بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقه الثانيه في محمد علي هل هو نعمه ام نقمه ؟؟ " محمد علي في المستوي الداخلي في مصر "
وصلنا الي ان محمد استتب له امر مصر وبدا في اقامه المحافل الماسونيه في مصر ولكن يجب ان نعرف ماهي الماسونيه اولا ..
ان الماسونيه لهي الخطر الاكبر فهي الوجه الاجتماعي للصهيونيه تود ان تثير المحكومين علي حكامهم تحت اسم العدل والحريه والاخاء والمساواه الي جانب مثل هذه الافكار .. هي ايدي اليهود لتنفيذ مخططات البطش ومؤامرات الاضطهاد والاعدام والسحق الساريه المفعول علي جميع شعوب العالم ...هي اله صيد الشعوب وكبار رجال الدوله والساسه والامم الغافله والشعوب الجاهله وهي خطر كامن وراء الالفاظ الطلاسم مثل العمل والعلم والعلمانيه والعولمه والخلاء والتلاحم والوطنيه والمساواه بعيدا عن اي دين وبالتالي هي افيون الشعوب ويسخدمون الشعوب للاطاحه بالحكام تماما كما حدث في الخلاقه العثمانيه وضد السلطان عبد الحميد... الماسونيه ماهي الا زراع اليهود الخفي فهي يهوديه الاصل والمنبت قتلت الرسل ونالت من الانبياء وتشيع الكفر والالحاد وهدم كل بناء في المجتمع واطفاء اي بارقه نور في المتجمع وابعاده عن دستور او منهج يسير عليه تحت اسم الحريه ورفض الظلم والثوره والتجديد والدماء والفكر التحريري وهكذا حتي ان البعض يسمونها القولي الخقيه في الشعوب ...ولقد حقق اليهود اليوم باعا في هذا المجال بالسيطره علي الاعلام وهكذا ونجد ان التاريخ الاسلامي ممتلئ بمثل هؤلاء الذين دعوا وقاموا بالحركات الانفصاليه ابتداءا من عبد الله بن سبا وتاسيسه للجمعيه السبائيه في مصر وقتله لعثمان بن عفان وكان ايضا يدعو الي الاخاء والمساواه والعدل و الحريه ومثال اخر الشيخ بدر الدين محمود بن اسرائيل الذي دعي الي نفس المذهب ايام السلطان محمد جلبي جد السلطان محمد الفاتح ولكن وقف في وجهه وحاربه و اقام عليه الحجه وقتله ... وايضا لا يخفي علينا محمد بن مرزا علي مؤسس البهائيه الذي دعي الي نفس المذهب الفاسد الهدام ولكن كل بطريقته .. _تعددت الاشكال والموت واحد_ استطاعت المحافل الماسونيه ان تجعل من محمد علي ابنا لها وتحيط به في افكاره وتساعده في بناء الجيش وبناء الحصون وتسليحه باحدث المعدات وانشا الاسطول البحري في دمياط وساعدته في اقامه القناطر الخيريه لتسهيل عمليه الري وليس هذا حبا في محمد علي ولكنه حرصا علي تقويه محمد علي للاستفاده منه في ضرب القوي العثمانيه ...واذا نظرنا الي التاريخ فسنجد ان التاريخ ممتلئ بمثل هذه الشواهد فاشهر مثالين في العصر الحديث عندما ساعدت الولايات المتحده العراق لضرب الثوره الاسلاميه في ايران وعندما ارادت التخلص من قوي العراق ادعت اسلحه الدمار تماما كما سيجئ بالتفصل مع محمد علي باشا ..مثال اخر كمان ساعدت امريكا افغانستان ضد روسيا ولكن حركه طالبان تمردت ضد الولايات المتحده لان هذه الحركه لم تكن تنظر او تقيم مجد شخصي ولكنها تجاهد في سبيل الله ضد اعداء الاسلام
لقد استطاع محمد علي في نقل مصر من الانتماءات العربيه الاسلاميه العثمانيه الي الحظيره الاوروبيه الصليبيه ضاربا اروع تجربه لخلافائه كمال اتاتورك وصدام حسين وجمال عبد الناصر ...ثم بدا بارسال البعثات الي الدول الاوربيه حتي ينقل الافكار التحرريه السافره الي المجتمع الاسلامي ليس لسبب علمي وانما لنقل اسلوب الحضاره و العيش التي لاتتفق معنا ولا ديننا . امثال رفاعه الطهطاوي وعلي مبارك وصالح مجدي وعبد الله ابو السعود ..وظاهرا هؤلاء نقلوا الفكر الغربي ولكن الباطن كانوا يضربون الفكر الاسلامي في كل جانب ونجد ان رفاعه الطهطاوي قد ارسل في بعثه الي فرنسا لخمس سنوات وعاد لنشر الافكار الوطنيه بعيدا عن الدينيه باسلوب دنيوي خالي من الحياه الاسلاميه ونقل ملامح الاوضاع الاجتماعيه في فرنسا التي لم تكن تلائم مجتمعنا الاسلامي و اظهر في كتبه اعجابه الشديد بمونتسكيو واراؤه التي تدعو الي الفكر الماسوني وتبني نشر اراء نابليون في مصر ونجد رفاعه الطهطاوي الذي كان اماما وشيخا ليؤم الناس في الصلاه عاد الي مصر واول ماقابله اهل قريته قال عنهم انهم فلاحون ولا يستحقون شرف استقباله و الف كتابه تخليص الابريز في تلخيص بايز الذي دعا فيه الي تحرر المراه والاختلاط و قال عن الرقص الجماعي" انها حركات رياضيه موقعه علي انغام الموسيقي فلا ينبغي النظر اليها علي انها عمل مذموم "
لقد حاول الكثيرون القضاء علي الدوله العثمانيه لانها بلد الخلافه وانا منعت الكثيرين من التطاول علي الاسلام بل وغزت الاوروبيين في عقرداراهم وحاولوا جاهدون عسكريا العمل علي القضاء عليها ولكن كان لهم الجيش العثماني بالمرصاد يزهق ارواحهم ويفت في عضدهم ولذا فقد فطنوا الي ان السبيل الوحيد للقضاء علي الخلافه في ان تضيع هيبتها وان تقص اظافرها وان تغزوها غزوا فكريا وليس عسكريا كما فعلوا تمام مثل ارسال البعثات و ترجمه الكتب التي تدعو الي السفور والتقارب مع الاعداء في الفكر ثم يحدث الانسلاخ التدريجي من الدين والعقيده و الاخلاق ..
