شبكة عراق الخير
النتائج 1 إلى 10 من 53

الموضوع: رمضانيات عام 2014

Share/Bookmark

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1

    افتراضي رمضانيات عام 2014

    قبل ان أبدأ في درج القصص الرمضانية التي اخترتها لكم اود ان اعتذر عن تأخري الذي كان بسبب خارج عن ارادتي مما اضطرني الى هذا التاخير ... (( رمضان كريم عليكم وعلى شعبنا المناضل الذي يمر بمحنة كتبها الله عليه متمنيا ان تزول باقرب فرصة وبأحسن الاحوال )) متمنيا لكم صوما مباركا وتقبل الله سبحانه وتعالى اعمالكم ورحمكم وغفر لكم وكتب لكم العتق من النار مع تحياتي .........



    الاباء يأكلون الحصرم والابناء يضرسون

    البعض ينتظر شهر رمضان لأنه شهر التطهّر من الذنوب والتقرّب إلى الله تعالى بالعبادات وصالح الأعمال، بينما البعض الآخر يجده فرصة…للتجارة وكسب الأموال، والدليل أن العديد من النساء يستغللن هذا الشهر الكريم للتسول، فنراهن يذهبن إلى المؤسسات الخيرية المختلفة ويجُبن المناطق التي لا يعرفهن فيها أحد يدخلن محلاتها وشركاتها لاستدرار عطف أصحابها.. وعادة ما تكون الغلة وفيرة…
    و”أم عادل” واحدة من هؤلاء النسوة؛ فهي رغم وضعها المادي المتواضع الذي يكفل لها حياة كريمة، فهي ليست راضية لذلك سلكت طريق الاستعطاف والتسوّل الذي يضمن لها كسب المزيد من الأموال دون علم أولادها..
    وحتى عندما علمت ابنتها الكبرى بما تقوم به أمها لم تنفع نصائحها ولا محاولاتها ولا حتى دموعها الحارة لثنيها عن ممارسة هذه العادة القبيحة التي يرفضها الشرع الحنيف، واستمر الوضع على هذا الحال إلى أن وقع الأمر الذي لم يكن ليخطر على بال الأم، ففي إحدى جولاتها دخلت واحدة من الشركات المعروفة، وخلال حديثها مع أحد المسؤولين الذي رقّ قلبه لحالها وأعطاها ما أرضاها لاحظت أنّ هناك شخصاً يراقبها بعينين واسعتين تُطل منهما الدهشة، ولسانه قد انعقد من الصدمة، وعندما نظرت إليه جيداً عرفته فوراً… إنه خطيب ابنتها – الذي ينتمي إلى عائلة معروفة ومحترمة…
    لم تعرف ” أم عادل ” كيف وصلت إلى البيت وهي في حالة من الانهيار الشديد، وعندما أخبرت ابنتها بما حدث معها تمنّت أن تموت قبل أن ترى عينيها اللتين اغرورقتا بالدموع…
    وبعد هذه الحادثة تغيّر الصهر العزيز المعروف عنه حبّه الشديد لخطيبته، فبعد الاحترام الذي كان يكنّه لأمها بدأ يعاملها وأفراد أسرتها باستخفاف واحتقار إلى درجة أنه تراجع عن العديد من الوعود التي أعطاها لابنتها التي لم يكن لها ذنب ” إلا ما فعلته أمها “، وصدق المثل القائل: ” الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون”.



