عظم الرجال يتجاهلون مرحلة سن اليأس أو يتظاهرون بأنهم يتجاهلونها. لماذا؟ لأن هذا المصطلح يبعث في ذهنهم صورة سلبيّة عن شخصيّتهم، وعلى وجه الخصوص، لأنه يعتبر انتهاكاً لرجوليّتهم. تخيّلوا مثلا تناقص الرغبة الجنسيّة وضعف الأداء الجنسي وفقدان الشعر والذاكرة وصعوبات في التركيز، الخ. هذا أمر فظيع بالنسبة للرجل ولا يمكن التفكير به.
وعلى الرغم من ذلك، يمر جميع الرجال، بدرجات متفاوتة، بسن اليأس، مثلما تمر جميع النساء بسن اليأس أو فترة انقطاع الطمث. فهل هذا يعني أن سن اليأس لدى الرجال يعادل فترة انقطاع الطمث لدى النساء؟ ليس بالضبط، لأن فترة انقطاع الطمث تتّسم، طبياً، بالتوقف الكامل للدورة الشهرية منذ سنة على الأقل، مما يؤدي إلى عدم القدرة على الإنجاب. والأمر مختلف لدى الرجال: تمتد فترة سن اليأس لدى الرجال على مدى فترة طويلة جداً لأن الرجل يستمر بإفراز الحيوانات المنوية حتى ما بعد سن الخمسين، وإذا كانت نوعيّتها جيدة فهذا يعني أن بوسعه الإنجاب حتى عمر متأخّر جداً.
حياة الرجل لا تقتصر على أدائه الجنسي
بعد سن 50 عام، وحتى قبل ذلك، أي منذ سن 40 عام، هناك علامات لا ينبغي تجاهلها: الشعور بشكل أكثر بالتعب والتهيّج، ونزعة نحو الاكتئاب، وآلام في المفاصل، وزيادة دهون البطن، والميل إلى تكوين الكرش، وفقدان العضلات، وضعف الذاكرة، وصعوبة التركيز، الخ.
قد تبدو كل هذه المشاكل تافهة وغير مهمة، ولكن في الواقع هي أعراض سن اليأس لدى الرجال، وهي الأعراض الناجمة عن نقص هرمون التستوستيرون، الهرمون الرئيسي لدى الرجال. ويتم إفرازه بشكل أساسي من قبل الخصيتين وأيضا الغدة الكظرية (والمبيضين لدى النساء). وهرمون التستوستيرون أكثر من مجرد هرمون جنسي، حيث أن له تأثير كبير جداً على الجهاز العصبي وعلى المزاج، وقد يؤدي نقص هذا الهرمون إلى الشعور بالحزن، والكآبة أيضاً. وعلى العكس من ذلك، إذا كانت كمية هذا الهرمون كافية يشعر الرجل أنه في أفضل حالاته.

منقول