اضطرابات التعلق الانفعالى، هى مشكلة سلوكية يعانى منها بعض الأطفال، ولكن الكثير من الآباء والأمهات لا يعرفون عنها كثيرا، حيث تقول الخبيرة النفسية سهام حسن، إن هذا الاضطراب يبدأ قبل سن الخامسة أى من فترة الرضاعة إلى 5 سنوات، فنلاحظ أن الطفل الرضيع يضيق لديهم مجال الرؤية واستجابته تصير قليلة جدا حتى مع المثيرات التى يلتفت إليها الطفل العادى، كصوت الأم أو رائحة ملابسها وما إلى غير ذلك.

وتضيف أن الطفل قد يفتقد التواصل اللفظى والبصرى المتبادل مع الأم فى وجودها معه، ويصاحب ذلك بعض الاضطرابات مثل نقص الشهية، وتناول الطعام أو القىء، وأحيانا اضطرابات النوم وهذا بشكل خاص مع الأم.

وتوضح الخبيرة النفسية، أن الملاحظ على الطفل وبشكل عام أنه يظهر فشلا كبيرا فى إقامة العلاقات ويفتقد لعنصر هام وهو التواصل مع الأخر، وبناء حوار أو اانفعالات مثل الابتسامة أو تعبيرات الوجه كالسرور أو الغضب وغيرها، ولا يثار فضوله وحب استطلاعه نحو أى شى ء، ويعانى نقصا فى الحركة وكثرة النوم ووهنا وكسلا عاما فى الجسم, مؤكدا أن هذه الحالة قد تختلط على بعض الأطباء فيفسرونها بأنها اضطرابات التوحد ورغم وجود فروق كبيرة بين التوحد واضطراب التعلق الانفعال.

وأكدت د. سهام حسن أن أسباب حدوث هذا الاضطراب ترجع إلى عدم مراعاة احتياجات الطفل الجسمانية مثل النوم، أو تناول الطعام، بالإضافة إلى وجود أسباب عضوية أو جسدية، كالإصابة بتخلف عقلى أو إصابة بالصمم أو العمى أو القصور فى بعض أعضاء الحس، كما أن القسوة فى معاملة الطفل بالضرب والعنف والتوبيخ والإهانة له دور كبير فى الإصابة بهذا المرض.

وتابعت أن من أهم الأسباب الإهمال وتكرار غياب الأم لفترات طويلة وترك الطفل مع المربيات، وتكرار تغيير المربيات أو الحضانات التى يالتحق بها الطفل، كما أن الحالة النفسية للأم غير سوية والتى قد تكون تعانى من مشاكل نفسية كاكتئاب أو المربية الشديدة التى تجهل قواعد التربية والتعامل مع الأطفال، إضافة إلى أن شعور الأم أو الأب بالإحباط نتيجة تبلد الطفل وشعورهم أنه فى عالم أخر يؤدى إلى تدهور الحالة.

وأضافت الخبيرة النفسية أنه لعلاج هذه المشكلة إذا ما كان سببها يرجع لعوامل عضوية كالتخلف العقلى أو العمى أو الصمم، يكون عن طريق العرض على الأطباء المتخصصين، عدم الاعتماد فى التشخيص على أراء الوالدين خصوصا إذا كان التوقع فى التشخيص يرجع الإهمال من جانبهم، وإقامة جلسات إرشاد نفسى وتربوى للوالدين لتعليمهم كيف يتعاملان مع ابنهم حتى لا تتفاقم المشكلة وتزداد سوءاً.

وتنصح "سهام" الأم إذا قررت الاستعانة بمربية أو جليسة أطفال، بضرورة أن تختار وبعناية الأفضل لمصلحة طفلها من هى التى تحنو عليه وتهتم برعايته الجسمية، وتكريس جزء من الوقت للطفل يوميا لسماعه وقضاء بعد الألعاب والأنشطة معه، حتى يخرج من وحدته وعزلته، وألا تغلق على الطفل أبواب التواصل الاجتماعى كما يجب تعويده على تكوين العلاقات والصداقات.



أكثر...