[align=justify]قصه مضحكة عن احد السكيرين

ثمة رجل كان بعد أن ينتهي من عمله اليومي المضني يعود إلى بيته، حاملاً مع طعام العائلة وحاجاتها الضرورية،
وكل ما يستطيع توفيره لزوجته وأطفاله، زجاجة ربع عرق هبهب رخيص، ليحتسيها في البيت بهدوء وصمت ولطف،
بعيداً عن صخب الحانات والشوارع ومشاكلها الكثيرة، خاصة مصائب . ثم يأوي إلى فراشه وينام مع زوجته،لينهض
وقد استعاد نشاطه ليواصل شوط عمل اليوم التالي! الكارثة، أن زوجته التي كانت دميمة بل قبيحةجداً مناكدة ثرثارة
تجلس قبالته تنق: ليش تشرب؟ شوكت تبطل شرب؟ امجوعنا، اموتنا، متخاف ربك؟فاضحنا، مخزينا، مصخمنا، الله لا
ينطيك، الله لا يرضيك! كان حظه وقدره، أنه بدلاً من أن يسمع أغنية لأم كلثوم أو عفيفة اسكندر أو حضيري أبي عزيز
مع مشروبه، يسمع هذه الثرثرة التعيسة، ومع ذلك ظل الرجل صابراً ساكتاً صامداً أمام قصفها المدفعي، لا يرد عليها
بشيء، متفكراً مع نفسه، أنه ما دام لا يقتطع ثمن هذه الزجاج ة الرخيصة من لقمة أطفاله، وما دام يجلب لهم طعامهم
وملابسهم، وما يحتاجونه، فمن حقه أن يريح نفسه بهذا السم الزعاف! ذات ليلة ألحت عليه بالكلام وأطالت لسانها عليه
أكثر فأكثر، وصار مرمى مدفعيتها إلى القلب، فما كان منه إلا أن فتح فمه ونطق بكلمات قليلة، لم يفكر في صياغتها،
ولم يتوقع مفعولها السحري، بل خرجت بعفوية من قلبه وعقله، كل ما قاله لها (ولج دسكتي مو هو هذا المحليج بعيني!)
من يومها سكتت هذه المسكينة! غدت عاقلة تماماً، صارت هي من يحضر مزته، ويجلو قدح شرابه ليغدو صافياً صفاء
القلب، وتجلس تنادمه وقد هداها الله سواء السبيل! بل والعهدة على الرواة أنها قالت له (عيني إذا أكو أحسن من عرق
هبهب، جيب واشرب، ولا يهمك، خيرنا كثير!)[/align]