فى بلادنا حوادث الطرق والإصابات منتشرة جدا، وكسور العظام قد تحدث فى حوادث السيارات أو فى الحروب أو الكوارث الطبيعية نتيجة اصطدام جسد الإنسان بسرعة كبير بجسم صلب مما ينتج عنه طاقة قادرة على كسر العظام وإصابة وتدمير الكثير من الأنسجة المحيطة بالعظام مثل الأعصاب أو الشرايين أو العضلات أو الجلد، وهذا يجعل علاج هذه الأنواع من الكسور مختلف عن الكسور الناتجة عن صدمة بسيطة او سقوط من ارتفاع منخفض.

وعادة تكون هذه الكسور متعددة وربما يكون هناك أكثر من مصاب وأكثر من إصابة فى كل مصاب. ولذلك يكون التعامل مع هذه الحالات على مراحل.

المراحل يكون ترتيبها حسب ترتيب الأولويات. فالترتيب يكون
1. إنقاذ حياة المصاب، 2. إنقاذ الأطراف من البتر، 3. إنقاذ وظيفة الأطراف مثل اليد أو الساق.

وتكون أول مرحلة من إنقاذ المريض فى موقع الحادث بواسطة فريق الإسعافات الأولية حيث يتم التأكد من تنفس المريض وعدم فقدان الوعى ووقف النزيف والتأكد من خلو مجرى الهواء من أى انسداد أو جسم غريب. وربما يحتاج المسعف لعمل تنفس صناعى أو الضغط على مكان النزيف إلى أن يتم نقل المريض، وفى هذه المرحلة يجب عمل جبيرة أو دعامة للكسور، وتغطية الجروح بشاش معقم أو غيار نظيف بعد غسيل الجروح بكميات كبيرة من المياه العادية أو بمحلول الملح.

المرحلة الثانية تكون بعد نقل المريض إلى حجرة الطوارئ بالمستشفى حيث يتم تعويض السوائل المفقودة عن طريق الوريد وإعطاء الأدوية والمضادات الحيوية للتغلب على تلوث الجروح ورفع قدرة الدورة الدموية وتكرار الخطوات التى تمت فى موقع الحادث بصورة أفضل لتوفر الإمكانيات وعمل الإشعات والتحاليل الطبية والاختبارات لتقييم الوضع وتحديد خطة العلاج.

المرحلة الثالثة تكون بعمل الجراحات العاجلة مثل استكشاف البطن لوقف نزيف داخلى أو تثبيت مبدئى للكسور أو جراحات استكشاف نزيف المخ.

المرحلة الرابعة تكون بعد استقرار الحالة لعمل العلاج الصحيح والنهائى للكسور والتشوهات والجروح وهذه المرحلة ليس بالضرورة أن تتم فى مستشفى قريب من الأحداث بل يمكن عملها فى مكان بعيد عن الأحداث وبإمكانيات أفضل وأطباء أكثر خبرة.

المرحلة الخامسة هى مرحلة إعادة التأهيل والعلاج الطبيعى وعلاج ما تبقى من تشوهات وإعاقة كى يستعيد المصاب حياته الطبيعية وقدرته على الإنتاج والتعامل مع المجتمع.

وكما نرى هذه المراحل تحتاج جهدا وخبرات وتعاونا من المريض والأطباء والمجتمع ومتخذى القرار.






أكثر...