د / جواد علي

2- التوراة والتلمود والتفاسير والشروح العبرانية:

وقد جاء ذكر العرب في مواضع من أسفار التوراة تشرح علاقات العبرانيين بالعرب ، والتوراة مجموعة أسفار كتبها جماعة من الأنبياء في أوقات مختلفة، كتبوا أكثرها في فلسطين ، وأما ما تبقى منها، مثل حزقيال والمزامير؛ فقد كتب في وادي الفرات أيام السبي، وأقدم أسفار التوراة هو سفر "عاموس" "amos"، ويظن أنه كتب حوالي سنة 750 ق. م (1) .

وأما آخر ما كتب منها، فهو سفر "دانيال" "Daniel" والإصحاحان الرابع والخامس من سفر "المزامير". وقد كتبت هذه في القرن الثاني قبل المسيح (2) .

فما ذكر في التوراة عن العرب يرجع تاريخه إذن إلى ما بين سنة 750 والقرن الثاني قبل المسيح.

وقد وردت في التلمود "Talmud" إشارات إلى العرب كذلك. وهناك نوعان من التلمود الفلسطيني أو التلمود الأورشليمي "yeruschalmi" كما يسميه العبرانيون اختصارًا، والتلمود البابلي نسبة إلى "بابل" بالعراق، ويعرف عندهم باسم "بابلي" اختصارًا.

أما التلمود الفلسطيني؛ فقد وضع، كما يفهم من اسمه، في فلسطين. وقد تعاونت على تحبيره المدارس اليهودية "academies" في الكنائس "الكنيس". وقد كانت هذه مراكز الحركة العلمية عند اليهود في فلسطين، وأعظمها هو مركز "طبرية" "tiberias"، وفي هذا المحل وضع الحبر "رابي يوحان" "rabbi jochanan" التلمود الأورشليمي في أقدم صورة من صوره في أواسط القرن الثالث الميلادي ، وتلاه بعد ذلك الأحبار الذين جاءوا بعد "يوحنان" وهم الذين وضعوا شروحًا وتفاسير عدة تكون منها هذا التلمود الذي اتخذ هيأته النهائية في القرن الرابع الميلادي.

وأما التلمود البابلي؛ فقد بدأ بكتابته -على ما يظهر- الحبر "آشي" "rabbi ashi" المتوفى عام 430م، وأكمله الأحبار من بعده، واشتغلوا به, حتى اكتسب صيغته النهائية في أوائل القرن السادس للميلاد1. ولكل تلمود من التلمودين طابع خاص به، هو طابع البلد الذي وضع فيه؛ ولذلك يغلب على التلمود الفلسطيني طابع التمسك بالرواية والحديث. وأما التلمود البابلي، فيظهر عليه الطابع العراقي الحر وفيه عمق في التفكير، وتوسع في الأحكام والمحاكمات، وغني في المادة. وهذه الصفات غير موجودة في التلمود الفلسطيني(3) .

وبهذا يكمل التلمود أحكام التوراة، وتفيدنا إشارته من هذه الناحية في تدوين تأريخ العرب. أما الفترة بين الزمن الذي انتهى فيه من كتابة التوراة والزمن الذي بدأ فيه بكتابة التلمود؛ فيمكن أن يستعان في تدوين تاريخها بعض الاستعانة بالأخبار التي ذكرها بعض الكتاب، ومنهم المؤرخ اليهودي "يوسف فلافيوس" "جوسفوس فلافيوس "josephUs flavius" الذي عاش بين سنة 37 و 100 للمسيح تقريبًا. وله كتاب باللغة اليونانية في تأريخ عاديات اليهود "Joudaike archaioloigia"، تنتهي حوادثه بسنة 66 للميلاد، وكتاب آخر في تأريخ حروب اليهود(4) "peri tou JOUDIAKOU POLEMOU" من استيلاء "أنطيوخس أفيفانوس" "Antiochus epiphanos" على القدس سنة 170 قبل الميلاد، إلى الاستيلاء عليها مرة ثانية في عهد "طيطس" "titus" سنة 70 بعد الميلاد، وكان شاهد عيان لهذه الحادثة. وقد نال تقدير "فسبازيان" "vespasIan" و"طيطس" وأنعم عليه بالتمتع بحقوق المواطن الروماني(5) .

