أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن مواليد السيدات اللاتى تزيد أعمارهن عن 40 عاما تكون صحتهم البدنية والنفسية أفضل من مواليد الأمهات اللاتى يكن فى عشرينات أعمارهن، رغم التحذيرات التقليدية للأمهات من تأخير أمومتهن.

ووجد علماء فى كلية "بيركبيك" بجامعة لندن وآخرون فى جامعة "كوليدج" فى لندن أيضا، أن "22% من أطفال الأمهات كبار السن أقل عرضة لإصابة أنفسهم عن طريق الخطأ، كما أن ثلثهم تقريبا أقل عرضة للذهاب إلى المستشفيات قبل الثالثة من عمرهم"، بحسب دراسة لهم نشرتها أمس صحيفة "ديلى تلجراف" البريطانية.

ومضى العلماء قائلين إن "أطفال الأمهات كبار السن تتحسن لديهم اللغة والقدرة على الكلام من سن الثالثة إلى الرابعة"، كما أن "المشادات بين الأطفال والآباء تقل بزيادة عمر الأم".

وأضافت الدراسة أن "الإصابات غير المقصودة والمشاكل العاطفية والاجتماعية للطفل تقل بزيادة عمر الأم، وذلك لزيادة خبراتها الحياتية، وتقديمها الدعم الكامل للطفل، مما يقلل الضغط على الآباء فى التربية".

وقال البروفيسور جاكلين بارنز، من كلية "بيركبيك"، وهو قائد فريق البحث، إن "الأمهات كبار السن لديهن القدرة على إعداد أطفالهن جيدًا لجميع المراحل الدراسية، وإعطائهم الخبرات الكافية للتعامل مع المحيطين بهم فى المنزل وخارجه"، بحسب الدراسة.

لكن بارنز أشار إلى أن "هناك العديد من الأسباب الطبية التى يجب أخذها بعين الاعتبار أثناء حمل الأمهات كبار السن، وبعد الولادة مباشرة، لإنجاب أطفال أصحاء".

وأظهرت أحدث الأرقام الصادرة من مكتب الإحصاءات القومى فى بريطانيا (حكومى) أن متوسط عمر الأمهات (مع أول مولود) بلغ 30 عامًا، وهو أعلى متوسط وصلت إليه بريطانيا حتى الآن.

وارتفع سن الإنجاب تدريجيا فى بريطانيا منذ عام 1975، عند بداية تحديد سن الأمومة عند سن 26 عامًا، وبريطانيا حاليا من أعلى الدول فى العالم تقريبا من حيث متوسط سن إنجاب المولود الأول بين الأمهات.

وأوضحت التقارير الأخيرة الصادرة عن مكتب الإحصاءات القومى فى بريطانيا، أن أعداد الأمهات اللاتى تأخر حملهن فى تزايد مستمر، وذلك لإثبات أنفسهن فى عملهن أولا، فضلا عن ارتفاع تكلفة المعيشة، وعدم استقرار العلاقات العاطفية، التى ينتهى القليل منها بالزواج.



أكثر...