تنتمى الفنانة ماجدة زكى للمدرسة التلقائية فى التمثيل التى ينتمى لها العملاق محمود مرسى الذى تضعه نموذجا لها فى الفن والحياة ولا شك فى أنها ممثلة عبقرية الأداء يتساوى أداؤها الكوميدى مع التراجيدى وهى ميزة لا توجد لدى الكثير من الفنانين والفنانات، وبرغم الهجوم الشرس الذى تعرضت له من قبل الفنانة هالة صدقى التى اتهمتها بالانفراد بالإعلان الدعائى لمسلسل «كيد الحموات» فإنها فضلت الصمت لفترة ولكنها فى حوارها مع «اليوم السابع» قررت الحديث عن تفاصيل وأبعاد المشكلة التى لا دخل لها فيها، بالإضافة لتصريحاتها وآرائها فى عادل إمام والفخرانى ونور الشريف ومدى رضاها ورفضها لثورة 25 يناير، كما ستكشف عن مشروع مسلسلها «مارى منيب» الذى أصر حفيدها المطرب الراحل عامر منيب على تجسيدها لها.
فى البداية لماذا أنت مقلّة فى الظهور الإعلامى؟

- أنا مقتنعة أن الفنان يعمل ويجتهد ويبدع ويترك الإعلام يكتب عنه والأستاذ محمود مرسى هو قدوتى فى ذلك، وأنا من نفس مدرسته ولكن الأمر فى الحقيقة بدأ معى فى البداية بخجل، فقد كنت أخجل حتى من مشاهدة أعمالى، فأنا لم أشاهد مسلسل الحاج متولى إلا منذ شهرين تقريبا ومسلسل «الرجل الآخر» لم أشاهده إلا منذ عام، فأنا لا أشاهد ما صورته سواء داخل اللوكيشن أو حتى بعد عرض العمل ودائما أختفى فى اللوكيشن أثناء إعادة المشاهد، وهذا ما كان يفعله أيضا العملاق محمود مرسى، ولكن لابد أن نفرق بين عدم مشاهدة ما صورته وبين الابتعاد عن الإعلام، فالإعلام بالنسبة لى لابد من الظهور فيه بهدف، وكنت أخجل فى البداية أيضا وأتذكر هنا موقفا قد يكون كوميديا، فعندما حصلت على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم «كلام فى الممنوع» اتصل بى عدد كبير من الصحفيين لإجراء حوارات ولقاءات فقلت لهم «أنا مش فاكرة دورى» واتصلت بالمخرج عمر عبدالعزيز وسألته هو أنا كنت باعمل دور إيه؟ فقال لى «ضاحكا»: «والله هيسحبوا منك الجائزة دى دانا المخرج مخدش الجائزة».


ولكن حتى ظهورك فى البرامج نادر.. فما السبب؟

- بعد نجاح مسلسل «الحاج متولى» كانت اللقاءات التليفزيونية كثيرة جدا، ويكاد يكون بشكل يومى يطلب منى الظهور فى برامج وكل أبطال العمل كانوا يظهرون فى تلك البرامج ما عدا أنا وفى يوم استوقفنى عدد من الفتيات والشباب فى الشارع وسألونى: «لماذا لا تظهرين فى البرامج مثل بقية فريق عمل الحاج متولى» فقلت لهم: «هل عدم ظهورى يزعجكم ويغضبكم منى» فقالوا لى: «بالعكس كده أحسن إحنا فرحانين بيكى قوى كده وتصدقى إن كده أحلى لأنك مميزة» ولذلك فقد قررت عدم الظهور إلا عندما يكون لدى موضوع مهم أتحدث به أو لو كان لدى رسالة أو معلومة والظهور يكون صحفيا وليس تليفزيونيا.