وفي كتبه معلومات ثمينة عن العرب، وأخبار مفصلة عن العرب الأنباط، لا نجدها في كتاب ما آخر قديم. وكان الأنباط في أيامه يقطنون في منطقة واسعة تمتد من نهر الفرات، فتتاخم بلاد الشام، ثم تنزل حتى تتصل بالبحر الأحمر(6) .

وقد عاصرهم هذا المؤرخ؛ غير أنه لم يهتم بهم إلا من ناحية علاقة الأنباط بالعبرانين، ولم تكن بلاد العرب عنده إلا مملكة الأنباط(7) .

هذا وإن للشروح والتفاسير المدونة على التوراة والتلمود قديما وحديثًا، وكذلك للمصطلحات العبرانية القديمة على اختلاف أصنافها أهمية كبيرة في تفهم تاريخ الجاهلية، وفي شرح المصطلحات الغامضة التي ترد في النصوص العربية التي تعود إلى ما قبل الإسلام؛ لأنها نفسها وبتسمياتها ترد عند العبرانيين في المعاني التي وضعها الجاهليون لها.

الكتب الكلاسيكية:

وأقصد بالكتب "الكلاسيكية" الكتب اليوانية واللاتينية المؤلفة قبل الإسلام ولهذه الكتب -على ما فيها من خطأ- أهمية كبيرة؛ لأنها وردت فيها أخبار تاريخية وجغرافية كبيرة الخطورة، ووردت فيها أسماء قبائل عربية كثيرة لولاها لم نعرف عنها شيئًا. وقد استقى مؤلفوها وأصحابها معارفهم من الرجال الذين اشتركوا في الحملات التي أرسلها اليونان أو الرومان إلى بلاد العرب، ومن السياح الذين اختلطوا بقبائل بلاد العرب أو أقاموا مدة بين ظهرانيهم، ولا سيما في بلاد الأنباط، ومن التجار وأصحاب السفن الذين كانوا يتوغلون في البحار وفي بلاد العرب للمتاجرة، وتعد الإسكندرية من أهم المراكز التي كانت تعنى عناية خاصة بجمع الأخبار عن بلاد العرب وعادات سكانها وما ينتج فيها لتقديمها إلى من يرغب فيها من تجار البحر المتوسط. وقد استقى كثير من الكتّاب "الكلاسيكيين" معارفهم عن بلاد العرب من هذه المصارد التجارية العالمية.

وتتحدث الكتب الكلاسيكية جازمةً عن وجود علاقات قديمة كانت بين سواحل بلاد العرب وبلاد اليونان والرومان، وتتجاوز بعض هذه الكتب هذه الحدود فتتحدث عن نظرية قديمة كانت شائعة بين اليونان، وهي وجود أصل دموي مشترك بين بعض القبائل العربية واليونان. وتفصح هذه النظرية، على ما يبدو منها من سذاجة، على العلاقات العريقة في القِدَم التي كانت تربط سكانالبحر المتوسط الشماليين بسكان الجزيرة العربية(8) .

ومن أقدم من ذكر العرب من اليونانيين "أخيلس" "aescylus" "525- 456 ق. م"، و "هيرودتس" "480- 425 ق.م" وقد زار مصر، وتتبع شئون الشرق وأخباره بالمشاهدة والسماع، ودوّن ما سمعه، ووصف ما شاهده في كتاب تاريخي. وهو أول أوروبي ألّف كتابًا بأسلوب منمق مبوب في التاريخ ووصل مؤلفه إلينا، وقد لقبه "شيشرون" "Cicero" الشهير بلقب "أيي التأريخ".

