(المستقلة).. انتقد رئيس الوزراء نوري المالكي بشدة التصريحات الكردية التي دعت الى التعامل ” مع الوضع الجديد في العراق حسب التطورات السياسية والأمنية الجديدة”. واصفا مطلقيها  بـ” المتمردين على الدستور” كما عد الدعوة لتشكيل حكومة انقاذ وطني بأنها ” انقلاب على الدستور” وقال المالكي في كلمته الاسبوعية اليوم الاربعاء ” ان ما يردده المتمردون على الدستور برفض الحديث عن عراق ما قبل نينوى وانه يختلف عن عراق ما بعد نينوى يجعلهم اخطر من الارهابيين انفسهم “. وعد “هذا التقسيم الخاطئ لا يعبر عن ادنى مسؤولية وطنية وهو محاولة لاستغلال ما تتعرض له البلاد من هجمة ارهابية لتحقيق مكاسب سياسية فئوية ضيقة على حساب المصالح العليا للشعب العراقي الذي سيبقى يدافع عن عراق ما قبل وبعد نينوى بنفس الدرجة والاهتمام والاهمية “. كما اشار المالكي الى ” ان الدعوة الى تشكيل حكومة انقاذ وطني تمثل انقلابا على الدستور والعملية السياسية ، وان ما يعانيه شعبنا في عموم المحافظات واهلنا في نينوى وصلاح الدين والانبار وديالى بشكل خاص ، هو احدى الثمار الصفراء لجهود بعض الشركاء السياسيين الذين لم ينفكوا عن سياسة اضعاف القوات الامنية “. وقال :” ان الجميع يتذكر كيف كان هؤلاء الشركاء يطالبون بالحاح من بعض الدول الصديقة للعراق بعدم تزويد القوات الامنية بالاسلحة والمعدات العسكرية للازمة وهي تتصدى بالنيابة عن جميع العراقيين للعصابات الارهابية “. واضاف ” في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها العراق ، لم نسمع من هؤلاء الشركاء ولو بصفة شكلية اية مساندة او دعم سواء كان سياسيا او اعلاميا لانهم شركاء فقط في اقتسام الغنيمة وليسوا شركاء في اقتسام الشدائد التي تمر بالبلاد “. وذكر ” ان الهجمة التي تعرض لها العراق باتت تهدد وحدته واستقراره ، وما يزيد من خطورتها انها بدأت من محافظة نينوى وتريد ان تستمر الى مناطق اخرى بعد تلقيها دعما ومساندة من بعض الدول المجاورة للعراق في المجالات كافة “. واضاف انه ” يكفي ذلك مشاهدة برامج وسائل الاعلام في تلك الدول حيث يتحول الغرباء الى ثوار ويتحول من ينتهك حرمة المقدسات والاعراض ويسفك الدماء الى مجاهد وفي احسن الاحوال تحول هؤلاء الى مسلحين “ واستدرك بالقول :” على الرغم من التدخل الاقليمي الخطير في المؤامرة على العراق وتقديم شتى انواع الدعم لتنظيم داعش وحلفائه سياسيا واعلاميا ولوجستيا ، فقد تمكنت قواتنا الامنية وبعون الله وهمة الغيارى من ابناء العراقيين الشرفاء ، من فتح الطرق الواصلة بين المحافظات وتحرير المدن والعملية مستمرة لتحرير في كل المدن التي وجد فيها الارهاب قواعد ومواطئ قدم “. وقال المالكي :” اننا على ثقة تامة بأن قواتنا المسلحة لم يكن بمقدورها ان تحقق مثل هذا الانجازات الكبيرة لولا المساندة الكبيرة للمرجعية الدينية العليا ممثلة بالسيد علي السيستاني ووقوف جميع ابناء الشعب العراقي ومن مختلف مكوناته صفا واحدا خلف القوات المسلحة “. من جانب آخر أعلن المالكي حضوره الجلسة الاولى لمجلس النواب ” التزاما بالأستحقاقات الدستورية وبنداء المرجعية العليا ووفاء لابناء شعبنا من جميع مكوناته الذين سطروا بأصابعهم البنفسجية ، ملحمة جديدة لتكريس النظام الديمقراطي الاتحادي التعددي في البلاد “. واشار الى ان ” الخطر المحدق بالعراق يستوجب من الكتل السياسية التصالح مع المبادئ والاسس الديمقراطية والدستورية والعمل على سد الثغرات في العملية السياسية التي لا ينكرها احد ، كما لا يتحملها طرف واحد وذلك لحماية العراق ووحدته وتعزيز تجربته الديمقراطية”. ودعا الى “بداية صفحة جديدة في الحوار الجاد ومعالجة سلبيات الماضي بروح منفتحة وشعور عال بالمسؤولية خاصة ونحن على ابواب انعقاد الجلسة الاولى لمجلس النواب وبصدد الاتفاق على البرنامج الحكومي بما يتناسب مع تطلعات الشعب العراقي في تحقيق الحرية والعدالة والتنمية والخدمات والرفاه والعزة والكرامة “.(النهاية)

أكثر...