الصفات الا أن جميلها في الشعب العراقي له نكهة خاصة وقبيحها فيه له هجنة خاصة .
    ولأن الشعب العراقي اصبح الان " شاغل الدنيا " أكثر مما كان شاغلها في أزمنة إمبراطورياته القديمة والحديثة ، فأن الفضول العلمي يدفع الباحث الى معرفة ما ينفرد او يمتاز به الشعب العراقي عن باقي الشعوب فيما هو جميل وقبيح من السلوك او الصفات.
    وللآسف فأن الباحثين النفسيين والاجتماعيين من الأكاديميين منشغلون في همومهم اليومية وأن الحكومة غير مهتمة بالبحوث الاجتماعية والنفسية ، وبصريح العبارة فانها لا ترتاح لعلماء النفس والاجتماع لأسباب سنفرد لها موضوعا خاصا ، فضلا عن أنه لا يوجد مشروع لبحوث ميدانية عن الشخصية العراقية .


    من الامور المهمة انه ليس من الصحيح علميا" وعمليا" القول بوجود شخصية عراقية " نموذجية او منوالية " تمثل المجتمع العراقي ، بمعنى انك اذا حللتها يمكن تعميم نتائجها على العراقيين جميعا" بطريقة مشابهة لتحليل قطرة من دم انسان لتعمم النتيجة على دمه كله وانت مطمئن . والحال الأقرب الى الواقع وجود شخصيتين في المجتمع العراقي الأولى تمثل جيل الكبار " 35 سنة فما فوق " والثانية تمثل جيل الشباب " اقل من 35 سنة ".
    وثمة اعتراض اخر يرى أن الشعب العراقي ليس شعبا" واحدا" بل مجموعة شعوب ، ومع انه اعتراض سياسي وقومي أكثر منه اجتماعي ، (لاندماج "الشعوب العراقية" في حياة اجتماعية ونفسية مشتركة لمئات من السنين ) ، الا ان فيه وجة نظر تحتاج الى دراسات ميدانية . ومع ذلك فأنه توجد صفات ايجابية وسلبية مشتركة لدى العراقيين بشكل عام ، وهو افتراض نظري يحتاج ايضا" الى دراسات ميدانية رصينة .

    هناك دراسة استطلاعية اجراها باحثون عراقيون تقول :
    بدأنا الخطوة الاولى باستطلاع اراء عدد من التدريسيين في الجامعة يمثلون عينة عشوائية مؤلفة من " 67 " تدريسيا وتدريسية من اختصاصات علمية وانسانية متنوعة ، وباعمار تراوحت من 24 الى 62 سنة ، من حملة الماجستير والدكتوراه ، خلال شهري آب وايلول 2007 . وكانت اداة الاستطلاع استبانة حملت الطلب الآتي :
    ( حدد ثلاث صفات ايجابية وثلات صفات سلبية ترى انها سائدة في الشعب العراقي او الشخصية العراقية ) .


    نتائج الدراسة :
    بعد تفريغ البيانات وحساب تكراراتها ونسبها المئوية كانت النتائج على النحو الاتي :