ولكن بعد انتهاء مرحلة الخجل لماذا تمتنعين حاليا؟
- بعد الخجل تحول الموضوع معى لـ«سيستم» وهذا أحدث لى تميزا، فالظهور والغياب لا بد أن يكون بحساب، وأنا من الممكن أن أجرى لقاءات صحفية لكن تليفزيونية لا أفضل، ولم أظهر إلا مع عمرو أديب من قبل لأنه طلب منى ذلك بعد أن فزت فى استفتاء أجراه عن أفضل ممثلة، وطلب منى ذلك بناء على طلب الجماهير والمشاهدين وذهبت لأشكره لأنه شكرنى على الهواء طوال شهر كامل وبشكل يومى عن دورى فى مسلسل «عباس الأبيض».
ما الذى استفزك لتجسيد دور مأمورة سجن فى كيد الحموات؟
- الفكرة من البداية كانت تكتب وأنا حاضرة فيها وقد استفزتنى فكرة أن أجسد شخصية مأمورة سجن لديها ثلاث بنات فالدور شاهدته بمنطق إنسانى تربوى فهى مثل الدبة التى تحافظ على أولادها، ولكنها تربى والمجتمع يخرب، هذا عن رسالة العمل، بالإضافة أن العمل يتميز بخفة الظل وهى نادرة فى دراما رمضان.


ما تعليقك على هجوم الفنانة هالة صدقى عليك فى الصحافة واتهامك باستبعادها من البرومو الإعلانى لمسلسلك؟

- أنا فى البداية كنت لا أحبذ التعليق على ما كتب على لسان الفنانة هالة صدقى، ولكن من يقرأ الكلام ويركز فى كل ما تمت كتابته فى الصحافة سيجد أنه كلام غريب وإجابته موجودة لمن يفكر فيه، وأنا سأتحدث بصراحة شديدة وسأبدأ بسؤال منطقى يفسر موقفى: «مَن من المنتجين أو القنوات الفضائية أو المخرجين أو أى شخص من صناع العمل يريد أن يضر عمله؟» بالتأكيد لا يوجد، فالجميع يبحثون عن البطل الذى يسوقون باسمه، وهذا بالمنطق والفكر، فلا أحد يحب أن يضر نفسه، وأنا كممثلة ليس لى سلطة على المنتج أو المخرج أو القنوات الفضائية، فأنا انتهيت من التصوير، ولم أشاهد حتى ما صورته ومدير التصوير يترجانى لمشاهدة ما تم تصويره وأنا أرفض، فكيف إذن سأدبر مؤامرة ضد هالة صدقى؟! فأنا أترك الموضوع على الله وأتقن عملى فقط وهذه تركيبتى ومن يقرأ الكلام يتأكد أنه غير حقيقى وملفق.

ولكن ألم توجد مشاكل من قبل داخل الكواليس أثناء التصوير؟

- على العكس كانت الكواليس جميلة جدا، ولم يكن هناك أى مشاكل نهائيا حتى آخر يوم وأنا استغربت جدا مما كتب عندما اتصل بى أحد الصحفيين وسألنى وطوال العمل كنا «سمن على عسل» كفريق عمل وما زلت أكن للجميع الاحترام فسوسن بدر ممثلة جميلة وأحبها جدا وبذلت مجهودا كبيرا وانتصار حلمت لها حلم أنها ستكون نجمة الموسم الرمضانى وهالة صدقى لذيذة وكوميديانة زى العسل وأنا مستغربة جدا مما قالته هالة لأنها لها تجربة إنتاج، والمنتج يعلم أن الممثل ليس بيده شىء، وخاصة من هو مثلى ليس بيده شىء وأقسم بالله أننى لم أشاهد البرومو الذى وضعونى فيه بمفردى ولا ما كتب صحفيا من هجوم لكنى لدى مؤسسة تتابع وتقول لى الأخبار.


هل العمل بطولة جماعية أم بطولة فردية؟
- لا يوجد عمل قائم على فرد، ولكن البطولة من وجهة نظرى هى التمثيل وليس مساحة الدور، ولكن الحكم للمشاهد فأنا أعمل مأمورة سجن لديها ثلاث بنات وكل بنت تتزوج من ابن هالة وسوسن وانتصار ولدى مشاكل مع الأزواج ومع أمهاتهم ومن هنا ممكن أن تقيس مساحة الدور ومن يكون محور الأحداث، فأنا الأحداث جميعها تدور فى منزلى ومشاكلى مع الحموات الثلاث ومع الأزواج الثلاث، ولكن فى النهاية الدور بتأثيره وليس بمساحته لأننى فى فيلم الإرهاب والكباب قدمت دور كان مكتوبا فى السيناريو جملة واحدة لكننى صنعت منه دورا وحصلت من خلاله على جوائز.