تناول "هيرودتس" تاريخ الصراع بين اليونان والفرس، وإن شئت فسمه "النزاع الأوروبي الآسيوي"؛ فألف عن تاريخه. والظاهر أنه لم يتمكن من إتمامه؛ ففيه فصول وضعت بعد وفاته. وهو أول كاتب يوناني اتخذ من الماضي موضوعًا للحاضر ومادة للمناقشة، بعد أن كان البحث في أخبار الأيام السالفة مقصورًا على ذكر الأساطير والقصص الشعبية والدينية. وهو مع حرصه على النقد والمحاكمة، لم يتمكن أن يكون بنجوة من الأفكار الساذجة التي كانت تغلب على ذلك العالم الابتدائي في ذلك العهد(9) ؛ فحشر في كتابه قصصًا ساذجًا وحكايات لا يصدقها العقل، متأثرًا بعقلية زمانه في التصديق بأمثال هذه الأمور.

ومنهم "ثيوفراستوس" "Theophrastus"، "حوالي 371- 287 ق. م"، مؤلف كتاب "historia plantarum" وكتاب "de causis plantarum" وفي خلال حديثه عن النبات تطرّق إلى ذكر البقاع العربية التي كانت تنمو بها مختلف الأشجار، ولا سيما المناطق الجنوبية التي كانت تصدر التمر واللبان والبخور والأفاويه(10) و "إيراتو ستينس" "eratosthenes" "276- 194 ق. م".

وقد استفاد الكتّاب اليونانيون الذين جاءوا من بعده من كتاباته، ونجد في مواضع مختلفة من جغرافية "سترابون أقوالًا معزوّة إليه(11) ".

ونضيف إلى من تقدموا "ديودورس الصقلي" diodorus siculus" "40ق. م". وقد ألف باللغة اليونانية تاريخًا عامًا سماه "المكتبة التأريخية" bibliotheke historike، تناول تاريخ العالم من عصر الأساطير حتى فتح "يوليوس قيصر" لإقليم "الغال". وهو في أربعين جزءًا، لم يبقَ منها سوى خمسة عشر جزءًا، تبحث في الحقبة المهمة التي تبتدئ بسنة 480 ق. م. وتنتهي بسنة 323 ق.م(12) . ويعوز هذا المؤرخ النقد؛ لأنه جمع في كتابه كل ما وجده في الكتب القديمة من أخبار ولم يمحصها، وقد امتلأ كتابه بالأساطير، والعالم مع ذلك مدين له إلى حد كبير بمعرفة أخبار الماضين؛ ولا سيما الأساطير الدينية القديمة.

ومن المؤلفين الكلاسيكيين، "سترابون" "سترابو" "straabon" "strabo" "64ق. م- 19 م" وهو رحالة كتب كتابًا مهما باللغة اليونانية في سبعة عشر جزءًا سماه "جغرافيا"(13) "geographica". وقد وصف فيه الأحوال الجغرافية الطبيعية لمقاطعات الإمبراطورية الرومانية الرئيسية، وتاريخها، وحالات سكانها، وغريب عهاداتهم وعقائدهم. وللكتاب شأن كبير؛ إذا اشتمل على كثير من الأخبار التي لا تتيسر في كتاب آخر. وقد اعتمد فيه على ما ذكره الكتّاب السابقون.

وقد أفرد "سترابون" في جغرافيته فصلًا خاصًا من الكتاب السادس عشر ببلاد العرب، ذكر فيه مدائن العرب وقبائلهم في عهده، ووصف أحوالهم التجارية والاجتماعية والاقتصادية، وحملة "أوليوس غالوس" "أوليوس كالوس" "aelius gallus" المعروفة لفتح بلاد العرب وما كان من إخفاقه. ولأخبار هذه الحملة التي دوّنها "سترابوان" في جغرافيته، أهيمة خاصة؛ إذ جاءت بمعلومات عن نواحي من تأريخ العرب نجهلها، وقد شارك هو نفسه في الحملة، وقد كان صديقًا لقائدها؛ فوصفه وصف شاهد عيان(14) .

وقد استهل وصف الحملة بهذه العبارة: "لقد علمتنا الحملة التي قام بها الرومان على بلاد العرب بقيادة أوليوس غالوس في أيامنا هذه أشياء كثيرة عن تلك البلاد(15) .

