تواصل الأبحاث الطبية الحديثة يومًا بعد يوم التأكيد على المخاطر الصحية للتوتر والقلق والضغوط النفسية المزمنة، حيث كشفت دراسة علمية حديثة أشرف عليها باحثون من جامعة ويسكونسن ماديسون بالولايات المتحدة الأمريكية أن التوتر فى مقتبل الحياة وخاصة فى عمر الطفولة يُحدث أضرارًا صحية على المدى البعيد قد لا يمكن التعافى منها وتؤثر بشكل سلبى على حياة الطفل فيما بعد مرحلة البلوغ.

وتابع الباحثون أن شعور الإنسان بالقليل من القلق والضغوط يعد أمرًا إيجابيًا لأنه سيساعده على التعلم ويعزز قدرته على التكيف والتأقلم مع الظروف الحياتية المحيطة به، ولكن حال أن تصبح هذه الضغوط شديدة وموجودة بشكل مستمر مثل الفقر أو الانتهاكات الجسدية، فإن ذلك قد يصيبه بتأثيرات صحية ضارة تدوم إلى الأبد، وهو ما يعد أمرًا خطيرًا للغاية.

وأضاف الباحثون أن تعرض الأطفال لأى من أشكال التوتر والقلق والضغوط فى مقتبل حياتهم، قد يؤدى إلى حدوث تغييرات فى الطبيعة التشريحية لمخهم إلى الأبد ويتغير شكلها وتركيبتها، وخاصة أجزاء المخ المسئولة عن التعلم والذاكرة والعواطف والأحاسيس وكذلك أجزاء المخ المسئولة عن السيطرة على القلق، وهو ما قد يضر بمستواهم الأكاديمى خلال الدراسة، ويضر بحياتهم بشكل عام.

وجاءت هذه النتائج بالمجلة الطبية " Biological Psychiatry "، وكما نشرت على الموقع الإلكترونى لجامعة ويسكونسن ماديسون الأمريكية فى السابع والعشرين من شهر يونيو الجارى.



أكثر...