نقلا عن العدد اليومى :

انقضى شهر رمضان، وأغلقت معه بورصة الدراما، بعد أن شهدت منافسة قوية على مدى الشهر، وصعودًا وهبوطًا فى أسهم النجوم الشباب، والسوبر ستارز، وخيبت بعض الأعمال المعروضة آمال الجمهور والنقاد، فى حين شهدت أعمال أخرى العديد من المفاجآت.. برز العديد من المواهب على مستوى «الكتابة، الإخراج، التصوير، الموسيقى التصويرية»، كما ظهر تألق واضح لنجوم هذه الأعمال، خصوصا الوجوه الصاعدة فى «دراما 2014»، التى شهدت طفرة على مستوى الأفكار، والتكنيك الإخراجى.

ومن بين ما يزيد على 33 عملا تصدرت المراكز الأولى فى مؤشرات الأسهم مسلسلات «دهشة، سجن النسا، السبع وصايا، صاحب السعادة، عد تنازلى، وابن حلال».. أما فى الأعمال الكوميدية فحافظ «مكى» على تصدره للمركز الأول فى الأعمال الكوميدية المعروضة بالجزء الرابع من «الكبير أوى»، ومن بعده محمد سعد بمسلسله «فيفا أطاطا»، فى حين حافظ «الزعيم» عادل إمام على مكانته، رغم بعض التحفظات على الصياغة الدرامية للعمل، التى باتت «آفة» أعمال الزعيم فى السنوات الأخيرة، وظهرت فى سيناريو يوسف معاطى، الذى بدا أقرب إلى «الإسكتشات الكوميدية»، ولكن دائما ما يعوض ضعف السيناريو الحضور الطاغى للنجم صاحب الجماهيرية الكبيرة عادل إمام.. أما النجم الكبير محمود عبدالعزيز فبدا متألقا من خلال عمل درامى يحمل أبعادا اجتماعية، ويغوص داخل عالم مافيا السلاح، والآثار، ويمتلك عبدالعزيز حالة من «البهاء» لا يختلف عليها جمهوره، وتميز مسلسل «أبوهيبة» بتميز العديد من العناصر الفنية بالعمل، أهمها الصورة البصرية الثرية لطارق التلمسانى.

وإذا كان النجوم الكبار من الرجال قد حافظوا على مكانتهم ثابتة فإن النجمتين ليلى علوى ويسرا بحاجة لإعادة ترتيب أوراقهما فى الفترة المقبلة، فى ظل التطور الذى تشهده الدراما على مستوى الأفكار والأداء.

ولا يستطيع أحد أن ينكر تميز أعمال الشباب وتصدرها، ومن هذه المسلسلات «سجن النسا» للثلاثى كاملة أبو ذكرى، مريم ناعوم، ونيللى كريم.. ورغم التحفظات على التطور الدرامى فى الحلقات الأخيرة، والتى غرقت فى المليودراما «الفاقعة» والمبالغات الكثيرة، التى أثقلت كاهل العمل، فإنه يظل واحدا من أهم الأعمال التى عرضت ضمت السباق الرمضانى، لتميز عناصره الفنية، واحتوائه العديد من الفنانات الموهبات، سواء الشابات أو المخضرمات.. نفس الحال بالنسبة لمسلسل «السبع وصايا»، الذى يقدم تركيبة درامية غير نمطية للثنائى محمد أمين راضى، والمخرج خالد مرعى.. كما يعتبر مسلسل «ابن حلال» للنجم الشاب محمد رمضان، أحد من أهم مفاجآت دراما رمضان.

وفى الوقت الذى لمعت فيه نجوم وتألقت فى بورصة رمضان، هبطت مؤشرات البعض وخسروا الكثير من أسهمهم، مثل ميريام فارس، فى أولى تجاربها الدرامية، التى جاءت مخيبة للآمال، والنجم مصطفى شعبان الذى عليه أن يعيد حساباته وطرق اختياره للتركيبة الدرامية التى يقدمها.. فى حين أن هناك نجوما ظلوا فى المنطقة الرمادية.. ومنهم تامر حسنى، الذى يجب عليه أن يعبر إلى منطقة الفنان والممثل، ويتجاوز فكرة المطرب «حساس الجيل» لأن الفرق كبير جدا.. أما هيفاء فبدت أفضل فى مسلسلها «كلام على ورق» من التجربة السينمائية «السيئة» التى خاضتها مع المخرج خالد يوسف.

بالتأكيد سينعكس المشهد الدرامى لهذا العام على بورصة النجوم فى الأعوام القادمة، وفى تقديرى فإن نجاح التجارب الدرامية المعتمدة على أكثر من فنان يتبارون فيما بينهم، سيكون له نصيب الأسد فى دراما رمضان 2015، كذلك أصبح هناك وعى من المنتجين والنجوم بأهمية تحديد الأفكار ووضوحها، وفى تفاصيل وعناصر العمل الفنية.

والمحصلة أن الشباب هم الرابحون من منافسة رمضان هذا العام، ومن هؤلاء الذين سيتصدرون المشهد الدرامى مستقبلا، أحمد عيد، محمد رمضان، عمرو يوسف، طارق لطفى، نيللى كريم، وروبى، ومن الوجوه الجديدة سهر الصايغ، نسرين أمين، وغيرهما كثير.



أكثر...