تعد مرحلة البلوغ بالنسبة للشاب والفتاة؛ مرحلة فارقة فى الحياة، وخاصة الفتيات اللاتى تختلف ردود أفعالهن تجاه هذه المرحلة وتغيراتها، فمنهن من تصاب بذعر واغتراب شديد، ومنهن من تندمج بشكل مبالغ فيه ولا يمكن السيطرة على أفعالها، وغير هذه الأنماط المختلفة.

فقبل هذه المرحلة كانت تصرفات الفتاة تتسم بالبساطة والسطحية، وعدم المسئولية، أما بعدها تصبح الفتاة مسئولة عن كل فعل يصدر منها، وهذا يسبب ضغطا وحملا نفسيا وعصبيا وعاطفيا عليها، ويترتب على ذلك مسئولية اجتماعية وأخلاقية وحتى قانونية، هذا ما أوضحه الدكتور عبد الرحمن حماد طبيب الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى العباسية للصحة النفسية.

وأضاف "علينا تهدئة بعض العوارض النفسية والعاطفية التى قد تظهر على الفتاة نتيجة التغييرات النفسية والعاطفية والجسدية التى تنتابها، فتتميز هذه المرحلة ببدء إفراز الغدد التناسلية للفتاة، ونزول دم الحيض، إضافة للصفات الحسية الثانوية، كزيادة حجم الثديين للفتاة ونزول الحيض وهو ما يؤرق الكثير من الفتيات ولا يمكنهن التعامل مع هذا الاختلاف بشكل مفاجىء ومتزن، فيصاحب هذا بعض الأعراض النفسية المترتبة على هذه التغيرات، مثل القلق والخوف والحزن والاكتئاب، والتوتر، وحب العزلة وعدم الثقة فى من حولها، ويزيد الامر سوءا مع تشدد القائمين على تربية الفتاة وإعداد قائمة من الممنوعات لم تكن موجودة من قبل".

وأشار "د.حماد" إلى أنه على الأم أن تساعد الفتاة فى إدراك أن هذه المرحلة طبيعية ولا ينبغى القلق منها، بل ينبغى التعامل معها بكل هدوء وفرحة، فقد أصبحت ناضجة وعليها الاستمتاع بهذه المرحلة المشرقة فى حياتها دون جموح يفسدها أو انغلاق يكبتها، حيث تحتاج الفتاة إلى صداقة الأم فى هذه المرحلة بشكل كبير، فالفتاة تحتاج إلى التحدث معها، وإخبارها بتفاصيل مستقبلية عن هذه المرحلة، وكيفية التعامل معها بدون قلق أو توتر، وطمأنتها، وتصحيح المعلومات غير الصحيحة المأخوذة من زملائها او من الإنترنت، كما تحتاج مصادقة الوالد والإحساس بالأمان والحماية معه.

اليوم السابع يستقبل أسئلتكم واستشاراتكم الطبية على البريد الإليكترونى health@youm7.com



أكثر...