هل نصنف مسلسل «كيد الحموات» كعمل كوميدى فقط؟

- كيد الحموات ليس كوميديا فقط، ولكنه عمل درامى متكامل والكوميديا تخرج من الموقف ومن المشاكل التى أواجهها مع بناتى وأزواجهن وحمواتهن، وأنا أتمنى تقديم مسلسل غير كوميدى فى العام القادم.

وما مشروعك القادم إذن؟

- لدى مشروع مسلسل عن حياة الفنانة الراحلة مارى منيب وما زال فى مرحلة الكتابة، والمسلسل اختارنى لتجسيده حفيد مارى منيب المطرب الراحل المطرب مارى منيب، وقال لى: أنا أرى جدتى فيكِ وأنت أقدر من يقدم الدور وكان بيننا خط مفتوح ولكنه الموت خطفه، ولكنى على تواصل مع الورثة الآخرين حاليا وحصلت منهم على الموافقات المبدئية.


وهل حياة مارى منيب تصنع مسلسلا ناجحا؟

- حياتها مليئة بالمواقف فقد كانت مسيحية وأسلمت ولديها قصص وحكايات والموضوع غنى جدا، وأنا أعجبتنى قصتها جدا، وسوف نتناول فترة جيل كامل وفترة زمنية لجيل الزمن الجميل وكواليس الفن وقتها.


كيف تشاهدين المنافسة فى شهر رمضان بين النجوم والنجمات؟

- أرى كثرة المسلسلات أمرا سلبيا، لأن الزحام لا يصنع مشاهدة جيدة ومتأنية، وأنا شخصيا كنت أتمنى ألا يعرض المسلسل فى رمضان، ولكن المنتجين لا يحبون العرض فى غير الشهر الكريم لأن المنتج يذهب للربح من الإعلانات خلال الشهر الكريم، ولكنى كنت أتمنى أن تقل عدد المسلسلات، وأن يكون هناك تنوع مثلما كان يحدث ولكن فى النهاية المسلسل الجيد يفرض نفسه وعن تجربة شخصية كان يعرض لى مسلسل «حارة العوانس» والناس تشاهد «الحاج متولى» الذى كان يعاد فى نفس توقيت العرض لحارة العوانس والعام الماضى لم أقدم مسلسلات لكن الناس كانت تحدثنى على الحاج متولى وعباس الأبيض.


برغم حصولك على جوائز عديدة فى السينما فى أفلام شاركتِ فى بطولتها لكنك ابتعدتِ لفترة عنها.. فما السبب؟
- هذا السؤال دائما أسأله لنفسى وأجد أننى السبب لأننى بعد نجاح مسلسل «الحاج متولى» عرض على أفلام كثيرة، منها فيلم «اللمبى» و«سيد العاطفى» والكثير من الأعمال لكنى رفضتها جميعا لأننى لم أجد نفسى فيها وكنت أعتذر للكثير من المنتجين بسبب تشابه الأفكار وتكرارها، وأعتقد أن الاعتذار المتكرر جعل المنتجين يبتعدون عنى أو يفكرون فى أننى لدى شروط معينة يصعب تحقيقها برغم أننى ليس لى شروط غير أن يكون العمل متكاملا ومكتوبا بشكل جيد بعيدا عن التكرار، وعدم استغلالى ككوميديانة بدون سيناريو محكم.


تعاملتِ مع النجوم الكبار نور الشريف وعادل إمام ويحيى الفخرانى فما الذى يميز كل منهم على حدة؟ ومن ترغبين فى تكرار التجربة معه مستقبلا؟