    سائق السيارة
    مجّ سائق سيارة الأجرة سيجارته بقوة ونفث دخانها باتجاه المرأة الواقفة على ناصية الشارع المقابل ثم هتف بها قائلاً: إلى أين؟
    - أجابت المرأة بإستيحاء: شارع حمد لو سمحت؟.
    لم يكلّف نفسه عناء الإجابة واكتفى بالإشارة لها بيده بالصعود، لم يحرّك ساكناً من مقعده بينما المرأة تضع أكياس المشتريات الكثيرة في صندوق السيارة، وما إن أصبحت داخلها حتى ابتدرت السائق بتحية ممزوجة بسعال خفيف بينما يدها تحاول إبعاد الدخان المنبعث من السيجارة… نظرات استنكار لم تستطع إخفائها ولكنّ لسانها عجز عن إبداء النصيحة، فاكتفت بأضعف الإيمان: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم… المجاهرة بالمعصية وفي شهر رمضان الكريم!!… استغفر الله العظيم وأتوب إليه.
    دقائق قليلة واقتربت السيارة من المكان الذي تقصده المرأة؛ فصاح السائق: ها قد وصلنا.
    سألت المرأة السائق بصوت حييّ: هل تستطيع مساعدتي في نقل الأغراض إلى داخل المكان لو تكرّمت؟
    لم يجب ولكن علامات الامتعاض كانت بادية بوضوح على وجهه، نزل من السيارة صافقاُ بابها بقوة ثم وضع السيجارة بين شفتيه اللتين سارعتا للقبض عليها بشدّة، وبدأ بنقل الأغراض إلى داخل المكان الذي أشارت إليه… أطلق السائق لبصره العنان سامحاً له باختلاس النظر بحرية… عيناه أخذتا تُلاحقا الفتيات الصغيرات اللاتي يركضن في أرجاء المكان كالفراشات كما طارد سمعه أصوات جمهرة من الأخوات المحجّبات والمنقبات اللاتي يضعن لمساتهن الأخيرة على الزينة وتجهيز طعام الإفطار في المطبخ.
    أشكرك جزيل الشكر أخي
    التفت إليها وشعور بالخجل يوغزه بعد أن ضبطته يتلصلص.. حشريته دفعته للسؤال: من هؤلاء؟
    أجابت المرأة ونشوة من الفرح والاعتزاز تغمرها: هؤلاء مجموعة من الأيتام يكفلهم صندوق التكافل الإسلامي، والأغراض التي ساعدتني في نقلها هي من أجل الإفطار الذي نعدّه لهن.
    دهشة خفيفة أطلت من عينيه؛ فاستفسر قائلاً: وهل هنّ صائمات؟
    أكّدت المرأة: طبعاً الكثيرات منهن صائمات.
    ولكنهن صغيرات السن ومعظمهن لم يصلن بعد إلى سن التكليف؟!
    رفعت المرأة حاجبيها استغراباً واكتفت بتكرار المقطع الأخير من كلامه بهدوء: لم يصلن بعد إلى سن التكليف؟!
    فهم المغزى من التكرار؛ فهو وصل إلى سن التكليف منذ أمد طويل جداً ومع ذلك لم يصم في حياته إلا أياماً معدودات رغم أنّه ليس من أهل الأعذار.
    أفاق من شروده على صوت المرأة وهي تقول له: جزاك الله خيراً أخي
    حدّق بالمال الذي تمسكه بيدها لبرهة، ثم قال لها: لا أريد منكِ شيئاً… فقط دعوة صالحة….
    قاومت المرأة الأيدي الصغيرة التي أخذت تجرها إلى الداخل وبقيت واقفة ترْقب حركات الرجل وسكناته… شاهدته يرمي السيجارة أرضاً… ثمّ داسها بقوة… بعدها رفع بصره إلى السماء وتمتم بكلمات قليلة لم تصل إلى مسامعها ثم ركب سيارته وانطلق بعيداً…
    استسلمت المرأة أخيراً لنداءات الناشئات الصغيرات فدخلت بعد أن أغلقت الباب خلفها ولسانها لا ينفكّ يردد: اللهم ردّه إليك ردّاً جميلاً.


    التعديل الأخير تم بواسطة عامر العمار ; 07-10-2014 الساعة 10:20 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رمضانيات - صفحة لعامر العمار
    بواسطة عامر العمار في المنتدى المنتدى الرمضاني
    مشاركات: 47
    آخر مشاركة: 06-24-2015, 05:42 PM
  2. رمضانيات عام 2015
    بواسطة عامر العمار في المنتدى المنتدى الرمضاني
    مشاركات: 74
    آخر مشاركة: 06-24-2015, 05:40 PM
  3. رمضانيات عام 2013 م (متجدد)
    بواسطة عامر العمار في المنتدى المنتدى الرمضاني
    مشاركات: 290
    آخر مشاركة: 08-04-2013, 10:30 AM
  4. رمضانيات - صفحة لعامر العمار
    بواسطة عامر العمار في المنتدى منتدى الشعر الفصيح
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 08-05-2012, 04:41 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى