السرقة والكذب من الأفعال المنبوذة فى مجتمعاتنا الشرقية، ولكن أحيانا نقوم ببعض الأفعال المنبوذة لاإراديا بسبب الإصابة بمرض نفسى، حيث يقول الدكتور سعيد عبد الفتاح أخصائى الأمراض النفسية والعصبية، إن المرض النفسى لا يختلف عن المرض العضوى، وقد يجبر الإنسان على فعل بعض الأشياء بدون إرادة منه، منها السرقة اللاإرادية "كلبتومانيا"، فالسرقة اللاإرادية من الأمراض النفسية الخطيرة، وهى تحدث بطريقة لا شعورية، يعقبها حالة شديدة من الندم والخوف من العقاب.

ويضيف "عبد الفتاح"، مريض السرقة اللاإرادية يستمتع بالسرقة، وبأخذ الأشياء دون رغبة صاحبها، وفى كثير من الأحيان يكون ميسور الحال ومن أسرة مرموقة، لكنه يعانى من نقص ما، ويحاول تعويضه من خلال السرقة، فمثلا إذا كان الطفل يفتقد إلى محبة والديه، فإنه يلجأ إلى سرقة طفل أخر أهداه والده لعبة مهما كانت بسيطة، فالمعنى هنا ليس القيمة المادية، بقدر ما هى القيمة العاطفية للشىء.

ويشير إلى أنه ينتاب المريض حالة من تأنيب الضمير والقلق بعد اكتشاف ما فعله، مما يزيد لديه الإصابة بالاكتئاب المرضى، أو القلق من إلحاق العار بأسرته إذا اكتشف أحد ما تلك المشكلة.
وعن أسباب الإصابة بالسرقة اللاإرادية، فإن هناك العديد من الأسباب منها الانتقام، فالأب الذى يهمل ابنه، أو يعامله بقسوة، يلجأ الطفل إلى السرقة بهدف معاقبة الأب، وقد تكون السرقة عن دون وعى، فالطفل فى مراحل صغيرة لا يدرك المعنى الحقيقى للملكية، فهو لا يدرك أن هناك ملكية خاصة لكل شخص.

وتابع أخصائى الأمراض النفسية، كما تلعب الغيرة أحد أهم الدوافع فى الإصابة بهذا المرض، فالطفل الذى يشعر أن والديه يفضل شخصا آخر عليه، فإنه يبدأ فى سرقة ما يميز الطفل الآخر، لكى يصل إلى التميز والتفوق، والتدليل الزائد للطفل، فعند تلبية احتياجاته، ثم التوقف فجأة فإنه يدفع الابن إلى ارتكاب السرقة، لتلبية احتياجاته.

ويوضح "سعيد" أنه لعلاج السرقة اللاإرادية "كلبتومانيا"، يجب أن ندرك دوافع السرقة، وأسبابها حتى يمكن وضع خطة علاجية، كما يجب اتباع بعض الإرشادات من خلال توضيح المعنى السيئ للسرقة للطفل، ومحاولة مراقبة الأبناء، وملاحظة أى تغير عليهم، وفى الغالب يحتاج المريض إلى جلسات علاجية مع متخصص نفسى للعلاج.




أكثر...