    أولا :الصفات الإيجابية

    1. خصائص شخصية : جاءت بالمرتبة الاولى وبنسبة 24% ، وتضمنت الاتي :
    الغيرة ، النخوة ، الشهامة ، المروءة ، عزة النفس ، الطيبة ، الشجاعة ، حسن النية ، البساطة ، الاخلاص ، الوفاء ، الثقة بالنفس ، القدرة على التكيف والتأقلم وسرعة الاختلاط بالاخرين ، روح المقاومة ومجابهة الظلم ، الاصرار على تحقيق الهدف ، حلاوة اللسان ، حب المرح والفكاهة والنكتة حتى في احلك الظروف .
    2. العلاقات الاجتماعية : جاءت بالمرتبة الثانية بنسبة 18% وتضمنت الاتي :
    مساعدة الاخرين ، روح التعاون خاصة عند حصول مصائب وكوارث وحوادث غير متوقعة ، المشاركة الاجتماعية في مناسبات الاحزان والافراح والاعياد ، احترام الوالدين وكبار السن ، مساعدة الغريب والمحتاج وعابر السبيل .
    3. صلابة الشخصية : جاءت بالمرتبة الثالثة بنسبة 14 % وتضمن الاتي :
    القدرة على تحمل المصائب والمآسي والفواجع والصبر والجلد ، والقدرة على مواصلة الحياة برغم صعوباتها .
    4. خصائص عقلية : جاءت بالمرتبة الرابعة وبنسبة 13% وتضمنت الاتي :
    الذكاء العالي ، الذكاء الاكاديمي ، التفوق الفكري في الميادين المتنوعة ، الابداع في المجالات كافة ، الطموح ، حب العلم والتعلم .
    5. الكرم والجوّد : جاءت بالمرتبة الخامسة وبنسبة 12% وتضمنت الاتي :
    كرم الضيافة " يقدم العراقي كل ما يملك ليرضي ضيفه خاصة اذا كان غريبا" ، واحترام
    الغريب وتقديره.
    6. حب الوطن : جاءت بالمرتبة السادسة وبنسبة 10% وتضمنت :
    حب الوطن والغيرة عليه والدفاع عنه ، والروح الوطنية العالية .
    7. التمسك بالقيم : جاءت بالمرتبة السابعة وبنسبة 9% وتضمنت :
    الالتزام بالعادات والقيم الاصيلة ، كرم الاخلاق ، المحافظة على الشرف والعرض ،والتمسك بالقيم الدينية .

    وقد وصف المجيبون الشعب العراقي بأنه ( شعب : صابر ، قوّي ، منتج ، مبدع ، وطني ، مضياف ، ومجبول على المحاولة والمجادلة).

    ثانيا : الصفات السلبية :
    1. النفاق الاجتماعي وازدواج الشخصية :
    جاءت بالمرتبة الاولى وبنسبة 16% . ومع أن المجيبين لم يحددوا المقصود بالصفتين ألا أن المعنى الغالب لهما أن النفاق الاجتماعي يعني أن يظهر الإنسان عكس ما يبطن، كأن يكره الموظف مديره ويتمنى زواله ويسّبه في غيابه لكنه في حضوره يبدي له الاحترام والحب والدعاء بالبقاء في منصبه ، فيما يعني ازدواج الشخصية التناقض بين اتجاه الفرد وسلوكه كأن يدعو الى حرية المرأة في ممارسة العمل الذي ترغب فيه لكنه يمنع ابنته او اخته الناجحة بالاعدادية من التقديم الى كلية الفنون الجميلة او كلية التربية الرياضية مثلا".
    2.صفات انفعالية : جاءت بالمرتبة الثانية بنسبة 14% وتضمنت :
    تقلب المزاج ، سرعة الانفعال ، شدة الغضب وسرعته ، التصّرف بحدّه ، التسّرع في رد الفعل ، التسّرع في القرارات ، التطّرف بالحب وفي الكره ، والحماس الزائد.
    3. الانانية : جاءت بالمرتبة الثالثة بنسبة 12% وتضمنت :
    حب الذات ، ايثار المصلحة الشخصية على المصالح العامة ، حب المال والتوجه المادي ، والحسد
    4.. التمسك بقيم وعادات متخلفة . جاءت بالمرتبة الرابعة بنسبة 11% وتضمنت :
    العنصرية ، والتعصب الديني والمذهبي والعشائري ، والأخذ بالثأر ، وزواج البدل ، والقتل غسلا" للعار ، والايمان بالخرافات .
    5. تدني الشعور بالمسؤولية : جاءت بالمرتبة الرابعة ايضا" بنسبة 11% وتضمنت :
    ضعف الإخلاص للوظيفة الرسمية والعمل ، وضعف الشعور بالمسؤولية او التهرب منها ، الميل الى الكسل والراحة ، واللامبالاة ، وعدم الاهتمام بالوقت ، وعدم احترام المواعيد ، وعدم التخطيط.
    6. مفهوم الذات السلبي : جاءت بالمرتبة الخامسة بنسبة 10% وتضمنت :
    ضعف الثقة بالنفس ، الانغلاق على الذات ، استصغار الذات ، عدم الاعتماد على النفس في حل المشكلات ، الثقة العمياء بالاخرين ، الضعف في التعبير عن الرأي والبطء فيه .
    7. سلوكيات مذمومة : جاءت بالمرتبة السادسة بنسبة 9% وتضمنت :
    الغش والتزوير والكذب والفضول المزعج والغوغائية والتقليد .
    8. تضخيم الذات: جاءت بالمرتبة السابعة بنسبة 6% وتضمنت :
    التكبر والتعالي والفخفخة والغرور " وغير متفاهم " والسعي الدائم نحو التزعم والقيادة وحب السيطرة والتفرد بالرأي والتعصب له .
    9. مخاوف نفسية : جاءت بالمرتبة الثامنة بنسبة 5% وتضمنت :
    الخوف من المستقبل والمجهول وفقدان الامل .
    10. تمجيد الحاكم : جاءت بالمرتبة التاسعة بنسبة 4% وتضمنت :
    عبادة الفرد الحاكم ، وتمجيد الاشخاص وتقديس المسؤولين ، ومدح من يأتي للسلطة .
    11. الإيحاء والمبالغة والثرثرة : جاءت بالمرتبة العاشرة والأخيرة بنسبة 3% وتضمنت :
    تقبل الشائعات وترويجها وتضخيم الاحداث وكثرة القيل والقال وعدم التروي في صحة المعلومات.
    تعليق
    تمثل هذه الدراسة الاستطلاعية الأولية وجهة نظر عينة صغيرة نسبيا من أساتذة الجامعة بخصوص الصفات الايجابية والصفات السلبية في الشعب العراقي ، الأمر الذي يحتاج الى دراسات مماثلة على عينات من شرائح اجتماعية اخرى . غير أن هذه المهمة لا يمكن أن يقوم بها باحث واحد ولا حتى مجموعة محدودة العدد من الباحثين ، لأنها تحتاج الى إعداد أدوات بحث تتمتع بالصدق والثبات والموضوعية ، وتفريغ وتحليل كم هائل من المعلومات ، وتفسير ومناقشة النتائج بتفكير علمي رصين . وعليه فنحن ندعو الى أن تكون هذه المهمة مشروعا وطنيا يمكن أن تنهض بجانب منه أقسام الاجتماع وعلم النفس في الجامعات العراقية.


