من الطبيعى أن يحدث انجذاب بين المرأة والرجل، لأن الانجذاب يعد طبيعة بشرية بين الطرفين لاستمرار الحياة، ويبدأ هذا الانجذاب ابتداءً من سن المراهقة حتى سن النضوج، ويكون ذلك للعديد من الأسباب النفسية والشخصية التى تساعد على هذا الانجذاب بين الطرفين.

يقول الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى جامعة المنصورة أن الانجذاب بين الحيوانات يختلف تماما عن الانجذاب بين البشر، فالانجذاب عند الحيوانات يعتمد على إفراز هرمون التزاوج، ومن خلال هذا الهرمون يتم زواج الحيوانات فى أى وقت ومن أى حيوان، أما بالنسبة للانجذاب بين الرجل والمرأة فيعتمد على الصفات النفسية والشكلية بين الطرفين، فعندما تكون الصفات الشكلية والنفسية متوازنة يتم الانجذاب والتوافق بين الطرفين وذلك من خلال توافق الصفات التى تم اختزانها فى المخ منذ الصغر.

ويضيف د.محمد أن عملية الانجذاب بين الرجل والمرأة تكون نسبية من شخص لآخر، لأن كل شخص يرى الصفات التى تجذبه فى الطرف الآخر حسب الميول النفسية التى تكونت على مدار العمر منذ الطفولة حتى الكبر والتى تم مشاهدتها فى الأشخاص المحيطين بهم وساعدت على تكوين الخبرات التى من خلالها يتم الاختيار والانجذاب فى الكبر.

كما يوضح أستاذ الطب النفسى أنه لحدوث الانجذاب بين الطرفين يجب توافر الصفات الشخصية والشكلية بين الرجل والمرأة، لأن الصفات الشخصية التى يحتاجها الشخص من شخص آخر تؤدى لحدوث الإعجاب بين الطرفين، ويتم تحديد هذه الصفات منذ الصغر من الأشخاص المفضلين لكل شخص ، على سبيل المثال تعلق البنت بالأب وشعورها معه بالاستقرار والأمان، وتعلق الابن بالأم وشعوره معها بالحنان فذلك يجعل كل من الطرفين يبحث فى شريك حياته عن صفات مماثلة للأشخاص الذين تم التعلق بهم فى الصغر.

ويضيف د محمد الحديدى أن وجود صفات شخصية وشكلية متوازنة بين الطرفين تجعل العلاقة بينهم متوازنة، لافتا أن وجود نوع واحد من هذه الصفات قد يؤدى إلى اهتزاز العلاقة.

ويذكر الطبيب النفسى بعض الأمثلة من الواقع التى تدل على فشل أو نجاح علاقة الارتباط بين الطرفين بسبب عدم التوازن بين الصفات الشكلية والشخصية، فعلى سبيل المثال قد ترتبط فتاة بشاب اعتمادا على أخلاقه وصفاته الشخصية وتتغاضى عن صفاته الشكلية المظهرية، وقد يجعلها ذلك تشعر بعدم الرضا وعدم الاقتناع الدائم بالشخص الذى ارتبطت به، ومن الممكن أن يتسبب ذلك فى حدوث مشكلات أسرية واضطرابات فى العلاقة.

وأخيرا ينصح د محمد عادل الحديدى لنجاح علاقة بين طرفين أن يكون هناك توازن عندما يختار الشخص شريك حياته بين صفات الشكل وصفات الشخصية، وفى حالة وجود الصفات الشخصية والصفات الشكلية بقدر معين يقترب أو يبتعد عن الصفات التى يتمناها الشخص يمكنه أن يصارح نفسه أن كان سيقبل بهذا أم لا، وإن كان يقبل شريك حياته بما هو عليه وإن كانت صفاته تقترب من الصورة التى وضعها لشريك حياته حتى وإن لم تكن بنسبة 100% أم لا، لأنه لن يجد فى الواقع ما يحلم به فى خياله ولابد أن يضع حدا أدنى لهذه الأحلام، لأن التنازل بقدر كبير عن الصفات الشخصية أو الشكلية التى يحلم بها الشخص قد يؤدى ذلك إلى فشل العلاقة.



أكثر...