- جميعهم بكل تأكيد أتمنى تكرار التعاون معهم والثلاثة يميزهم التواضع فى التعامل وحب العمل، والأستاذ عادل إمام أتذكر له موقفا مهما جدا فى فيلم «الإرهاب والكباب» ففى مشهد البطاطين كنا نصور فى الصيام، وفى عز الحر والمفترض أننى سوف أدخل تحت هذه البطاطين، ولكن الأستاذ عادل إمام طلب أن يكون تحت البطاطين «دوبلير» خوفا علىّ، ولكنى رفضت وطلبت تصوير المشهد بنفسى، وحصلت من خلال هذا الفيلم على شهادة تقدير كتب فيها أنها جعلت من دور هامشى بطولة وهذه شهادة أعتز بها، أما الفنان نور الشريف فهو أستاذى وتعلمت منه الكثير، وقدمت معه نجاحات ونجاحى معه فى متولى يعود له فقد كنت أساله فى أى «إفيه أو لازمة» أرغب فى قولها وكان يشجعنى و«يفرش» لى «الإفيه» فهو كوميديان كبير جدا لم يستغل بعد ولديه حس كوميدى كبير، أما الفنان يحيى الفخرانى فهو تلقائى جدا ويعشق الممثل التلقائى مثله، ويحبنى جدا فى المشاهد الدرامية، وهو ممثل عبقرى ويساعد أى ممثل بجواره.


تعاملتِ مع جيل العمالقة المهندس والمليجى وملك الجمل ومع الجيل الجديد مثل هنيدى والسقا وأشرف عبدالباقى.. فما الذى يميز كل جيل؟

- جيل العمالقة مثل المهندس والمليجى بالبلدى كده «بيحبوا الشغلانة بجد %100» وجيل نور الشريف وعادل إمام والفخرانى أخذوا من جيل العمالقة لكن الجيل الجديد يرى البطولة فى الفلوس فالأكثر سعرا يرى نفسه الأكثر نجومية، فالنجومية بالسعر وهذا خطأ كبير لأن الإيرادات لا تدوم والاستعجال على الشهرة وعدم الاتقان يدمر النجومية ويسقطها مبكرا.


كيف تعاملتِ مع العملاق محمود مرسى فى بداية ظهورك؟

- الأستاذ محمود مرسى عملاق فى فن التمثيل وأعطانى دفعة كبيرة فى بداية حياتى، فقد قال للمخرج محمد فاضل فى كواليس مسلسل «أبوالعلا البشرى»: هذه الفتاة ممثلة واعدة تمثل ما بين السطور ومن عينيها مثلت المشهد أمامها، فهى معبرة جدا وسيكون لها مستقبل كبير فى عالم التمثيل.


هل تشعرين أن الفنانات مظلومات فى السينما والدراما فيما يخص الكتابة لهم؟
- كان زمان، ولكن حاليا الأزمة على الجميع فنانين وفنانات لأن الكتابة أصبحت مكررة للرجال وللسيدات والنجاح يعود لاجتهادات شخصية فى البحث عن ورق جيد، ولكن هناك جيلا جديدا صاعدا مثل محمد أمين راضى لديهم فكر جديد ومميز وهو كاتب متميز أبحث معه عن عمل يناسبنى مكتوب بشكل جيد وموضوع مختلف، فالموضوع أهم من البطل وهناك موضوعات درامية فى الأعوام الماضية قدمت فى أعمال نجحت بدون أبطال وصنعت أبطالا والعكس صحيح هناك نجوم قدموا موضوعات مكررة فلم ينالوا النجاح المتوقع.


هل تتابعين أعمال زملائك من النجوم والنجمات؟
- لا أتابع للأسف لأننى أركز فى العبادة وقراءة القرآن وأعمال المنزل لأننى ست بيت شاطرة جدا وأحب دخول المطبخ.


لديك رصيد مسرحى متميز من الأعمال فلماذا ابتعدتِ عن المسرح؟
- أعشق المسرح ولكنى لم أجد المشروع الجيد المحترم، فالمسرح لا بد أن يحمل رسالة وأتذكر أن المخرج سمير العصفورى كان يجلس يوميا لكى يستمع لجملة أقولها «هههههههههه أنحرف» ويدرس لماذا هذه الجملة تضحك المشاهدين وتصفق وفى يوم عرض آخر لماذا صفقت فقط ولم تضحك ولماذا ضحكت ولم تصفق فى يوم آخر، فكل هذا الاهتمام بجملة يدلل لك على أن المسرح كان رسالة مهمة، ولكن حاليا لا أجد هذا الاهتمام فكيف أقدم المسرح؟.


ماجدة زكى لـ"اليوم السابع": "كيد الحموات" كوميدى اجتماعى به رسالة 1.jpg

ماجدة زكى لـ"اليوم السابع": "كيد الحموات" كوميدى اجتماعى به رسالة 2.jpg



أكثر...