حركة الأرض
لأرض حوالي 12 حركة تؤثر على الأرض كوكب ؛ معظمها يحدث بطء شديد أو صغير جداً ، وكل حركة قد تحدث آثاراً نستطيع أن نراها على الأرض ، لقد استخدمت مثلاً بعض الحركات البطيئة في تفسير أسباب العصور الجليدية وغيرها من تغيرات المناخ التي حدثت عبر تاريخ الأرض ؛ ولو أن التغيرات الفلكية قد لا تكون هي العامل الوحيد للمناخ ، وحركات الأرض هي :
1-دوران الأرض حول محورها بالذات (فترته 23 ساعة 56 دقيقة 4.95 ثانية) وينتج عنها اليوم .
2-دوران الأرض حول الشمس (فترته 356.256 يوماً شمسياً متوسطاً) وينتج عنها السنة الشمسية .
3-الحركات الدقيقة في موضع القطبين الجغرافين .
4-الحركة الشهرية للأرض نحو مركز ثقل الازدواج المكون من الشمس والأرض .
5-الاضطرابات الناجمة عن قبضة جذب الكواكب السيارة الأخرى .
6-ذبذبات موضع مركز ثقل المجموعة الشمسية .
7-الحركة العامة للمجوعة الشمسية بأكملها بسرعة قدرها نحو 20 كيلو متر في الثانية بالنسبة إلى النجوم الثوابت نحو نقطة تقع داخل كوكبة الجاثي .
بجانب حركة تغير المحور الأرضي ( فترته كل 40 ألف سنة ) ، وحركة ترنح الاعتدالين ...
(1 ، 2) هما الحركتان الأساسيتان اللتان يمكن رصدهما من غير الاستعانة بأجهزة خاصة .

النهار والليل
لكي نفهم تعاقب الليل والنهار ومدة كل منهما على مدار العام علينا أن نعرف أولاً أن شكل الأرض كالكرة المفرطحة قليلاً عند القطبين ، ونستطيع أن نتصور خطاً يصل بين القطبين ، هذا الخط هو محور الأرض ، وهذا المحور لا يتعامد على مستوى الفلك ولكن يميل بمقدار 23.5 درجة ، وبما أن الأرض معرضة لأشعة الشمس بشكلها الكروي فإن هذه الأشعة إنما تضئ نصف سطحها فقط ، ويصير هذا النصف المعرض للأشعة نهاراً بينما النصف الآخر المظلم يكون في الليل ، ولما كانت الأرض تدور تلف دائمة حول محورها (اتجاهه من الغرب إلى الشرق عكس الحركات الظاهرية لشروق وغروب الشمس والقمر والنجوم) فإن كل منطقة تتقلب باستمرار من الليل إلى النهار فالليل والنهار وهكذا لتلف أية نقطة على سطح الأرض مرة كل 24 ساعة تقريباً .
ولما كانت الأرض بجانب دورانها حول نفسها تدور أيضاً حول الشمس مع احتفاظها بميل محورها بنفس الزاوية على مستوى فلكها فيؤدي هذا الميل الثابت إلى تغير أطوال فترات الليل والنهار في كل من نصفي الكرة الأرضية ، ويعني ذلك أيضاً أن البقاع التي تدخل في نطاق المنطقتين المتجمدتين الشمالية والجنوبية يكون طول النهار فيها 24 ساعة خلال الصيف بينما في الشتاء تظل مظلمة على الدوام .
ويعمل الغلاف الجوي الذي يغلف الأرض على انكسار وتناثر أشعة الشمس قبل أن تظهر الشمس ذاتها فوق الأفق بحيث نرى جانباً من أشعة الشمس في الفجر وعند الغروب كذلك ، عندما تكون الشمس قد هوت فعلاً تحت الأفق حيث يكون استمرار رؤية أشعتها المنكسرة خلال غلاف الأرض الجوي لذلك لا تمر نقطة على الأرض من الظلام إلى النور في لحظة واحدة ولكن هناك فجر وغروب .