لقد كان محمد علي ثعلبا استطاع بفكره ان يسلخ مصر من حظيره الدول العثمانيه فحين يسمع الشعب انه تخلص من الحكم العثماني فلا يثور لانه بالفعل بات بعيدا عنها او ان الاجيال لم تعد تاخد او تهتم باخبار الخلافه .. لقد كان محمد علي يقول عن نفسه انه "عقل افرنجي ويلبس العمامه العثمانيه "
لقد فتح محمد علي بابه للنصراي والارمن وابعد المسملين العرب او حتي المصريين عن بطانته واصبح من يعارضه هو عدوه الاول ... قال عنه الجبرتي " فتح بابه للنصراي من الروم والارمن فتراسوا بذلك وعلت اسافلهم كما انه يحب السيطره والتسلط ولا يانس لمعارضيه".
ورتروي عن محمد علي انه كان اقطاعيا جمع حجج الاراضي من الفلاحين واجبرهم ان يعملوا في الارض مقابل قوتهم وفرض السخره و ابطل التجاره وزادت الاسعار وكثرت الضراب علي الشعب مما جعل الشعب يكرهه واعرضوا عن الاشتراك في الجيش فقد بلغ عدد الفارين من الجيش عام 1831 الي حوالي 6000 فلاح .وكان يقول عنه الجبرتي "داء الحسد والشر والطمع والتطلع الي ما في ايدي الناس وازراقهم " .
لقد كان الجبرتي معاصرا لمحمد علي وقال في احدي كتبه في وصف محمد علي " انه مخادع وكذاب حلاف للايمان وظالم ولا عهد له ولا ذمه . يضمر السوء والجور في نفس الوقت الذي كان يدعو فيه الي العدل بل و يذكر مره انه قيل لمحمد علي ان ميكافيللي(صاحب نظريه الغايه تبرر الوسيله ) الف كتابا اسماه الامير فاوعز الي احد اعوانه من النصاري وكان اسمه ارتين بترجمه الكتاب وان يوافيه كل يوم بصفحه مترجمه فلما وصل الي الصفحه العاشره توقف عن الواصله قائلا لمساعده : انه يمتلك من الحيل مالم يخطر علي ميكافيللي ببال" .. هذه بعض صفات محمد علي باشا واهمها حب الزعامه الي درجه الجنون والاستخفاف بالاسلام وقسوه القلب وكانت هذه الشخصيه هي التي تبحث عنها دول النصاري لتمزيق الدوله العثمانيه وتقليم اظافرها.
وقال الجبرتي عن احوال البلاد في عهد محمد علي : "لقد فتح الباب علي مصرعيه للتجار الاوروبيين ودخول مصر والهيمنه علي اقتصادها حتي اصبحت مصر هي المزرعه التي تعتمد عليها اسواق اوروبا في المنتجات الزراعيه وارتبطت مصر ارتباطا وثيقا باوروبا تجاريا و اقتصاديا وا حضاريا واصبح الاعتماد علي طبقه التجار الناشئه في مصر علي الاسواق الاوربيه من الناحيه الاقتصاديه وبالتالي السياسيه الي جانب تمكين دعاه الثقافه الاوروبيه من السيطره علي الحياه الفكريه بعد ان شل دعاه الاتجاه الاسلامي واوقف مناهج التعليم القائمه علي الفكر الاسلامي والدين والعقيده"- مساعدا بذلك علي تحقيق افكار نابليون الماسونيه وكان ذلك بالطبع علي حساب العلاقه بين مصر والخلاقه العثمانيه - وقال عنه المؤرخ الانجليزي ارنولد تويني :" كان محمد علي ديكتاتورا امكنه تحويل الاراء النابليونيه الي حقائق فعاله في مصر "
نجد ان هذا ما قام به محمد علي علي المستوي الداخلي في مصر من هدم للعقيده والبعد علي جسم الامه وخلافه ... ولم يتوقف ماقام به علي الداخل فقط بل تطلع ايضا الي الخارج وهدم الخلافه العثمانيه من خارجها ليس فكريا فقط بل ايضا عسكريا ... لكن في الجزء الثالث محمد علي وضربه للخلافه من الخارج ...خارج مصر..
منقوول