وممن تحدث عن العرب "بلينيوس" "بليني الأقدم" "pliny the elder" "galus plinius secundus" المتوفى سنة 79م، ومن كتبه المهمة كتابه "التأريخ الطبيعي" "naturalis historia" في سبعة وثلاثين قسمًا، وقد نقل في كتابه عمن تقدمه، ولا سيما معلوماته عن بلاد العرب والشرق وجميع ما أمكنه جمعه؛ غير أنه أتى في أماكن متعددة من كتابه بأخبار لم يرد لها ذكر من كتب المؤرخين الآخرين(16) .

وهناك مؤلف يوناني مجهول، وضع كتابًا سماه "الطواف حول بحر الأريتريا"(17) "The Periplus of the Erythraean Sea" "Periplus Maris Erythraei" أتمه في نهاية القرن الأول للمسيح في رأي بعض العلماء، أو بعد ذلك في حوالي النصف الأول من القرن الثالث للميلاد في رأي بعض آخر(18) .

وقد وصف فيه تطوافه في البحر الأحمر وسواحل البلاد العربية الجنوبية. والظاهر أنه كان علامًا بأحوال الهند وشواطئ إفريقية الشرقية، ولعله كان تاجرًا من التجار الذين كانوا يطوفون في هذه الأنحاء للاتجار، ولم يعتنِ إلا بأحوال السواحل. أما الأقسام الداخلية من جزيرة العرب، فيظهر أنه لم يكن ملمًا بها إلمامًا كافيًا.

وقد ذهب "إلبرايت" إلى أن الكتاب المذكور قد ألف في حوالي السنة "80" بعد الميلاد5. وذهب آخرون إلى أن مؤلفه قد ألفه في حوالي السنة "225" أو "210" بعد الميلاد(19) . وهناك طائفة من الكتاب الذين تركوا لنا آثارًا وردت فيها إشارات إلى العرب والبلاد العربية، مثل "أبولودورس" "apollodorus" "المتوفى سنة 140 بعد المسيح". و "بطلميوس" "claudius ptolemaes" الذي عاش في الإسكندرية في القرن الثاني للمسيح. وهو صاحب مؤلفات في الرياضيات منها "كتاب المجسطي" المعروف في اللغة العربية. وله كتاب مهم في الجفرافية سمّاه "geographike hyphegesisi" ويعرف باسم "جغرافية بطلميوس"(20) . ولهذا الكتاب شهرة واسعة، وقد درَّس في أكثر من مدارس العالم إلى ما بعد انتهاء القرون الوسطى. جمع فيه بطلميوس ما عرفه العلماء اليونان وما سمعه هو بنفسه وما شاهده هو بعينه، وقسم الأقاليم بحسب درجات الطول والعرض. وقد تكلم في كتابه على مدن البلاد العربية وقبائلها وأحوالها، وزيّن الكتاب بالخارطات التي تصور وجهة نظر العلم إلى العالم في ذلك العهد(21) .

ويرى بعض الباحثين أن ما ذكره "بطلميوس" عن حضرموت يشير إلى أن المنبع الذي أخذ منه كان يعلم شيئًا عنها، وأنه كان قد أقام مدة في "شبوة" العاصمة. ويرون أن ذلك المنبع قد يكون تاجرًا روميًّا، أو أحد المبعوثين الرومان في تلك المدينة؛ لأن وصف "بطلميوس" للأودية، والأماكن الحضرمية يشير إلى وجود معرفة بالأماكن عند صاحبه. أما ما ذكره "بطلميوس" عن أرض "سبأ" والسبئيين؛ فإنه لا يدل، على حد قول المذكورين على علم بالأماكن، وإجادة لأسمائها، وأن الذي أخذ منه "بطلميوس" لم يكن قد شاهدها3.

ومن الذين أوردوا شيئًا عن أحوال بلاد العرب "أريان" "arrian" "flavius arrianus" "95- 175م"، وقد ألف كتبًا عديدة.

منها كتابه "anabasis Alexander the great" في خمسة عشر قسمًا، وصف في سبعة منها حملات الإسكندر الكبير، وفي الثمانية الأخرى وصف الهند وأحوال الهنود ورحلة القائد "nearchus" "نيرخس" "أميرال الإسكندر في الخليج العرابي(22) .

