الشعور بالوحدة bism.gif



الشعور بالوحدة aaa0asmilies.gif


الشعور بالوحدة

الشعور بالوحدة 2791054_normal.jpg


رغم صخب الحياة اليومية، وتسارع وتيرتها ، وتزايد أعداد الأشخاص حولنا إلا أن الواحد منا يشعر في كثير من الأحيان بأنه وحيد في هذا العالم الغريب المليء بالمتناقضات. أشخاص كثيرون يتهامسون في ذلك الركن من المقهى، وحول تلك الطاولة، يجتمع بعض الأصدقاء يتناولون مشروباتهم الساخنة، ويتبادلون الرسائل عبر هواتفهم النقالة، وتعلو قهقهاتهم المصطنعة.


وفي الجانب الآخر تتسارع خطوات العديد من الأشخاص نحو ذلك المتجر الذي أعلن عن عروضه الموسمية. إنها الحركة التي لا تهدأ في هذه المدينة وفي لحظة يطفو على السطح شعور بالوحدة رغم وجود العديد من الأشخاص الذين يحيطون بك في هذا المكان أو ذاك.


الشعور بالوحدة إحساس يتفاوت من شخص إلى آخر، والبعض يقر به ويعلنه على الملأ، بينما يخفيه البعض الآخر حتى وإن ملامحه مرسومة على الوجه بشكل جليّ. في بعض الأحيان حينما يبتعد الواحد منا قليلاً عن الواقع، أو عندما يتأمل حياته باستخدام مكبرة الصدق التي لا تشوه الحقائق، يجد نفسه وحيداً وغريباً حتى بين المقربين.


ربما يعود ذلك لفراغ عاطفي، أو لغياب من نحب، أو شوق لمن نحب، أو لأرض طالما حلمنا باخضرارها، حينها يصبح الشخص فريسة سهلة للتوتر والضغوط التي تشل حياتنا النفسية، لهذا يبدو الانعزال أو الميل إلى الوحدة بداية الطريق الوعرة المعبدة بالاضطرابات الجسدية والنفسية، فتخيم غيمة الحزن فوق الرأس، وتسيطر المشاعر السلبية كالاكتئاب والقلب والانفعال الذي يبدو واضحاً في السلوك اليومي.


الشعور بالوحدة قد يكون عابراً كغيمة الصيف، بسبب تغيرات طارئة في ظروف الحياة، أو قد يكون مزمناً يرافق الشخص خلال مراحل حياته المختلفة. إن الشعور بالوحدة ليس مشكلة فردية بل هي مشكلة الكثيرين سواء أقروا بها أم لا، وهي نتاج ظروف اجتماعية ومادية.


ويؤكد الباحثون في مجال الصحة النفسية على أن التكنولوجيا الحديثة والحياة المعاصرة قد جردتنا من أعز ما نملك، وهو التواصل الصادق مع الآخرين البعيد عن المنطق المادي، وتشير الدراسات إلى أن شبكة الانترنت رغم فوائدها العديدة إلا إنها باتت تساهم فيما يسمى بالعزلة الاجتماعية، فعلى سبيل المثال فإن %65 من مستخدميها لا يشاهدون التلفزيون، و%13 لا يحبذون حضور المناسبات الاجتماعية، و%27 منهم يقضون وقتاً أقل مع الأصدقاء، ومن المعروف أن العلاقات الاجتماعية الصادقة تعزز من الصحة النفسية، وأن الأصدقاء باتوا عملة نادرة في وقت تعاظم فيه تقدير المال واتسعت رقعة الضياع.


إن الحل الأمثل لهذه المشكلة يكمن في العلاقات القوية والصداقات المتينة مهما كان نوعها، وفي العودة إلى الطفولة لإعادة الدفء إلى العلاقات الإنسانية التي شوهتها الحياة المادية.

أخيراً.. سأهمس إلى من أحب

« لا طعم لشاي الصباح بدونك ».


الشعور بالوحدة 2695398_normal.jpg