    خصائص العنف في الشخصية العراقية
    لقد أسهمت الحضارة الغربية جزئياً في تشكيل بعض الاعتقادات الجامدة لدى أبناء الشعوب النامية عن أنفسهم، إذ اتجه بعض العلماء الغربيين لإبراز الصفات الدموية العدوانية في بعض المجتمعات المتخلفة التي احتكوا بها ولاحظوها. وقد مالوا انطلاقاً من تحيزات وأحكام مسبقة إلى تعميم هذه الصفة على سكان تلك المجتمعات، حتى وصلوا حد الزعم بأنها خاصية أنثروبولوجية عند الأقل تحيزاً منهم، وبأنها خاصية إحيائية عند الأشد تحيزاً منهم، غافلين بذلك عن ربط العدوانية ببنية المجتمع والشرط الوجودي للإنسان فيه.
    ولا يقع المجتمع العراقي خارج تأثيرات هذا الإطار، إذ تشير الملاحظات اليومية إلى أن هناك اعتقاداً متداولاً بين الأفراد، مضمونه: ((إن القسوة والانتقام والعدوانية والتطرف والأنانية والتعصب، هي خصائص سائدة في سلوكنا نحن العراقيين)). وبعيداً عن مدى موضوعية هذا الاعتقاد من عدمها، فإنه اتخذ من الناحية الإدراكية شكل صورة نمطية في أذهان أفراد ينتمون إلى فئات متنوعة في مستوياتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في العراق، وأصبحت (أي هذه الصورة) تعبّر عن مضمونها النفسي من خلال عدد غير محدود من الألفاظ اليومية المتداولة، والتي تشترك جميعاً في توصيف الشخصية العراقية بخصائص تنتمي إلى مفهوم ((العنف)).
    وإذا كانت الاستدلالات النمطية تشتق في العادة من مصدرين رئيسين هما: خبرات الفرد الخاصة، والمعلومات التي تصله من الآخرين، فيمكن الافتراض إذن أن جزءاً مهماً من الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية، قد نتج عن مصدر أساسي يومي للمعلومات هو وسائل الإعلام، من تلفاز ومذياع وصحافة إلكترونية وتقليدية، فضلاً عن مصدر لا يقل عنه أهمية وتأثيراً هو آراء وتحليلات المفكرين والباحثين والمؤرخين والكتـّاب العراقيين أنفسهم، إذ تعج الأدبيات الآثارية والتأريخية والسوسيولوجية والنفسية المتخصصة بهذا الشأن، بوقائع عيانية واستنتاجات فكرية، أسهمت خلال السنوات الخمسين الماضية (بصرف النظر عن مدى نجاحها أو فشلها في استقراء الحقائق الموضوعية) في تعزيز هذا الاعتقاد الجامد في أذهان عامة الناس في المجتمع العراقي. وفيما يأتي نماذج موجزة من هذه الإسهامات، على سبيل المثال لا الحصر:
    * تمتاز البيئة التي نشأت فيها حضارة وادي الرافدين بالعنف والشدة من ناحية تبدلات مواسمها وطغيان أنهارها، مما جعلها تمتاز بالحدة والتوتر وتوقع المفاجآت والفواجع: (طه باقر)(1).
    * مشكلة الكبت مشكلة عويصة يعاني منها الفرد العراقي، ومنها كبته لدافع القوة بسبب سيادة الاستعباد في العراق لمئات السنين. فينشأ الطفل العراقي وقد نمت فيه شخصيتان: شخصية مؤدبة خاضعة، وشخصية ثائرة معتدية. كما أن انتشار القيم البدوية في المجتمع العراقي، أدى بالفرد العراقي إلى أن يصبح شديد التمجيد للقوة كثير التباهي بها: (علي الوردي) (2).
    * العراقيون أكثر الشعوب قسوة في ممارسة العنف، إذ ترسب العنف في لاشعورهم الجمعي: (قاسم حسين صالح) (3).
    * قد يكون من النادر أن يُذكر العراق وأهل العراق في حديث، دون أن تـُذكر ظاهرة العنف الدموية اللصيقة بهذا الشعب. والغريب أن العراقيين لم يجدوا في وصفهم بالعنف والقسوة والدموية أي غضاضة أو منقصة أو إحراج: (باقر ياسين)(4) .
