فؤائد الصلاة 92.gif



أيها الأخوة المؤمنون, أمر الله عزَّ وجل فيه خيراتٌ أكثر من أن تحصى، فالحديث عن الصلاة، وعن الخشوع، وعن القرب، وعن أنها نورٌ، وعن أنها طهورٌ، وعن أنها حبورٌ، هذا لا يعني أنه ليس للصلاة فوائد مادية.
فالصلاة بحركاتها؛ من قيامٍ، وركوعٍ، وسجودٍ، واعتدالٍ، نوعٌ من الطب الوقائي, فقد أكَّد علماء التربية الرياضيَّة: أن أحسن أنواع الرياضة ما كان يومياً، وما كان موزعاً على أوقات اليوم كله، وما كان متكرراً، وما كان غير مجهدٍ، ويستطيع أن يؤديه كلُّ إنسان من كل جنس، ومن كل عمر، في كلِّ ظرفٍ، وفي كل بيئة، وهذا كله متوافرٌ في الصلاة.
لقد ثبت لعلماء الطب: أن في الصلاة تحريكٌ لجميع العضلات القابضة والباسطة، وتحريكٌ لجميع المفاصل، حتى الفقرية منها، وأن الصلاة تنشِّط القلب والدورة الدموية, وإن أخطر جهازٍ في الإنسان هو الدماغ، وإن حسن أداء وظيفته منوطٌ بحسن ترويته بالدم، وإن السجود والركوع كفيلان لإعطاء الدماغ أعلى درجة من أنواع التروية.
أيها الأخوة المؤمنون, إن الرأس في الصلاة ينخفض في الركوع والسجود، وهذا الانخفاض يعدل ست مراتٍ في الركعة الواحدة، أو مئتي مرةٍ في اليوم، أو ستة آلاف مرةٍ في الشهر، إن المصلِّي حينما يخفض رأسه تحتقن شرايين الدماغ بالدم، فإذا رفع رأسه فجأةً، يهبط الضغط في أوردة الدماغ، واحتقان الأوعية وهبوط الضغط فيها بشكل متتابع يزيد مرونة الأوعية الدماغية, الركوع والسجود كفيلان أن يرفعا الضغط فجأةً ويهبطانه فجأةً، ومن ارتفاع الضغط وانخفاضه ينشأ لدى الأوعية الدماغية ما يسمى بالمرونة، والمرونة هذه تقي تصلُّب الشرايين في الدماغ، وتقي انفجارها، وانفجار هذه الشرايين يسمى: السكتة الدماغية, لذلك لو ارتفع ضغط الشرايين عند الإنسان المصلي، أغلب الظن أن هذا الارتفاع يبقى سليماً، لكن ارتفاع الضغط عند إنسانٍ لا يصلي، قد يسبب له انفجاراً في هذه الشرايين، أو ضيقاً في تروية الأعضاء, لأن شرايين الدماغ متصلبة عنده.