الفصول الأربعة
لما كانت الأرض تدور في فلك بيضاوي حول الشمس وتكمل دورتها في سنة فإن وضع الأرض يختلف ، فأحياناً يتعرض أحد نصفيها للشمس أكثر من النصف الآخر فيحدث الانقلابان الصيفي والشتوي ، وأحياناً يتعرض النصفان بالتساوي لأشعة الشمس فيحدث الاعتدالان الربيعي والخريفي .
في حالة الانقلاب الصيفي Summer Solstice (21 يونيو) تكون الدول التي في نصف الكرة الشمالي لها فترات نهار أطول من فترات الإظلام (بسبب ميل محور الأرض حول الشمس) ، أي أن النهار أطول من الليل في نصف الكرة الشمالي ، بينما في نصف الكرة الجنوبي يحدث العكس أي أن الليل أطول من النهار ، وفي الانقلاب الصيفي تكون الشمس فوق مدار السرطان 23.5 درجة شمالاً ، بذلك يحصل نصف الكرة الشمالي على حرارة أكثر من نصف الكرة الجنوبي .
بينما الانقلاب الشتوي (21 ديسمبر) Winter Solstice يحدث العكس أي في نصف الكرة الشمالي يكون الليل أطول من النهار (أي الدنيا شتاء) بينما في نصف الكرة الجنوبي يكون النهار أطول من الليل وتكون الدنيا صيف عندهم وتكون الشمس فوق مدار الجدي 23.5 جنوباً يسود فصل الصيف جنوباً .
وعندما تكون الأرض في وضع الاعتدال الربيعي Spring Equinox (21 مارس) أو في الاعتدال الخريفي Autumn Equinox فإن الخط الذي يفصل المنطقة المضاءة من المنطقة المظلمة يمر تماماً عبر القطبين فيتساوى تماماً طول كل من الليل والنهار لدول نصف الكرة الشمالي ونصف الكرة الجنوبي على سواء ، ويصير طول كل من الليل والنهار 12 ساعة في فصلي الربيع والخريف ، حيث تكون الشمس فوق خط الاستواء ويكون نصف الكرة الجنوبي مائلاً نحو الشمس في الاعتدال الخريفي بينما في الاعتدال الربيعي يميل نصف الكرة الشمالي نحو الشمس .
هذا مع العلم بأن في المناطق الاستوائية تكون الفصول ليست واضحة تماماً بسبب تعرضها للشمس التي قد تكون عمودية عليها أو قريبة منها على مدار الجدي أو السرطان والمنطقة الاستوائية هي حزام يمتد تقريبا عبر 600 ميل على جانبي خط الاستواء .
وخط الاستواء Equator هو على منتصف المسافة تماماً بين القطبين Poles ، وتبعد كل نقطة على خط الاستواء من كل من القطبين الشمالي والجنوبي بمقدار 6250 ميلاً ، وهذا مع العلم أيضاً أن القطبين الشمالي والجنوبي لهما فصلين فقط ، فحينما يواجه القطب الشمس تشرق عليه بصفة مستمرة أي نهار على طول ويسمى فصل الصيف بينما يسمى فصل الشتاء عندما لا يقع القطب في مجال أشعة الشمس فيصير القطب مظلماً كما في الانقلاب الشتوي

الهواء
هو غلاف غازي يحيط بالكرة الأرضية ويدور معها ويتكون من خليط من الغازات حيث يمدنا بالأكسيجين اللازم للحياة ، كذلك ثاني أكسيد الكربون الذي تحتاجه النباتات لعملية البناء الضوئي ، كما يحتوي الهواء على بخار الماء الذي يسقط كأمطار أو كثلوج .
ويُمثل الأكسيجين 21% من مجموع هذه الغازات ، والأكسيجين عنصر لا غنى عنه لكل أشكال الحياة ، بينما يُمثل النيتروجين ( الأزوت ) 78% من الهواء ؛ ولكن الإنسان وكذلك الحيوان والنبات لا يستخدم هذه الغازات بطريقة مباشرة ، فالإنسان يستنشق في اليوم الواحد ما يقرب من 1000 لتر من النيتروجين ، ومع ذلك فلا يستطيع أن يستفيد منه بجرام واحد بالرغم من أنه لا غنى للإنسا عن مركبات النيتروجين حيث أن الإنسان يحتاج إلى 8 جرام منه يوميا حيث يحصل عليها عن طريق المركبات الغذائية التي يتناولها ، أما باقي الهواء ( 1% ) فيتكون من ثاني أكسيد الكربون والأيدروجين والميثان والأوزون وبعض الغازات النادرة وهي الأرجون والنيون والكريبتون والهليوم والزينون .