    * تتصف سيكولوجية المجتمع العراقي بأنها ما زالت عنيفة الروح والسلوك، دموية البطش، متطرفة الانتقام، عالية الأنا، شديدة الغرور، عظيمة الكبرياء، وحساسة المزاج والتطبع: (علاء الدين القبانجي)(5).
    إن اجتماع هذه التصورات النمطية الشائعة عن عدوانية الشخصية العراقية، مع ما استجد خلال الحقبة التي أعقبت نيسان 2003م من ولادة أنماط إضافية من العنف في المجتمع العراقي، تمثلت بأعمال السلب والنهب والحرق للممتلكات العامة، وبتصاعد شديد في معدلات الجريمة المنظمة والعشوائية، وبتفشي ظاهرة العنف السياسي الدموي بكل أشكاله، يمكن أن يرسّخ لدى الفرد العراقي بمرور الزمن صورة نمطية شديدة السلبية عن الشخصية الاجتماعية السائدة في مجتمعه، مما قد يدفعه إلى تبني هذه الصورة في سلوكه الشخصي؛ بمعنى إنه قد يتجه لممارسة العنف ضد الآخرين، ليس بتأثير دوافع عدوانية متأصلة أو مكتسبة في شخصيته، إنما بفعل رغبته الوقائية بالتصدي للعنف الذي يفترض ((نمطياً)) وجوده في شخصيات الآخرين.
    إن هذه المشكلة ذات الأبعاد المهدِّدة لتماسك المجتمع وتطوره، يمكن أن تتضح بشكل خاص في شخصيات الشباب، بسبب معايشتهم لواقع الحروب والعنف الاجتماعي منذ ولادتهم وحتى اليوم، إذ يوجد افتراض مفاده أن الجيل الحالي من الشباب العراقيين ((تشكلت لديه صورة عن أن العالم عدواني وظالم، وأن العنف وسيلة مطلوبة من أجل البقاء)).
    ولغرض التحقق من مدى صواب أو خطأ هذه الافتراض، ارتأينا أن نعيد صياغته، ونختبره بدراسة ميدانية عبر السؤال الآتي: ((ما هي طبيعة الصورة النمطية التي يحملها طلبة الجامعة العراقيون عن خصائص العنف في الشخصية العراقية؟))، بعد اشتقاقنا للتعريفات الأساسية الآتية:
    * الصورة النمطية: ((اعتقاد جامد، يكوّنه الفرد عن الخصائص الشخصية لأفراد جماعته أو جماعة أخرى من الناس. ويتسم هذا الاعتقاد بعدم الدقة،وبمقاومة المعلومات الجديدة، ويجري تعميمه على شخصيات جميع أفراد الجماعة المنَمّطة، دون الالتفات إلى وجود فروق فردية بينهم. ويمكن لهذا الاعتقاد أن يعمل بوصفه آلية دفاعية تـنتج عن حاجات لا شعورية غايتها تحقيق الحماية النفسية للفرد)).
    * العنف: ((ضغط نفسي أو لفظي أو بدني، ذو طابع فردي أو جماعي، يتسم بالقسوة والفظاظة، يصدر فعلياً أو رمزياً أو على شكل محاولة أو تهديد، مما يتسبب في إحداث أضرار معنوية ومادية لدى طرف آخر فردي أو جماعي، نتيجة التنكيل النفسي أو البدني به، أو استغلاله، أو إخضاعه، أو التأثير في إرادته، أو تخويفه، أو انتهاك حقوقه الأساسية أو القانونية، أو تعويق نموه الإنساني الطبيعي)).
    * الشخصية العراقية: ((تنظيم نفسي جوهري، يمكن تعميمه على معظم أفراد المجتمع العراقي، يتألف من مجموعة من السمات والاتجاهات والقيم والخصائص النفسية التي نشأت وتطورت بتأثير أساليب التنشئة الاجتماعية السائدة، والتجارب الرئيسة المشتركة، ونمط الحياة المشترك بينهم)).
    منهج الدراسة:
    لغرض تحقيق هدف الدراسة المتمثل بـ(قياس الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية، من وجهة نظر طلبة الجامعة، وتقويم دلالتها الإحصائية)، جرى تصميم مقياس لهذا الغرض بطريقة ((التمايز الدلالي)) مستوفي لكافة شروط القياس النفسي الموضوعي، يتألف من (13) بعداً لمفهوم العنف، جرى تطبيقه على عينة طبقية عشوائية مؤلفة من (153) فرداً من طلبة جامعة بغداد من الجنسين، من حملة الجنسية العراقية حصراً، والملتحقين بالدراسات الأولية الصباحية بكافة مراحلها ومن الاختصاصين العلمي والانساني، للعام الدراسي 2004 – 2005م ، أي ممن يتراوح متوسط أعمارهم بين (18) الى (24) سنة.
