بعد أن اكتسح المغول العراق وسقطت دولة العباسيين وعمت الفوضى جميع الأرجاء وعرف الناس أن المغول قوم لا يرضون بحق ولا يرفضون باطل ،، نهضت جماعة حسينية حيدرية وهم بنو العزي فجمعوا العربان حولهم من قبائل العرب كعبادة وخفاجة والمنتفق وبنو اسد وغيرهم فيما كانت تعرف حينها بالبطائح وتمركزت القيادة في واسط .. كانت لهذه الجماعة العلوية أهداف سامية وغاية نبيلة وهي التخلص من هذا المستعمر واعادة هيبة العرب فتنادوا على العربان وعرفهم العربان حينها باسم ( بنو عز ) كعادة الاعرابي في تصحيف الاسماء .. العملية ليست سهلة وتتطلب جهدا كبيرا وحنكة فالخصم قوي وشديد وكثير العدد ووجدوا في ملوك مصر عوناً فبعثوا بوجهاء القبائل لمصر ليطلبوا المعونة فكان لهم ذلك وبدأت المراسلات بينهم وكان يخاطب ملوك مصر هذه الجماعة بالمجلس الامير السامي اجلالا لقدرهم وعلو منزلتهم وبالصراع المغولي ظهرت طائفتان الجلائرية والتيمورية فمال ملوك مصر لكفة الجلائرين وطلبوا من العزيين ان يدعموا احمد الجلائري ليطردوا الوالي التيموري وبالفعل حصل ذلك وعاشت القبائل العربية نوعا من الاستقرار .. حتى تمادى الجلائري في غيه وغره سلطانه بان يتمادى فبرز (( الشهاب الحيدري )) إنه شهاب الدين أحمد أبو علي بن شمس الدين علي ابو يحيى العزي الحسيني الهاشمي القرشي .. علم السيد شهاب بأن الأمر حمله ثقيل فلم يأبه فحرك المقاتلين يمنة ويسرة حتى ساهم في انشاء امارة خاصة وحكم مستقل لكن الامر لم يطل كثيراً فتيمورلنك غاضب وهو مصمم على استعادة العراق فعاد ليكتسحها من جديد .. لم يصمد المقاتلين بوجه هذا الجيش المغولي الجرار وبقى السيد شهاب وجماعته وحيديين في الميدان وظل يقاتلهم حتى استشهد رحمه الله في 803 هـ ودفن بأرض عرفت باسمه تعرف بـ ( الشهابي ) ولا زال قبره لليوم مزارا للعارفين على الحدود العراقية الايرانية في ناحية الشيخ سعد ضمن الكوت بمحافظة واسط .. ليسطر تاريخا حفظه ابناؤه بصدورهم ولا تمر ضائقة عليهم الا وتناخوا (( شهابي )) .. رحم الله السيد شهاب الذي رحل جسده وبقت ذكراه خالدة بالصدور