ومنهم "هيروديان" "herodianus" "165- 250 ب.م"، وهو مؤرخ سرياني ألف في اليونانية كتابًا في تأريخ قياصرة الروم من وفاة القيصر "ماركوس أوربليوس" إلى سنة 238م(23) .

وقد أفاد هذا الكتاب فائدة كبيرة في معرفة تاريخ اليونان والرومان حتى سنة 325م، ولم يبقَ من أصله غير قطع صغيرة؛ غير أن له ترجمة باللاتينية عملها "جيروم" "Jerome" وأخرى باللغة الأرمنية، وقد سدّ "جوزيف سكالكر" "joseph scaliger" النقص الذي طرأ على النسخة الأصلية، باستفادته من هاتين الترجمتين(24) .

ولهذا الأسقف كتب مهمة أخرى، في مقدمتها كتاب "التاريخ الكنائسي" "ecclesiastical history" وهو في عشر كتب، يبدأ بأيام المسيح، وينتهي بوفاة الإمبراطور "licinius" سنة 324م. وقد استقى كتابه هذا من مصادر قديمة، وأورد فيه أمورًا انفرد بها(25) .

ومن مؤلفاته: كتاب "شهداء فلسطين" "the martyrs of palastine" تحدث فيه عن تعذيبهم واستشهادهم في أيام "Diocletian" و "maximin" "303- 310م" وكتاب "سيرة قسطنطين" "the life of Constantine"، وكتاب في فلسفة اليونان وديانتهم(26) .

ومن مؤرخي الكنيسة: "athanasius" "حوالي 296- 371"و "gelastius" "حوالي 320- 394م" أسقف قيصرية، وله تتمة لتاريخ "eusebius". و"روفينوس تيرانيوس" "rufinus tyranius" المتوفى سنة 410م، وصاحب كتاب "historiae ecclesiaticae" وقد ضمّنه أقسامًا من تاريخ "أوبسبيوس" و "إيرينوس" "irenaeus" "444م"، وكان أسقفًا على "صور" "tyre"، وقد كتب مؤلفًا عن مجمع "أفسوس" للنظر في النزاع مع النساطرة، وكان يميل إليهم. والمؤرخ "سقراط" "socrates"، وهو من الفقهاء في الكنيسة، وقد اعتمد في تواريخه على من كتب قبله من المؤرخين، وقد وردت في ثناياها أخبار عن بلاد العرب(27) . والمؤرخ "سوزومينوس" "sozomenus" "400- 443"، وله كتاب في التأريخ الكنائسي( 28) . و "ثيودوريث" "theodoret" المتوفى حوالي سنة 457 للميلاد. و "زوسيموس" "zosimus"، وهو مؤرخ يوناني ألّف في تاريخ الإمبراطورية الرومانية -اليونانية؛ فأشار إلى العرب وعلاقاتهم بها. و "شمعون الأرشامسي" "simeon of beit arshamوهو صاحب "رسائل الشهداء الحميريين"(29) التي تبحث في تعذيب ذي نواس للنصارى في نجران، وقد جمع أخبارهم "على ما يدعيه" من بلاط ملك الحيرة أيام أوفده إليه إمبراطور الروم في مهمة رسمية. و"بروكوبيوس" "procopius" من رجال القرن السادس للميلاد، وكان أمين سر القائد "بليزاريوس" "belisarius" أعظم قوّاد "يوسطنيانوس"( 30) ، وقد رافقه عدة سنين في بلاد فارس وشمال إفريقية وجزيرة صقلية. ومن مؤلفاته مؤلف في تأريخ زمانه؛ لا سيما حروب "يوسطنيانوس"، وكتاب "de bello persico" وقد وردت فيه أخبار ذات بال بالنسبة لبلاد العرب(31) .

