على مدار الـ10 سنوات السابقة تقريبا، تحول شهر رمضان إلى الموسم السنوى والرئيسى للدراما التليفزيونية، وكذلك البرامج الحوارية والترفيهية، حتى أصبح العرض الأول لكل الإنتاج الدرامى والتليفزيونى فى رمضان فقط، وتستمر الإعادات طوال العام.

مما دفع بالمؤسسات التجارية والخيرية أيضا إلى توجيه أغلب طاقتها التسويقية فى إعلانات تليفزيونية تعرض فى شهر رمضان، باعتباره أعلى نسبة مشاهدة خلال العام، وعندما أصبحت هذه الظاهرة هى النظام السائد، كثرت الدعوات لمقاطعة المسلسلات أثناء شهر رمضان حتى لا تلهى عن عبادة هذا الشهر الجليل وتضيع الوقت.

ويتحدث الدكتور أحمد هارون استشارى العلاج النفسى عن التأثير النفسى لهذه الظاهرة، مؤكدا أن مشاهدة 15 دقيقة متواصلة من الإعلانات كل 5 دقائق من عرض المسلسل، أمر كفيل بإثارة الضيق والتوتر داخل الإنسان، ويظل الشخص محاصر بهذه المشاعر حتى نهاية المسلسل وليس فقط فقرة الإعلانات، ويظل هذا الانفعال الدائم معه حتى بعد نهاية الحلقة، ومع مشاهدة حلقة كاملة أو حلقتين أو أكثر يصاب الشخص بحالة القلق العام.

وأكد "هارون"، أن سياسة تكرار الإعلان الواحد لما يزيد عن عشرات المرات خلال المسلسل الواحد فيها صريح الإهانة للمشاهد، والاستهانة بعقله وإدراكه، بل اختزال أرقى ما فى هذا الشخص، وهو إنسانيته فى اعتباره مجرد سلة استهلاكية، تلقى فيها إعلانات السلع عشرات المرات دون إرادة له أو مراعاة لرغبته فى معرفة هذه المعلومة أو عدمها.

وأضاف "هارون"، ما تكلفته هذه المسلسلات من ملايين الجنيهات، كان كفيلاً لحل الكثير من المشكلات الاجتماعية التى تسعى الدراما لمناقشتها، فالمجتمع أصبح يحتاج للعمل أكثر من مناقشة القضايا والتحدث عنها.

وكانت نصيحة "هارون" للمشاهد العربى، كن نفسك، وتحكم بإرادتك، ولا تتركهم يتحكموا هم فيك ويرغموك على ما يجعلك منفعلاً باستمرار ومسلسلاُ بسلاسل القلق والتوتر.
استشارى نفسى، الفواصل الإعلانية، المسلسلات، التوتر والقلق



أكثر...