    نتائج واستنتاجات:
    أسفرت التحليلات الاحصائية عن نتيجتين رئيستين من بين سلسة من النتائج:
    1- إن لطلبة الجامعة اعتقاداً بأن الشخصية العراقية ((غير عنيفة))، ذلك أن صورتهم النمطية عن هذه الشخصية تنحو (في مجملها) إلى تغليب الخصائص المناقضة للعنف.
    2- أما عن الصور النمطية الفرعية،فإن الشخصية العراقية من وجهة نظر هؤلاء الطلبة لها ثلاث خصائص عنيفة: (متعصبة، ومتوترة، وانفعالية)،وثلاث خصائص محايدة: (بين التطرف والاعتدال، وبين الرقة والقسوة، وبين الأنانية والايثار). أما بقية الخصائص السبعة فكلها نقيضة للعنف: (مسالمة، ومجاملة، ومتسامحة، ومحبة، ومستبشرة، وبنّاءة، وعطوفة).
    وبتوظيف المنظور (الدافعي–المعرفي) في سيكولوجية الصورة النمطية لتفسير هذه النتائج، أمكن التوصل الى الاستنتاجات الآتية:
    * للشاب العراقي حاجة لاشعورية لامتلاك صورة ايجابية عن هويته الاجتماعية، يحمي بها مكانته في المجتمع، ويديم تواصله معه. وهذه الصورة النمطية تعمل بوصفها ((آلية دفاعية)) وظيفتها تحريف بعض الوقائع، لخفض القلق الناجم عن الصورة السلبية الشائعة عن عنفية الشخصية العراقية. وفي الوقت نفسه، يمكن النظر الى هذه الصورة النمطية بوصفها ((اعتقاداً)) متحيزاً يحمله الشاب العراقي لصالح شخصيته الاجتماعية، هو امتداد لتصورات نمطية ايجابية حملتها أجيال سابقة من العراقيين عن هويتهم الوطنية في مراحل تأريخية معينة، مما يؤشر قوة البناء المعرفي لهذه التصورات، وقدرتها على مقاومة المعلومات الجديدة.
    * يلاحظ أن خصائص العنف الثلاثة (متعصبة/ متوترة/ انفعالية) التي يعتقد طلبة الجامعة بوجودها في الشخصية العراقية، يغلب عليها الطابع الوقتي والعَرَضي بسبب الشحنة الانفعالية الشديدة التي تحملها، فيما يلاحظ أن الخصائص السبعة المناقضة للعنف (مسالمة/ مجاملة/ متسامحة/ محبة/ مستبشرة/ بنّاءة/ عطوفة) التي يعتقد الطلبة بوجودها في الشخصية العراقية، تتصف بالاستقرار والثبات والديمومة، مما يعد مؤشراً إضافياً على إيجابية العلاقة النفسية بين الفرد والمجتمع في العراق.
    إن مجمل ما تقدم يقودنا الى القول:
    إن الوظيفة (الدفاعية) للصورة النمطية لدى طلبة الجامعة، قد تكاملت مع محتواها (الادراكي)، في وحدة مفهومية، بلورت لديهم اتجاهاً إيجابياً نحو خصائص الشخصية الاجتماعية في بلادهم، بالرغم من كل التشويهات و الأضرار التي لحقت بهذه الصورة، سواء في الأدبيات المقروءة أو في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة أو في وقائع الحياة اليومية خلال عقود من الحروب والعنف السياسي والاجتماعي. وكل ذلك يقدم مؤشرات ملموسة على إيجابية بعض العناصر التي تتكون منها العلاقة النفسية بين الشاب العراقي ومجتمعه في الوقت الحاضر، الأمر الذي يقود للاستنتاج بعدم إمكانية الجزم بصحة الافتراض الذي أشير إليه في مطلع الدراسة، والقائل بأن الجيل الحالي من الشباب العراقيين يؤمن ((إن العنف وسيلة مطلوبة من أجل البقاء))، مادام قد اتضح من النتائج الحالية أن شريحة مهمة من هذا الجيل لا تفترض طغيان العنف في شخصيات الناس حولها، مما قد يجعل سلوكها المستقبلي ينحو إلى التسامح ونبذ العنف والتمسك بالسلم الاجتماعي.