ومن هؤلاء "زكريا" "zacharias"، المتوفى حوالي سنة 568م7. ويوحنا"

ملالا" "john malalas" المتوفى سنة 578م(32) . و "ميننذر" "menandar" "protector" المتوفى حوالي سنة 582م(33) . و"يوحنا الأفسي" john of ephesus" وقد ولد في حوالي سنة 505م، وتوفي سنة 585م تقريبًا، وله مؤلفات عديدة منها كتابه: "التأريخ الكنائسي" "ecclesiastica historia"، وهو في ثلاثة أقسام يبتدئ بأيام "يوليوس قيصر" وينتهي بسنة 585م4. وكتاب "تأريخ القديسين الشرقيين"، وقد فرغ من تأليفه سنة 569م(34 ) . ومن هؤلاء "إسطيفان البيزنطي" "stephanus byzantinus" المتوفى سنة 600م(35) . و"إيواكريوس" "evagrius" المعروف بـ "scholasticus" أي "المدرسي" المتوفى سنة 600م. وهو صاحب كتاب "التأريخ الكنائسي" "historiae ecclesiasticae" في ستة أقسام. يبتدئ بذكر "المجمع الأفسوسي" المنعقد عام 431م وينتهي بسنة 593.وهو من الكتب المهمة؛ لأن مؤلفه لم يكتب عن هوى شأن أكثر مؤرخي الكنيسة. وقد استعان بالنصوص الأصلية وبالكتب المؤلفة سابقًا(36) .

ومن هؤلاء أيضًا "ثيوفليكت" "theophylactus simocatta" المتوفى سنة 640م(37) و "ثيوفانس" "theophanes the confessor" المتوفى سنة 818م(38) . و"إيليا النصيبي"(39) "dlijah "elis" of nisibis"، و"ميخائيل السوري"(40) .

وفي قائمة المخطوطات السريانية في المتحف البريطاني أسماء مخطوطات تاريخية ودينية أخرى ذات فائدة كبيرة في هذا الباب(41) . وفي مجموعة الكتابات اليونانية واللاتينية2 وفي المجموعات التي تبحث في أعمال القديسين وفي انتشار النصرانية، إشارات مهمة إلى بلاد العرب. وهناك كتاب نشره المستشرق "كارل مولر carl muller" لمؤلف مجهول اسمه "glaucus" يبحث في "آثار بلاد العرب")42( .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش :

1ـ أحد الأنبياء، وكان راعيًا في "تقوع" "تقوعة" مدينة صغيرة جنوبي يهوذا على بعد نحو "12" ميلًا من جنوب القدس. عاش في أيام عزيا ملك يهوذا ويربعام ملك إسرائل نحو سنة 800 ق.م. وسفر عاموس هو الثلاثون من أسفار التوراة، قاموس الكتاب المقدس "ترجمة الدكتور جورج بوست" 2/ 59

Hastings, Dictionary of the Bible, P. 1472 ـ .

وسأرمز إليه بـ: Hastingsوأما آخر ما كتب منها، فهو سفر "دانيال" "Daniel"

3 ـ "التلمود" "تعليم" Learning راجع عن التلمود المصادر الآتية:

Hastings, P., 890, Ency. Britani., Vol., 21, P. 769, J.Z.

Iauterbacli, Mishna and W. Bacher, Talmud, In Jew. ESncy., Funk, Entstehung-des Talmud, Leipzig, 1910, Rodkinson, History of the Talmud, New York, 1903, Strack, Einleitung in den Talmud, 1908.

ويتألف التلمود من "المشنة" mishnah، وهو الموضوع ومن "جمارة" "كماره gemara". وهو التفسير. فالمشنة "التكرار" عبارة عن مجموعة تقاليد أعطيت لموسى حين كان على الجبل ثم تداولها هارون وإليعازر ويشوع، وسلموها للأنبياء ثم انتقلت عن الأنبياء إلى أعضاء المجمع العظيم وخلفائهم حتى القرن الثاني بعد المسيح حينما جمعها الحاخام "يهوذا" وكتبها، ومن ثم صار يعد جامعًا للمشنة. و"الجمارة" "الكمارة" "التعليم"، وهو مجموعة المناظرات والتعليم والتفاسير التي جرت في المدارس العالية بعد انتهاء المشنة، قاموس الكتاب المقدس "1/ 290، pirqee aboth, 1,1 ـــــــ

4 ـ "التلمود" "تعليم" Learning راجع عن التلمود المصادر الآتية:

Hastings, P., 890, Ency. Britani., Vol., 21, P. 769, J.Z.

