عندما تلاحظ أعراضا جديدة وسلوكيات غريبة بدأ طفلك يتبعها لتصبح عادات لصيقة به لا يستطيع التوقف عنها، لا تتسرع بإصدار أحكامك عليه ولا تعنفه أو تعاقبه وحتى قبل أن تبحث عن علاجا نفسيا له عليك أن تعلم أن من يحتاج لهذا العلاج هو أنت أولا.

تؤكد الدكتورة هالة حماد استشارى الطب النفسى للأطفال والمراهقين، أن هناك بالفعل بعض الأعراض التى تطرأ على سلوكيات الطفل، وتشير بشكل مباشر إلى تعرضه لأزمة نفسية، وغالبا ما تبدأ تلك الحالة فى مرحلة متقدمة من الطفولة وبعد أن تستقر سلوكيات الطفل، فمثلا يبدأ الطفل بالتبول لا إراديا بعد أن يكون قد توقف عن ذلك الأمر أو أن يصاب بالتلعثم أثناء الكلام بشكل مفاجئ أو يبدأ بقضم أظافره أو شعره أو تناول أشياء لا تؤكل، وغالبا ما تبدأ تلك الأعراض فى سن الرابعة من عمره أو قبل ذلك بقليل وهى الفترة التى يبدأ معها الطفل بإدراك البيئة المحيطة به بشكل أكبر ويتأثر بها، وخاصة فى حالة كونها بيئة سلبية يكثر فيها المشكلات والعنف.
وأشارت د.هالة إلى أن جميع هذه الأعراض تحدث نتيجة لمشاكل بالأسرة كعصبية الوالدين أو أحدهما وكثرة الشجار بينهما وتعنيف الطفل أو تعنيف أحدهما للآخر، وفى أغلب تلك الحالات يتطلب العلاج التعامل مع الأسرة بالكامل وليس الطفل فقط، وخضوعهم لما يسمى"العلاج الأسرى" والذى يقدم فيه بعض النصائح والتوجيهات الهامة للوالدين لكيفية التعامل مع مخاوف الطفل وقلقه واتخاذ الحذر اللازم عند مواجهة المشاكل وضرورة عزل الطفل عنها وعدم التحدث أمامه، وكذلك كيفية التعامل مع الطفل فى حالة ارتكابه للخطأ أو فى سبل عقابه التى يجب أن تكون بحدود معينة، ولا تتميز بالعنف أو الترهيب أو الانتقاد أو استخدام الصوت العالى أثناء نهيه عن أمر ما، وضرورة اختيار العقاب المناسب مع الخطأ وتبريره وعدم المبالغة فيه.



أكثر...