وللهواء وزن كباقي الأجسام ، والمتر المكعب من الهواء في درجة الصفر المئوية ؛ وفي مستوى سطح البحر يزن حوالي 1.293 كيلو جراماً ، ولما كان الهواء يرتكز على سطح الكرة الأرضية فإن وزنه يؤثر على جميع الأشياء التي يلامسها ، ويسمى هذا الوزن بالضغط الجوي Atmospheric Pressure ، وهذا الضغط ينقص كلما ازداد ارتفاعا عن سطح الأرض ، وجد أن الضغط الجوي عند سطح البحر يساوي 1033 جرام ( 1.023 كجم ) على كل مساحة قدرها سنتيمتر مربع .
وعلى ذلك فجسم الإنسان يتعرض لضغط قدره 15500 كجم نظرا لأن متوسط مساحة جسم الإنسان 15000 سم2 ، أي أن الإنسان يتعرض لضغط قدره 15.5 طن ، ولا يؤدي ذلك إلى سحق جسمه وذلك لأن الإنسان يتنفس ؛ فالهواء الخارجي الذي يدخل الجسم عن طريق الأنف والفم يملأ الممرات الهوائية التي في الجهاز التنفسي ، كما أن الغازات التي في الهواء تخترق طريقها إلى الدم وإلى أنسجة الجسم وبذلك يسود في داخل الجسم ضغط مساو للضغط الخارجي مما يحدث التوازن الكامل .
والهواء الجوي ليس كتلة متجانسة ومنتظمة من الهواء ، ولكن يتكون من عدة طبقات كل منها تتميز بصفات خاصة وهذه الطبقات هي :
( 1 ) طبقة التروبوسفير Troposphere
وهي الطبقة التي تلامس الأرض ، وتحتوي على معظم الهواء وبخار الماء ويطلق على أعلاها التربوبوز Tropopause ، ويبلغ ارتفاعها حوالي 18 كيلو مترا فوق سطح الأرض عند خط الاستواء ، وحوالي 8 كيلو مترا فوق القطبين الشمالي والجنوبي ، وتصل درجة الحرارة في طبقة التروبوسفير – 55 درجة مئوية ، كما أنها طبقة التقلبات الجوية ، وتهب في هذه الطبقة مجار هوائية شديدة يصل اتساعها من 450 إلى 500 كيلو مترا بسمك 6 – 8 كيلو مترا ، وتصل سرعتها إلى 400 كم في الساعة . وهذه التيارات ذات فائدة ملاحية عظمى للطائرت لأنها تساعدها على الاندفاع وهذا يحدث توفيرا في الوقود وتُعرف باسم ( التيارات النفاثة العليا ) كما أن طبقة التروبوسفير هي التي نستنشق هواءها ، وفيها تتكون معظم السحب ، والظواهر الجوية الأخرى كالمطر والبرد والصقيع الأبيض والثلج إلى غير ذلك ؛ أي أن معظم الظروف الجوية التي نتأثر بها فوق سطح الأرض هي نتيجة لما يحدث في هذه الطبقة .
( 2 ) طبقة الستراتوسفير Stratosphere
هي طبقة الهواء التي تمتد إلى ارتفاع 80 كم بسمك 50 كيلو مترا وتلي طبقة السترويوسفير ، وطبقة الستراتوسفير طبقة متجانسة لا تتعرض للتيار الهوائية الرأسية التي توجد في طبقة التروبوسفير ؛ ولذلك فإن الطيارين الذين يقودون الطائرات النفاثة يفضلون الارتفاع إلى هذه الطبقة ؛ لأن الهواء يتغير عندها فكمية الأكسيجين التي توجد تتضاءل إلى حد كبير ، كما أنها تحتوي على طبقة غاز من الأوزون والتي تمنع معظم أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة من حرق سطح كوكب الأرض .