Iauterbacli, Mishna and W. Bacher, Talmud, In Jew. ESncy., Funk, Entstehung-des Talmud, Leipzig, 1910, Rodkinson, History of the Talmud, New York, 1903, Strack, Einleitung in den Talmud, 1908.

ويتألف التلمود من "المشنة" mishnah، وهو الموضوع ومن "جمارة" "كماره gemara". وهو التفسير. فالمشنة "التكرار" عبارة عن مجموعة تقاليد أعطيت لموسى حين كان على الجبل ثم تداولها هارون وإليعازر ويشوع، وسلموها للأنبياء ثم انتقلت عن الأنبياء إلى أعضاء المجمع العظيم وخلفائهم حتى القرن الثاني بعد المسيح حينما جمعها الحاخام "يهوذا" وكتبها، ومن ثم صار يعد جامعًا للمشنة. و"الجمارة" "الكمارة" "التعليم"، وهو مجموعة المناظرات والتعليم والتفاسير التي جرت في المدارس العالية بعد انتهاء المشنة، قاموس الكتاب المقدس "1/ 290، pirqee aboth, 1,1

5ـ Hastings, P., 891.

6 ـ Hastings, P., 891.

7 ـ Peri tou Joudalkon Polemou, De Bello Judiaco.

8 ـ Harvey The Oxford Companion to Classical Literature, P., 228, Simon Dubnow,

Weltgeschichte des Judischen Volkes, BD., 2, s., 83. «-, BD. 3, s., 105, Ency.

Brita. Vol., 13, P., 153.

9 ـ Josephus, AntiquiUes, BK., XTV, Ch., 14, I, The Jewish War, BK., I, ch. 1. 3.

6 Ch. 4. 2.

10 ـ Hastings, P., 891.

11 ـ Hastings, P., 891.

12 ـ Peri tou Joudalkon Polemou, De Bello Judiaco.

13 ـ Harvey The Oxford Companion to Classical Literature, P., 228, Simon Dubnow,

Weltgeschichte des Judischen Volkes, BD., 2, s., 83. «-, BD. 3, s., 105, Ency.

Brita. Vol., 13, P., 153.

14 ـ I, ch. 1. 3.

6 Ch. 4. 2.

15 ـ Agatharchides, De Rubro Mari, Opud Geograph, Vet Script mlnton, I, P., 59, ed,, Oxon, 1698, Ch. Forster, The Historical Geography of Arabia, in two Vol., Vol., I, PP., XXXVI,

Forster: وسأرمو إليه بـ:

Pliny, Nat. History, Vol., VI, P., 32, Vol., 2, PP., 718. ed. Paris! 1828. 8 Vol.

16 ـ الإنكليزية،George Rawlinson اعتمدت على ترجمة

17 ـ The History of Herodotus, Translated by George Rawlinson, In 2 Vol., London, 1920

18 ـ Theopheophrastus, Historia Plantarum, Ed., Hort, 1916. H. Berger, Die Geogr. Fragtnente des Eratosthenes, 1880

19 Diodorus Siculus, Bibliotheca Historica, Vol., 1-3,

Edited by Friedrich Vogel, Vol., 4 and 5, Edited by C.T. Fischer, in Bibliotheca

Scriptorum Graeco rum et Romanum Teubneriana, Leipzig, 1888-1906.

20 ـ، Hamilton وقيل "66ق.م - 24م"، اعتمدت ترجمة:

The Geography of Strao, Translated by Hamilton, London, 1912, in 3 Vols., Strabo, Geographia, Edited by August Meineke, in 3 Vola. Leipzig, 1907-1913,

21 ـ Strabo, BK, 16, Clia., I, ed. Hamiton, Vol., 3, PP., 170 209.

22 ـ Diodorus Siculus, Bibliotheca Historica, Vol., 1-3,

Edited by Friedrich Vogel, Vol., 4 and 5, Edited by C.T. Fischer, in Bibliotheca

Scriptorum Graeco rum et Romanum Teubneriana, Leipzig, 1888-1906.

