(المستقلة)… أعلن مسؤولون في المخابرات الأميركية أن مسلحي تنظيم داعش – الذين يقاتلون في العراق – يبيعون النفط من الحقول والمصافي التي يسيطرون عليها لمجتمعات محلية ومهربين، مما يزيد من مواردهم المالية الوفيرة. وأضاف المسؤولون لوكالة رويترز  أن بعض النفط على الأقل يستخدم لتشغيل محطة للطاقة استولوا عليها، كما على مساحات كبيرة من العراق بما في ذلك مدينة الموصل، مما أدى إلى مقتل آلاف الأشخاص وفرار مئات الآلاف. وقال المسؤولون الذين تحدثوا للصحافيين شريطة عدم الافصاح عن أسمائهم إن المتشددين الذين استولوا على بنوك حكومية ونهبوا منازل وشركات أصبحوا يمتلكون الآن “مئات الملايين من الدولارات”. وقال مسؤول “في هذه المرحلة تنعم (الجماعة) بالتمويل الذاتي بشكل غامر.” لكن المسؤولين قالوا أيضا إن الجماعة تدفع أموالا لمقاتلين وتمول الخدمات العامة في الأراضي الخاضعة لسيطرتها. في المقابل توقع مسؤولو المخابرات أن تجد الجماعة نفسها في وقت ما وقد تمددت أكثر من اللازم، خاصة إذا استمرت في توسيع المناطق التي تسيطر عليها. كما أضافوا أن التنظيم الذي نشر صوراً لعمليات قتل وحشية لمدنيين شيعة وجنود ومسيحيين وأفراد من طوائف أخرى منظم على نحو جيد. وأكدوا أن التنظيم استطاع أن يحول نفسه من جماعة كانت تنفذ في الأساس تفجيرات انتحارية وهجمات أخرى لترويع المواطنين إلى تنظيم عسكري قادر على الاستيلاء على مناطق والاحتفاظ بها وإقامة آلية للحكم. تنظيم منشق عن القاعدة رغم أن التنظيم المنشق عن القاعدة بدأ في العراق فإن قوته نمت في سوريا أثناء قتال الرئيس السوري بشار الأسد هذا العام، ثم استطاع أن يوسع منطقة نفوذه في معظم شمال غرب العراق. وعزوا تماسك التنظيم النسبي إلى حقيقة أن الكثير من قادته احتجزوا معاً في سجون يديرها الأميركيون خلال الأعوام الثمانية التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وكانوا وقتها جزءا من تنظيم القاعدة في العراق. ويقول مسؤولو مخابرات إن الحكومة الأميركية تملك ملفات عن كثير من هؤلاء القادة. ولم يكشفوا عن أسمائهم باستثناء زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين حين أعلن قيام الدولة الإسلامية. ويقولون إن البغدادي وهو هدف محتمل مهم للعمليات الأميركية لمكافحة الإرهاب يمضي معظم وقته في التنقل بين مواقع في العراق وسوريا تشمل مدينة الرقة السورية. كما ذكروا أن تنظيم البغدادي يواصل اجتذاب الكثير من المقاتلين الأجانب من جميع أنحاء العالم، وأن أجهزة الأمن الغربية لا تزال قلقة للغاية من أن هؤلاء المقاتلين قد ينفذون هجمات إذا عادوا لبلادهم. وتم الربط مؤخراً بين عدد من المخططات في أوروبا وأفراد لهم صلات بالدولة الإسلامية بينها واقعة إطلاق نار مميتة على متحف يهودي في بروكسل نفذها متشدد فرنسي في وقت سابق هذا الصيف. إلى ذلك، زادت الرسائل التي يبعثها أنصار التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويهددون فيها بشن هجمات داخل الولايات المتحدة عقب الضربات الجوية الأميركية الأخيرة على مواقع للإسلاميين في شمال العراق.(النهاية)

أكثر...