    هوامش:
    (1) باقر ، طه (1955) . مقدمة في تأريخ الحضارات القديمة – القسم الأول (تأريخ العراق القديم) . بغداد : شركة التجارة والطباعة المحدودة .
    (2) الوردي ، علي (2001) . شخصية الفرد العراقي . لندن : دار الوردي .
    (3) صالح ، قاسم حسين (2004) . العنف في المجتمع العراقي : قراءة نفستحليلية للأسباب التراكمية والمحتملة . المجلة الإلكترونية لشبكة العلوم النفسية العربية ، م 1،ع 4، ص 7– 13 . في

    (4) ياسين ، باقر (1999) . تأريخ العنف الدموي في العراق:الوقائع – الدوافع – الحلول . بيروت : دار الكنوز الأدبية.
    (5) القبانجي، علاء الدين (2000 أ ).سايكولوجية العنف في العراق.مجلة النبأ،ع 48 .في:

    الموضوع : شبه منقول

    التعديل الأخير تم بواسطة ميس الريم ; 05-16-2022 الساعة 11:07 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مرض انفصام الشخصية
    بواسطة ثريا في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 03-06-2022, 02:42 PM
  2. مرض انفصام الشخصية
    بواسطة كريم الفتلاوي في المنتدى منتدى الطب والصحة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-09-2021, 06:53 PM
  3. نقد كتاب الشخصية
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى منتدى علوم القرأن والأحاديث النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-22-2021, 07:43 AM
  4. العراقيون في الأردن يشيعون الشخصية العسكرية العراقية البارزة عبد الجبار شنشل
    بواسطة ميزو في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-21-2014, 03:27 PM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى