شوارع ضيقة وممرات متقاطعة تدفعك مع توجيهات الأهالى إلى مسجدها الضخم بحى الدرب الأحمر، مسجد كبير، ساحة واسعة، وضريح محاط بالأعمدة النحاسية المطعمة بالفضة، يعرف طريقه أهل الدرب والحارة والحى الملاصق لمرقدها الذى أحاط المنطقة بحالة من السكينة يتحدث عنها كل من يعيش حول مقام "فاطمة النبوية" بنت الحسين وأشبههم بأمه "فاطمة الزهراء"، ربما لم تحظ بالشهرة نفسها لمقام والدها أو أخوتها، ولكنها حظيت بشهرة من نوع آخر وسط مريديها وزوارها اللذين وضعوا طقوساً خاصة لا يشاركها فيها أحد من آل البيت، أولها حلقة الذكر الثابتة يوم الثلاثاء من كل أسبوع كموعد متفق عليه منذ سنوات لا يعلم عددها إلا الله، ومولدها الخاص بأهل المنطقة وغيرهم من مريدين "الست" الذى يستمر قرابة العشرة أيام ويختلف عن أى مولد من موالد آل البيت لما به من عادات وطقوس خاصة بـ"فاطمة النبوية" وحدها.

"أم اليتامى والمساكين"، بتلقائية توحى بحفظها لتاريخ المقام عن ظهر قلب تحدثت "أم أحمد" التى فضلت لقب خادمة مقام الست، وورثت المكان أباً عن جد على حد تعبيرها، وتتحدث عنها قائلة "أنا أتولدت هنا، وكل أهلى اللى سبقونى كانوا بيخدموا المقام"، الست فاطمة النبوية وأسرتها، "أم أحمد" السيدة الأربعينية التى حرصت على خدمة المقام طوال حياتها، لم تكتف بخدمة مقام السيدة فاطمة النبوية فى الجامع الكبير الذى تتفقده بين الحين والآخر وتترك أمر رعايته إلى باقى المسئولين باعتباره من الجوامع الكبرى، ولكنها تجلس دائماً فى مقام السيدة فاطمة الصغرى ابنة السيدة فاطمة النبوية، أو ما تطلق عليه مغارة السيدة فاطمة الصغرى الذى ترقد فيها ابنة السيدة فاطمة فى ضريح يفصله عن المسجد الكبير ممر طويل يشبه المغارة، كما يقع بجانب مسجدها الكبير آخر مهمل لأبنها سيدى سعد الله الحسن بن سيدى عبد الله، وهو مسجد صغير لا يعرفه سوى من يكسن بجواره من أهل المنطقة.

"أول مؤسسة خيرية لرعاية شهداء الحرب، ورعاية اليتامى والمساكين، هكذا تؤكد، أم أحمد مشيرة إلى السور المحيط بالضريح، والذى يخفى أسفله مقام سبعة فتيات يتيمات دفن بجوار راعيتهن السيدة فاطمة النبوية، وطمسهن السور أثناء أعمال الترميم، وتقول "أم أحمد"، السور خبى المقامات اللى كانت هنا، بس كان فى هنا مقامات لناس كتير مدفنوين حوالين الست فاطمة، كانت بترعاهم، وتعمل درس كل أسبوع وتوزع العسل الأسود والعدس على الغلابة"، لا تبتعد ذكريات أم أحمد كثيراً عن الواقع الذى يكرره أهالى الدرب الأحمر فى مولد السيدة فاطمة النبوية كل عام، ويشهد مولدها طقوساً مختلفة من تناول العسل الأسود والعدس فى أيام معينة، وهى العادات التى مازالت قائمة حول مقام بنت الحسين، وأكثر المقامات ارتباطاً بالطقوس المصرية حتى اليوم.


بالصور.. "فاطمة النبوية" أول مؤسسة لجمعية خيرية فى التاريخ 1.jpg

1- مقام فاطمة النبوية


بالصور.. "فاطمة النبوية" أول مؤسسة لجمعية خيرية فى التاريخ 2.jpg

2- المسجد الذى به المقام


بالصور.. "فاطمة النبوية" أول مؤسسة لجمعية خيرية فى التاريخ 3.jpg

3- أحد مريدى "الست"


بالصور.. "فاطمة النبوية" أول مؤسسة لجمعية خيرية فى التاريخ 4.jpg

4- ضريح السيدة "فاطمة النبوية"



أكثر...