دنيز عطالله تطل معالم التسوية في المنطقة. تفرض المتغيرات نفسها في ظل مصالح ومخاوف مشتركة اميركية-ايرانية-عربية. فجأة انقلب التحالف الوطني الشيعي ضد نوري المالكي. لم ينفعه تحصنه بالسيطرة على منظومة عسكرية واسعة رسمية وميليشياوية. انتهى زمنه. لا بد من القطع مع مرحلة المالكي للدخول في مرحلة جديدة عنوانها “انقاذ العراق”، وترجمتها الفعلية مواجهة اخطار “داعش”. لم يكن الانقلاب على المالكي ليتم لولا الدفع الاميركي باتجاهه وغض الطرف الايراني، في اقل تعبير. تقاطعت مصالح الولايات المتحدة وايران في العراق. اقرت الاخيرة، ضمنا، بعجزها عن ادارة الملف العراقي الحارق بتعدد اوراقه لوحدها.“داعش” على التخوم، ولا بد من نصرة. الاكراد والسنة لن ينضووا في مواجهة يرأسها المالكي. فسقط في اولى تجليات التسوية الآتية. سبق الضغط الدولي على العراق ضغطا مشابها في افغانستان. فتوجت زيارة وزيرة الخارجية الاميركي جون كيري الى توافق بين المرشحين للرئاسة عبدلله عبدلله وأشرف علي لتجنب حرب أھلية مدمّرة لا تريدھا واشنطن ولا طھران او موسكو. فجأة حرص الجميع على حسن تمثيل كل مكوّنات أفغانستان :البلوش والطاجيك والھزارة. من العراق وافغانستان الى غزة. يبدو السعي حثيثا للضغط في سبيل ايجاد حل وتسوية قد تدفع ثمنها “حماس” اولا ونتنياهو ثانيا. مناخ التسوية هذا سينسحب من دون شك على لبنان. بدأت بعض مؤشراته تلوح في الافق. عودة سعد الحريري مؤشر. حراك وليد جنبلاط مؤشر . الاتصالات التي بدأت في السر والعلن توحي بأن تحضيرات ما وضعت على النار وان كانت مدى حرارتها منخفضة. يجري كل ذلك والعيون شاخصة الى التسوية الاهم في جنيف في موضوع المفاوضات النووية.هي مراحل التحضير وابداء حسن النوايا. سوريا عليها ان تنتظر. للبنان فرصة، ويقول مطلعون ان مرحلة شهرين قد تكون مفصلية في هذا المجال. ..فلنستعد.

أكثر...