نقلا عن العدد اليومى :

يوم بعد يوم تثبت النجمة نيللى كريم أن دخولها إلى عالم الفن لم يكن لجمالها فقط، وإنما لامتلاكها موهبة فنية تنضج كثيرا مع السنوات، وهو ما يدركه الكثيرون حاليا من متابعى مسلسلها «سجن النسا» قصة الراحلة فتحية العسال، سيناريو وحوار مريم ناعوم، وإخراج كاملة أبوذكرى، حيث أثبتت أنها فنانة تمتلك أدواتها بكل مهارة، وتنقل الأحاسيس والمشاعر للمشاهد بحرفية وتلقائية شديدة فى نفس الوقت.

نيللى كريم «غالية» التى عشقت الرخيص زوجها «صابر» كما تطلق عليه فى سياق الأحداث، والذى يجسد دوره الفنان أحمد داود، قدمت مشهدا فى الحلقة الحادية عشرة يعتبر من أهم مشاهد مسلسل «سجن النسا» حتى الآن، فهو محور تحول حياة «غالية» من السجانة إلى السجينة، حيث جمعها المشهد بزوجها أحمد داود «صابر الواطى» و«راضى» الذى يجسد دوره الفنان القدير سعيد الصالح جد نجل صابر من زوجته الأولى، حيث حضر راضى إلى منزل غالية لحديث مع صابر والاتفاق على تسديد أقساط الميكروباص، لتكتشف غالية قبل وصول صابر إلى المنزل من خلال حديث راضى أن صابر «الواطى» لا يصرف على نجله، ولا يسدد مديونية أقساط الميكروباص، وهو ما يعنى أن صابر يسحب منها «عرق جبينها» وينفقه فى أى شىء عدا قسط الميكروباص، ومصاريف نجله التى طالما تحجج بها لتبرير نفاد الأموال منه، دقائق معدودة بعد أن اكتشفت ذلك يدخل صابر وتبدأ مشاجرة بينه وبين راضى الذى سحب منه عن طريق علاقته بالشرطة الميكروباص، وترك له السيارة الأجرة الثانية ليعمل عليها، تطاول صابر على جد نجله وبدأ يعايره بأنه كان موافقا على علاقته بابنته، وانه كان يعلم أنها لم تعش طويلا، وهو ما دفع براضى إلى أن يستشيط غضبا بسبب اتهاماته له، ويستفز غالية أيضا، التى بدأت تكيل اللكمات لصابر، الذى بدأ يعايرها بتاريخها معه، حيث كانت «تستغفل» والدتها وتقضى أوقاتا طويلة فى حضنه قبل الزواج، وهو ما استفزها أكثر وأخذت تحاول كتم فمه ليمتنع عن ذكر «والدتها» التى رحلت وتركتها وحيدة فى عالم ملىء بالألم.

أخرجت نيللى كريم كما من المشاعر والانفعالات والأحاسيس المتضاربة، فهى الزوجة الحامل والمصدومة فى زوجها الذى يأخذ أموالها ولا يسدد أقساط الميكروباص الذى يعمل عليه، والذى يحاول قتلها فى نفس الوقت، ويبدو أن قوة وصلابة موهبة نيللى كريم، أخرجت أيضا من أحمد داود فيضا من المشاعر تظهر ضعفه وقلة حيلته أمام أهوائه وما آلت إليه الأمور من سوء، وفى نفس الوقت محاولته فرض السيطرة على زوجته التى تهينه دوما من باب الحفاظ على شعوره بذاته كرجل يتعرض للإهانة.

مشهد المشاجرة والتحول السريع فى ملامح وجه غالية من الوجه الهادى الحزين إلى المرأة السليطة العصبية، التى أنهكتها الحياة وحبها لرجل «واطى» لم يمر مرور الكرام ككل مشاجراتهم العادية داخل المسلسل، حيث رفع «صابر» المطواة فى وجه زوجته، مما فتح خطا دراميا جديدا فى سياق أحداث المسلسل، حيث انتهى بقتل «راضى» أثناء محاولة غالية إفلات المطواة من يد صابر.

لم تنته مأساة غالية إلى هذا الحد فى مشهد واحد فقط، بل ازداد الأمر سوءا بعدما شاهدت «نوارة» المشهد كاملا، وهى التى تجسد دورها الفنانة ريهام حجاج، وأعادت المخرجة كاملة أبوزكرى اكتشافها من جديد فى العمل، حيث تقدم دورا مليئا بالتناقضات والنواقص فى النفس البشرية، فهى صديقة غالية، وعشيقة «صابر» زوج غالية فى نفس الوقت، والتى فضلت أن تصرخ وتبلغ الجيران عن أن غالية قتلت الحاج «راضى»، فضلا عن إبلاغ الإسعاف لإنقاذه، وهو الأمر الذى يكشف عن عورة جديدة فى نفسها البشرية ظهرت على ملامحها، وأجادت ريهام فى توصيلها للمشاهد بملامح وجهها الذى جمع الدموع والفرحة المغزولة بالانتشاء، وكأن القدر منحها كل ما تريد وبأقل خسائر، فرغم مقتل راضى على يد صابر إلا أنها فضلت الحفاظ على عشيقها فى مقابل التخلى عن أقرب صديقاتها وجارتها، والتى تعتبر أختها الكبيرة، كما قالت نوارة فى نص التحقيقات أمام النيابة فى الحلقة الثانية عشرة، حيث شهدت زورا لتنقذ عشيقها من حبل المشنقة وتدفع بـ «غالية» إليه. مسلسل «سجن النسا» من بطولة نيللى كريم، ودرة، وروبى، وسلوى خطاب، وأحمد داود، وسلوى عثمان، ومجموعة أخرى من النجوم الشباب، وقصة الراحلة فتحية العسال، ومن سيناريو وحوار مريم ناعوم، وإخراج كاملة أبوذكرى، ويعرض على قناة «الحياة»، و«التحرير»، و«التلفزيون المصرى»، وحقق نجاحا كبيرا حتى الآن، وهو ما دفع موقع اليوتيوب إلى وضع إعلان على الحلقة كل 10 دقائق، وهو الأمر الجديد على اليوتيوب، حيث كان المشاهدون يلجأون إلى مشاهدة حلقات المسلسلات على اليوتيوب هربا من الإعلانات الكثيفة على المسلسلات.



أكثر...