( 3 ) طبقة التأين أو الأيونوسفير Ionosphere
هي طبقة فوق سطح طبقة الستراتوسفير بسمك 1000 كيلو مترا ، والهواء بها مخلخل وعلى درجة عالية من الشفافية أي أن جزئيات أقل كثيرا منها في الطبقات التي تحتها ، وكلمة تأين تأتي من أن الأشعة الكونية التي تتكون في الغالب من البروتونات ( جزئيات نواة الذرة ) تقوم بطرق ذرات الهواء بصفة مستمرة ، مما يؤدي إلى تجريدها من كهاربها أو إضافة كهارب أخرى إليها ، وهذه الذرات تسمى أيونات ، وميزة هذه الطبقة الأيونية أنها تمكننا من استقبال الإرسال اللاسلكي من مسافة تزيد على بُعد الأفق عنا ، والواقع أن الراديو فونية Radio Phonic تنتشر بطريقة مشابهة لطريقة انتشار الموجات الضوئية ؛ أي في خطوط مستقيمة ؛ ولحسن الحظ ؛ فإن طبقات الهواء الأيونية تعيد إلى الأرض الموجات الصوتية التي تصل إليها ، وفي بعض الأحيان تحتوي هذه الطبقة على تيارات من جزيئات تأتي من الشمس لتمتزج بجزيئات من الهواء في طبقة الأيونوسفير فتكون أضواء متألقة جميلة في الفضاء يُطلق عليها الشفق القطبي Aurora ، وتدور الأقمار الصناعية حول الأرض في طبقة الأيونوسفير من الغلاف الجوي .
( 4 ) طبقة الإكسوسفير Exosphere
وهي أعلى طبقة من الغلاف الجوي للأرض ، وهي طبقة تمتزج بالفضاء الخارجي وتمتد إلى 9600 كيلو مترا ، ويتكون معظمها من الأزوت والأكسيجين الذري ؛ ومن تحتها الثيرموسفير Thermosphere ، وهذه الطبقة قد تصل درجة حرارة الأيونات فيها إلى ما يقرب من 2000ْ مئوية أثناء النهار .
ويرجع أهمية الغلاف الجوي إلى أنه يحمينا من الإشعاعات الخطرة التي تنطلق من الشمس ، وكذلك يوقف تسرب الحرارة التي تنعكس من سطح الأرض والتي تحاول التسرب إلى الفضاء ، في عدم وجود الغلاف الجوي تصبح درجة الحرارة على الأرض 80ْ مئوية في الصباح ؛ وتهبط إلى 140ْ مئوية تحت الصفر أثناء الليل ، ولكن الغلاف الجوي يحتفظ بالحرارة التي تمكننا من العيش بسلام فوق الأرض .
هذا ويبلغ وزن الجو كله أكثر من 5000 مليون مليون طن عند سطح الأرض ، ويقل ضغط الهواء كلما ارتفعنا إلى أعلى ؛ لأن كمية الهواء تقل كلما ازدنا ارتفاعا ؛ فعند ارتفاع 16 كيلو مترا مثلا يبلغ الضغط عشر (1/10) الضغط عند سطح بحر الأرض ( حوالي كيلو جرام فوق السنتيمتر المربع الواحد عند سطح البحر ) ، وعند ارتفاع 48 كم فإن الضغط يصل 1% عن الضغط عند سطح البحر ، ويجب أن تكون الطائرات التي تسير على ارتفاعات كبيرة محكمة الغلق لتحتفظ بضغط مناسب داخلها .
ومن الملاحظ أن درجة الحرارة تنخفض كلما ارتفعنا عن سطح الأرض بمعدل 6 درجات مئوية لكل كيلو متر عن سطح الأرض ، ولكن عند حدود المنطقة بين ستراتوسفير والتروبوسفير فإن درجة الحرارة تقف عن الهبوط وتسمى تروبوبوز Tropopause ، وفي بعض الأماكن منها توجد رياح تفوق سرعتها 160 كم في الساعة وتسمى Jet Streams التيارات النفاثة ، وعلى العموم فإن منطقة ستراتوسفير أهدأ من منطقة التروبوسفير ، وهي لذلك تُستخدم في الطيران لتجنب سوء الأحوال الجوية .
