شهد التليفزيون المصرى، خلال الفترة الأخيرة، أكثر من واقعة على الهواء خلال برامج التليفزيون والنشرات الإخبارية أثارت جدلا كبيرا لدى الجمهور، وأثارت حفيظة البعض، خاصة أن التليفزيون المصرى من المفترض أن يخضع لقيود وضوابط تحكمه أكثر من القنوات الفضائية الخاصة.

لجنة الجودة التابعة لمجلس الأمناء بالتليفزيون المصرى وضعت عددا من الضوابط المهنية التى يجب الالتزام بها فى إطار العمل على جميع قنوات وإذاعات ماسبيرو، بعد متابعتها لكل الوقائع الأخيرة وردود الأفعال الغاضبة عليها، وأصدرت اللجنة تقريرا تضمن عدة ملاحظات على أداء التليفزيون، وكتبت فى التقرير بعض التوصيات المهمة، ومنها منع التمييز بسبب الجنس أو الدين أو العقيدة أو المذهب أو اللغة أو اللهجة أو الشكل أو اللون أو بسبب المواصفات الجسدية أو النفسية، ويحظر تمامًا التعرض للأديان السماوية أو تناولها بالنقد أو السخرية أو الإساءة لمعتنقيها بأى شكل، والحرص على الحيادية والموضوعية فى عرض القضايا الخلافية.

وعدم انحياز المذيع أو المذيعة إلى قاض يحكم أو زعيم يقود، وإنما يتمثل دوره فقط فى عرض كل الآراء، وأن يتيح الفرص المتساوية لكل الأطراف بتوازن وموضوعية، مع الحفاظ على احترام وكرامة ضيوف البرامج، كما يحظر تمامًا عرض أى مادة إعلامية أو إعلانية تثير الفتنة الدينية أو الطائفية أو تهدد السلام الاجتماعى والوحدة الوطنية.

وشدد التقرير على أن إعلام الدولة هو إعلام وطنى ملك للشعب لا لحاكم ولا لنظام ولا لحزب، وأن يحظر تناول قضية منظورة أمام القضاء أو استطلاع رأى أطرافها قبل صدور حكم نهائى، ويحظر أيضًا التعليق نهائيا على أحكام القضاء وفى حالة حظر النشر يجب احترام مبدأ أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته، ويحظر التعرض للأعراض الشخصية أو العائلية، كما يحظر توجيه أى اتهام بالفساد أو الانحراف المالى أو التشكيك فى الذمة المالية لأى شخص دون مستندات رسمية، مع كفالة حق الرد لأى طرف يطلب ذلك، إلى جانب منع الخلط بين الرأى والخبر فى الحديث مع الضيوف.

ويجب تجنب عرض العنف أو المواد الإباحية أو المبتذلة أو إثارة الغرائز واحترام قاعدة «للكبار فقط» ووضع تنويه بذلك على المواد المعروضة، مع ضرورة احترام حقوق الملكية الفكرية وعدم الاقتباس من المصادر الفنية أو الإخبارية دون نسبتها إلى أصحابها، وحفظ الحقوق الأدبية والمالية للمبدعين والمصادر، وتجنب إشاعة التعصب بين جماهير الفرق الرياضية، أو إظهار انحياز المذيع إلى أحدها، وعدم سؤال الضيف عن هويته، وانتمائه الرياضى.

والحرص على إسناد الأخبار والمعلومات إلى مصادر معترف بها، وحظر ترويج الشائعات بجميع أنواعها السياسية والاقتصادية مثل نية رفع الأسعار أو انتشار عدوى أو بيع أصول شركات، دون توثيق رسمى للمعلومات، وحظر استعداء فريق من الشعب على أحد أو على إحدى مؤسسات الدولة دون وجه حق، وأيضًا حظر الوقيعة بين الأحزاب والتيارات والأطياف السياسية والاجتماعية والدينية، كما يحظر نهائيا الدعاية للمرشحين فى انتخابات برلمانية أو محلية أو ثقافية أو رياضية أو ما يماثلها، قبل إعلان النتائج النهائية رسميا، فى حدود ما يصرح به القانون أو اللوائح المنظمة، إضافة إلى حظر الترويج للدجل والشعوذة والخرافات والعلاجات غير المعتمدة طبيا، ويجب إعلاء قيمة العلم والتخصص.

وأخيرًا تجنب السخرية من كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة والمرضى النفسيين، كما يجب أن يتحلى الإعلامى بالقيم المهنية، والحرفية والأمانة والكفاءة فى كل فنون وعناصر المنتج الإعلامى مثل الأداء والتقديم.

جاء ذلك بعد عدد من الوقائع كان آخرها قيام ماجد شبلاق، مراسل قطاع الأخبار من غزة، بإغلاق الهاتف فى وجه المذيع عمرو توفيق فى إحدى النشرات، بعد أن لاحظ أن الأخير يتحدث بسخرية عما يدور فى غزة، وكادت أن تتحول لمشادة على الهواء بين مذيع النشرة فى الاستوديو، ومراسل القطاع فى غزة.

وتطرق الحديث إلى أن اختلاف الفصائل الفلسطينية، السبب فى زيادة العدوان، واستشهاد ما يفوق 1500 شهيد حتى الآن، وطلب عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بتفريغ الحلقة كاملة، إضافة إلى نسخة من الحلقة، للوقوف على حقيقة ما حدث، خاصة بعد تداول الكثير الفيديو على المواقع الإلكترونية المختلفة، وأكدوا من خلاله أن مذيع التليفزيون المصرى يسخر من الأوضاع فى غزة الآن.

وقبلها أيضا ما قامت به المذيعة حكمت عبدالحميد، مذيعة برنامج «صباح الخير يا مصر» التى صدر قرار بوقفها عن العمل لمدة أسبوع بسبب حديثها بشكل غير لائق عن الحرب فى غزة، وكانت المذيعة علقت على الأحداث وقالت إن «حماس تريد أن تفرض رأيها على مصر وإلا يتقتلوا.. وإحنا مالنا».



أكثر...