بعد أعلن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" قيام "الخلافة الإسلامية" اصبح زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين في كل مكان"، بحسب وصف التنظيم الذي الغى اسم "دولة العراق والشام" ليصبح "الدولة الاسلامية" فقط.

وبحسب ما أعلنه التنظيم فإن "الدولة الإسلامية" التي تقع تحت زعامة البغدادي تضم الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في كل من العراق وسوريا.

ويسيطر التنظيم حاليا على مساحات كبيرة غربي العراق وشرقي سوريا بعد أن تمكن في التاسع من شهر يونيو/ حزيران الجاري من التوغل في العديد من المدن والبلدات العراقية حيث سيطر على الموصل وتكريت وعدد من النقاط الحدودية بين سوريا والعراق معلنين انتهاء الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس/ بيكو.

"خليفة المسلمين" اصبح لقب زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي الذي كانت الولايات المتحدة قد رصدت عشرة ملايين دولار كجائزة لمن يدلي بأي معلومات عنه.

الرجل الذي فضل التواري عن الأضواء حفاظا على سلامته ولد في مدينة سامراء العراقية عام 1971، وتذكر 'مواقع جهادية' أنه حصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بجامعة بغداد.

وبعد سنوات طويلة قضاها في القتال مع الجماعات التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة، تزعم تنظيم دولة العراق الإسلامية عام 2010.

وانتهز البغدادي فرصة اندلاع الثورة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، فأرسل مساعده أبا محمد الجولاني إلى سوريا لكي يوجد لتنظيم القاعدة موطئ قدم هناك، وشكل جبهة النصرة التي أعلنت عن نفسها بسلسلة تفجيرات وباتت رقما صعبا ضمن المعارضة المسلحة التي تقاتل نظام الأسد.

وفي التاسع من أبريل/نيسان 2011، ظهر تسجيل صوتي منسوب للبغدادي أكد فيه أن جبهة 'النصرة' في سوريا هي امتداد لدولة العراق الإسلامية، وأعلن توحيد اسميْ 'جبهة النصرة' و'دولة العراق الإسلامية' تحت اسم واحد وهو 'الدولة الإسلامية في العراق والشام'.

ومع تزايد نفوذ الجولاني بسوريا، ورفضه فتوى بدمج قواته تحت قيادة زعيم تنظيم الدولة بالعراق، شنّ البغدادي حربا على جبهة النصرة مما أدى إلى انفصاله عن تنظيم القاعدة.
وبالنسبة لكثيرين من أنصار البغدادي، فإن هذا الانقسام لم يكن مفاجئا.

وتجاهل البغدادي نداءات زعيم القاعدة أيمن الظواهري لترك سوريا لجبهة النصرة، ووسّع عملياته في شمال وشرق سوريا عامي 2012 و2013، واشتبكت عناصره مع قوات النظام السوري، غير أنها كرست جل مجهودها لمحاربة كتائب المعارضة المسلحة الأخرى.

ونقلت رويترز عن مقاتل غير سوري ضمن صفوف تنظيم الدولة قوله إن البغدادي كان الشخص الوحيد الذي لم يبايع الظواهري بعد مقتل أسامة بن لادن الذي كلفه بتأسيس الدولة الإسلامية في العراق والشام.

تنظيم قاس

وبسبب تعامل التنظيم القاسي مع المواطنين وحربه على كتائب تقاتل نظام الأسد، اكتسب تنظيم البغدادي سمعة سيئة وأعداء كثيرين.

علما أن أنصاره يتعاملون بقاعدة أنه من اعترض طريقك فيجب أن يباد بغض النظر عن دينه أو طائفته.

وبحلول نهاية العام الماضي، شكلت جبهة النصرة تحالفا مع كتائب إسلامية أخرى للرد على تنظيم الدولة، ونجحت في إجباره على التقهقر إلى معقله على نهر الفرات شرقي سوريا.

لكن التنظيم سرعان ما نظم صفوفه وسيطر مقاتلوه على مدينة الرقة، كما شنوا حملة على مدى أسابيع بمحافظة دير الزور ضد معارضين منافسين، لقي خلالها نحو ستمائة شخص حتفهم، واستولى التنظيم على حقول نفط وبلدات على الضفة الشمالية لنهر الفرات على بعد مائة كيلومتر من الحدود العراقية.



ويقدر الباحث في مركز بروكينغز في الدوحة تشارلز ليستر عدد مقاتلي تنظيم الدولة في سوريا بما بين ستة وسبعة آلاف، وفي العراق بين خمسة وستة آلاف. ولم يتسن التأكد من هذه الأرقام من مصادر أخرى.

وتتضارب الأنباء بشأن مصادر تمويل هذا التنظيم، هناك من يتهم أجهزة استخبارات إقليمية بتمويله، ومن يقول إن التنظيم في كل من سوريا والعراق يجمع جزءا من موارده المالية عن طريق الإتاوات التي يفرضها على سكان المناطق التي يسيطر عليها.

وأشاد مقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية بالبغدادي كمخطط نجح في استغلال الاضطرابات في سوريا وضعف السلطة المركزية في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية ليقتطع أرضا جعل منها قاعدة له.

ويقول خصوم البغدادي إن نجمه في صعود ونفوذه يتجاوز العراق وسوريا، وإنه يحظى بشعبية وسط الجهاديين، وهو ما يبعث على 'الأسف'، وذلك لأن أنصاره 'لا يرون مدى الضرر الذي يسببه'.


منقول من هنا