والغلاف الجوي للأرض دائم الاضطراب ؛ بسبب رياح تتفاوت شدتها من الصرصر إلى الإعصار أو التورنادو Tornado ، والريح هي حركة كتلة كبيرة من الهواء تهب من المنطقة الأعلى ضغطا إلى أخرى أقل ضغطا ، مع العلم بأن دوران الأرض يسبب دوران الريح حول مركز الضغط المنخفض وتنتج بذلك الانخفاضات الجوية الكبيرة ، وعندما تتقابل كتلة من الهواء الساخن من المدارات مع كتلة من الهواء البارد من القطبين ؛ لا يختلط الاثنان في الحال ويسمى السطح الفاصل بين الاثنين جبهة Front أو اضطراب ، ولما كان الهواء البارد أكثف فإنه يشق طريقه خلال الهواء الساخن ؛ مسببا ارتفاعه ؛ وينتج عن ذلك تكثف بخار الماء وسقوط المطر ، والعواصف هي اضطراب في الغلاف الجوي ؛ يكون عادة مصحوبا بريح قوية وطقس رديء ، وتوجد عواصف الريح وعواصف المطر وعواصف البرد وعواصف ترابية وتحدث عندما تصبح طبقة من الساخن فوق سطح الأرض غير مستقرة فتسبب صعود تيارات من الهواء إلى أعلى دافعة الهواء البارد أمامها .
والإعصار المداري نوع مدمر من العواصف يُسمى في بعض الأحيان العاصفة المدارية الدوارة Tropical Revolving Storm كما يُسمى هاريكن Hurricane إذا وقع في منطقة الكاريبي ويُسمى التيفون Typhoon إذا هب على بحر الصين وقرب سواحل آسيا وأيضا يُسمى ولي ولي Willy Willy حول سواحل أستراليا ، ويبدأ الإعصار المداري فوق المحيط ويكون من القوة بحيث ترتفع مياه البحر على هيئة موجات عملاقة ، وتهطل الأمطار الغزيرة أفقيا غالبا ويظل الإعصار المداري خطيرا ؛ نظرا لأنه بحركته يُغطي مئات الكيلو مترات ؛ مسببا دمارا رهيبا إذا مر فوق اليابسة ، وعند البداية يكون قطره 160 كيلو مترا وبتغذيته بالرياح يزداد هذا القطر سريعا وتبلغ الريح سرعات مخيفة من 144 – 200 كم / الساعة وقد تصل إلى 304 كم / الساعة، وتبلغ سرعة الجسم الكلي للإعصار 40 كم / الساعة كما يصل قطره إلى 800 كم ، ومع ذلك توجد بجانب منطقة الإعصار منطقة أخرى هادئة وغير متأثرة به ؛ وهذه المنطقة تُسمى عين الإعصار ؛ ويتراوح قطرها من 16 – 32 كم ؛ وهذه المساحة تكون هادئة والسماء فوقها زرقاء ، ويتميز التورنادو بظهور قمع طويل وضيق ، يبلغ ارتفاعه 1 – 1.5 كم وعرضه مئات من الأمتار ، ويبدأ كحركة دوامية في سحابة داكنة منخفضة تندفع إلى أسفل في اتجاه الأرض ويكون رياحا دوارة شديدة ؛ وأحيانا يصبح لونه أسودا بتأثير التراب الذي يثيره ويُعرف اقترابه بصفير شاذ يزداد صما للآذان كلما اقترب ؛ ورغم أن سرعته أقل من الهاريكن إلا أنه أكثر تدميرا ؛ حيث يدمر كل المنازل والأشجار التي تقع في طريقه نظرا لشدة ارتفاع الضغط داخلها عن الضغط في مركز التورنادو .