23 ـ Hamilton وقيل "66ق.م - 24م"، اعتمدت ترجمة:

The Geography of Strao, Translated by Hamilton, London, 1912, in 3 Vols., Strabo, Geographia, Edited by August Meineke, in 3 Vola. Leipzig, 1907-1913,

24 ـ Strabo, BK, 16, Clia., I, ed. Hamiton, Vol., 3, PP., 170 209.

25 ـ Strabo, Vol., 3, PP., 209, O'Leary, Arabia, P., 75 Strabo. BK. 16 Ch. 4. 22.

26 ـ Pliny, Naturalis Hiatoria, edited by, C. Mayerhoff,

Teubner Series, 1882-1909, 2end Edition, 6 Vols., Leipzig, 1892-1909, D. Detlefson Die Geographischen Bucher (H.242 VI Schluss), Der Naturalis Hiatoria des G. Plinius mit VoUstandigen Kritischen Appart., Edited by W. SiegUn, Vol., 9, Berlin, 1904.

27 ـ The Periplus of the Erythraean Sea, Translated by W. H. Schof, New York, 1912.

28 ـ Franz Altheim und 4 Ruth Stiehl, Die Araber in der Alten Welt, Berlin, 1964, Bd., I, 108.

29 ـ BASOR., Num. 176, 1964, P., 51.

30 ـ J. Pirenne, La Date du Periple de la Mer Erythree, Journal Asiatique, 1961, PP., 441., P. Altheim, Geschichte der Hunnen, V. Berlin, 1962, PP., II, Lo Museon, 1964, 3-4, P., 478 ـــــــ

31ـ Strabo, Vol., 3, PP., 209, O'Leary, Arabia, P., 75 Strabo. BK. 16 Ch. 4. 22.

32 ـ Pliny, Naturalis Hiatoria, edited by, C. Mayerhoff,

Teubner Series, 1882-1909, 2end Edition, 6 Vols., Leipzig, 1892-1909, D. Detlefson Die Geographischen Bucher (H.242 VI Schluss), Der Naturalis Hiatoria des G. Plinius mit VoUstandigen Kritischen Appart., Edited by W. SiegUn, Vol., 9, Berlin, 1904.

33 ـ The Periplus of the Erythraean Sea, Translated by W. H. Schof, New York, 1912.

34 ـ Franz Altheim und 4 Ruth Stiehl, Die Araber in der Alten Welt, Berlin, 1964, Bd., I, 108.

35 ـ BASOR., Num. 176, 1964, P., 51.

36 ـ J. Pirenne, La Date du Periple de la Mer Erythree, Journal Asiatique, 1961, PP., 441., P. Altheim, Geschichte der Hunnen, V. Berlin, 1962, PP., II, Lo Museon, 1964, 3-4, P., 478

37 ـ Geographia, Edited by C.P. Nobbe, 3 Vols, Leipzig, 1843-1845, Vol., I, Part, I, Carolus Mullerus, Paris, 1884, Vol., I, P., 2, by C. Th. Fisher, Paris, 1901.

38 ـ "قال المسعودي: وقد ذكر بطلميوس في الكتاب المعروف بجغرافيا صفة الأرض ومدنها وجبالها وما فيها من البحار والجزائر والأنهار والعيون، ووصف المدن المسكونة والمواضع العامرة، وأعددها أربعة آلاف وخمس مائة وثالثون مدينة في عصره وسماها مدينة مدينة في إقليم إقليم...."، مروج الذهب "1/ 73.

39 ـ Le Museon, 1964, 3-4, P., 466.

40 ـ Anabasis, Edited by, A.G. Ross, Leipzig-, 1907, C. Muller, Paris, 1846, Hlatoria fixdlca, Edited by Carl MuUer, In his Geographi Graeci Minoris, Vol., I, Paris, 1861, PP., 306-369.

41 ـ Herodlanus, Ab Exceasu divi marcl Ubri Octo, Edited by L. Mendelssohn, Leipzig, 1883.

42 ـ Wiliiam Smith, A Dictionary of the Bible, VoL, 3, P., 107.

المصدر : كتاب " المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام