صحيح القصص النبوي | القرد الذي ألقى نصف المال في البحر

نص الحديث : عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن رجلاً كان يبيع الخمر في سفينة وكان يشوب الخمر بالماء ومعه قرد ، فأخذ الكيس فصعد الدقل ، فجعل يُلقي ديناراً في البحر وديناراً في السفينة ، حتى جعله نصفين ) غريب الحديث : الدقل : خشبة يمد عليها شراع السفينة ، ويسميها أصحاب الصنعة : الصاري شرح الحديث : هذه قصة تاجر كان يشوب الخمر بالماء ، فأخذ قرده المال الذي باع به الخمر ، وقذف بنصفه في البحر ونصفه في السفينة على النحو المذكور في الحديث . والحديث في هذا يشير إلى الهلاك الدنيوي الذي يصاب به الذين يغشون في تجارتهم ، فيخلطون الجيد بالرديء ، أو يخلطون الشيء بغيره مما ليس له قيمة ، أو له قيمة قليلة ، كالذين يشوبون الحليب بالماء ، أو يخلطون البنزين بالكاز ، أو يخلطون الكاز بالماء . وهؤلاء يأكلون أموال الناس بالباطل وما يأخذونه من المال سحت يحاسبون عليه . وفي الحيوانات أسرار لا نعرف عنها إلا القليل ، فالقرود وخاصة المستأنسة تأتي بالعجائب ، ومنها ما قام به هذا القرد في رميه دينارا في البحر وآخر في السفينة على النحو الذي ذكر في الحديث . قد يقال : كيف ذُم هذا الرجل لغشه في الخمر ، ولم يُلم لأنه باع الخمر التي حرمها الله ؟ والجواب : أن الخمر لم تكن حراما في شريعة ذلك الرجل ، وقد كانت الخمر في أول الأمر حلالاً في المدينة ، ثم ذُمت من غير تحريم ، ثم حرم شربها قرب وقت الصلاة مع عدم تحريم بيعها ، ثم حرم شربها . وقد كان المسلمون أيام كانت حلالا يبيعونها ويشترونها من غير نكير ، وكان الغش فيها في ذلك الوقت حراما معاقبا عليه . فوائد الحديث : 1/ التحذير من الغش كخلط الحليب بالماء ، فإن المال الذي يكسب من وراء ذلك قد يهلك في الدنيا قبل الآخرة . 2/ التعجب من فعل القرد الذي حكم في مال الرجل بالعدل والإنصاف . 3/ حل الخمر للقوم الذين منهم هذا الرجل . 4/ جواز ركوب البحر والاتجار في السفن . 5/ وجود السفن والدنانير المضروبة منذ عصور بعيدة . صحيح القصص النبوي | القرد الذي ألقى نصف المال في البحر
منقوول