المد والجزر
موجة مدية جزرية Tidal Wave هي ارتفاع ماء سطح المحيط أو البحار وانخفاضه بسبب جاذبية الشمس والقمر للأرض ، والموجة المدية الجزرية أكثر ما تلاحظ على طول شاطئ البحار اللطيفة الانحدار ؛ عندما ينتقل خط الشاطئ تجاه البر عند المد ؛ وتجاه البحر عند الجزر ، ويكون الفرق بين المد والجزر في البحر الفسيح ؛ وعلى طول السواحل المستقيمة ؛ بضعة أقدام ، ولكنه يبلغ في الأماكن لخليج فندي Fundy بكندا نحو خمسة عشر متراً .
ويحدث المد والجزر مرتين في كل أربع وعشرين ساعة واثنين وخمسين دقيقة بسبب جاذبية الشمس والقمر ، وعندما تكون الشمس والأرض والقمر على خط مستقيم تقريباً ، فإن المد يبلغ أقصى ارتفاعه ؛ والجزر يبلغ أقصى انخفاضه عن المستوى المتوسط لسطح البحر ، ويسمى المد الأقصى والجزر الأقصى Spring Tide وهما يحدثان مرتين في كل شهر عند مولد القمر هلالاً ؛ وعند اكتماله بدراً ، في حين أن المد والجزر اللذان يحدثان خلال الربعين الأول والثالث في دورة القمر ؛ ويسميان مد وجزر محاقيان Neap Tide حيث يكون المد أقل ارتفاعاً والجزر أقل انخفاضاً من المعتاد ، لأن قوة الجاذبية لكل من القمر والشمس تكونان متعامدتين ؛ أي أن الشمس في اتجاه والقمر في اتجاه آخر .

الزلازل Earth quakes
ما من شك في أن الإنسان الأول هاب الزلازل وخاف منها وفسّر أسبابها حسب ما تصور ؛ حيث أنه جهل سر حدوثها ، فقد اعتقد قدماء الإغريق أن غضب الإله بوسيدون هو سبب الزلزال ، أما الكريتيون ؛ فقد حاولوا تقديم القرابين من العجول ليهدئوا الأرض ، ومع ذلك فإن قصرهم العظيم في كنوسوس دمره زلزال .
وقد توصل المفكرون الإغريق فيما بعد إلى أن الزلازل تنجم عن عواصف داخل كهوف الأرض الكبيرة ، كما كانت الشعوب القديمة تظن أن الأرض ثابتة ويحملها حيوان ضخم جداً ؛ حوت أو ثور أو سلحفاة أو عنكبوت فإذا تحرك هذا الحيوان أو نقل الأرض التي يحملها من ذراع إلى ذراع أو من قرن إلى قرن حدث الزلزال .
واليوم نحن نعرف أن سبب الزلازل هو استمرار عمليات إعادة توازن القشرة اليابسة للأرض كلما اختل ذلك التوازن .
والزلازل عبارة عن ذبذبات عنيفة في سطح الأرض ، والهزات الأرضية ذبذبات مماثلة ولكنها أقل شِدَّة وعنفاً إلى حد كبير ، في حالة الزلزال قد يرتفع سطح الأرض أو ينخفض عبر أمتار عديدة ، كما أن الزلزلة قد تدوم وتستمر دقيقة بأكملها أو تقتصر على بضع ثوان .
وقد وجد العلماء أن الزلازل قد تحدث في مناطق غير مستقرة من الأرض ، وأن الجبال مازالت ترتفع فيها إلى أعلى بطء ، وقد تثور البراكين ، وقد حصروها في حزامين ، الحزام الأول الذي يُسمَّى الحزام الناري ، ويحدث فيه حوالي أربعة أخماس الزلازل وهذا الحزام يدور حول المحيط الهادي ويشمل اليابان وجزر الفليبين ونيوزيلانده والسواحل الغربية للأمريكتن ، أما الحزام الثاني فإنه يمتد من جنوبي آسيا إلى منطقة البحر الأبيض ويمتد إلى فرع البحر الأحمر والحبشة وشرقي أفريقيا ، وبعض البلاد العربية تقع في الحزام الثاني ، وقد حدثت زلازل في المغرب والجزائر ومصر والسودان والأردن واليمن .
ويطلق اصطلاح مركز الزلزال (البؤرة) على المكان الذي ينشأ فيه الزلزال ، أما النقطة على سطح الأرض التي تقابل البؤرة فيطلق عليها (مركز الزلزال السطحي) ، ويطلق اصطلاح (خطوط الشدة الزلزالية المتساوية) على الخطوط التي تصل بين النقط التي تتعرض لنفس قوة الصدمة .
ويمكن تسجيل موجات التضاغط المنبعثة من مركز الزلزال عبر آلاف الكيلو مترات بعيداً عن المركز ، وهناك مقايس مختلفة لتحديد شدة الزلازل ، ولكن أشهرها اثنان ، المقياس الأول وضعه عالم الزلازل مركالي عام (1850 – 1914) وفي هذا المقياس 12 درجة حسب مقدار إحساس الناس بالزلزال في الظروف المختلفة ومقدار الأضرار التي يحدثها ، أما الثاني فقد وضعه رختر عام 1935م وفقاً لدرجة قوة الزلزال عند مصدر حدوثه دون الالتفات إلى آثاره أو إحساس الناس به ، وأعلى رقم سجله مقياس رختر حتى الآن هو 8.6 درجة ، وحالياً توجد أجهزة دقيقة لقياس أي اهتزاز في قشرة الأرض وهي تسمى سيزموجراف (راسمات الزلازل) ، وهذه الأجهزة تحدد مصادر الزلازل ودرجاتها .
وللزلازل ثلاثة أسباب رئيسية هي :
1-انهيار الكهوف العظمى الجوفية : فإن تيار المياه الجوفية يستطيع بفعل التآكل أن يحفر كهوفاً عظمى في جسم الأرض ، ثم فيما بعد ، يسبب تساقط أسقف تلك الكهوف وقد حدث أن تم ابتلاع بلاد بأكملها بهذه الطريقة ، كما حدث لمدينة أفيزانو Avezzano في إيطاليا عام 1915 (وهذا النوع نادر الحدوث) .
2-تكنونيكية أو قشرية : ويصاحب هذا النوع التصدعات العظمى في القشرة الأرضية فقد يحدث أن تنزلق القشرة الأرضية فجأة وتهبط إلى أسفل أو تزاح جانبيا ، وقد تتزح كتل عظيمة من الصخر ومن ثم تسبب التحركات الجوفية اهتزاز سطح الأرض ، وقد يحدث أحياناً أن يتشقق سطح الأرض نفسه كما حدث في زلزال سان فرانسيسكو عام 1906 فقد عمّت تشققات القشرة التي زاد اتساعها 6 أمتار .
3-بركانية : حيث توجد في ستار الأرض العلوي منطقة من الصخور في حالة ما بين السيولة والصلابة ، وهي غير مستقرة تماماً ، وفي داخلها تنشأ ضغوط عالية جداً بحيث تتلمس بصفة مستمرة ثغرات أو فتحات القشرة الأرضية للتقلي من تلك الضغوط ويؤثر الضغط على القشرة اليابسة ، بحيث يولد تحركات جوفية عنيفة وهذه بدورها تسبب حدوث الزلازل ، وقد سجل التاريخ عدداً من الزلازل الكبرى ، في عام 1755م حدثت في لشبونة ثلاثة زلازل قتلت أكثر من ثلاثين ألف شخص ، وفي عام 1908 هدم الزلزال معظم البيوت في مدينة مسينا بإيطاليا وقتل خمسين ألفاً ، وفي عام 1923 فاجأ الزلزال الناس في طوكيو ويوكوهاما باليابان وقتل منهم 250 ألفاً وتقديرات الدمار نحو ألف مليون جنيه إسترليني ، وفي أول مارس 1960م حدث زلزال في مدينة أغادير بلاد المغرب فدمر معظم المدينة وقتل اثني عشر ألف شخص ، وفي عام 1976م حدث في تانجستان بالصين وقضى على 750 ألف إنسان ، وقد شهد عام 1985م زلزالين كبيرين إحداهما في المكسيك وثانيهما في اليابان .