الحمد لله والصلاة والسلام على أ فضل خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد :
وأنا أخطط لحلقات ( علماء ودعاة ومفكرون أرتريون عرفتهم ) أدرجت ضمن القائمة الأخ المفكر / عبد القادر محمد على/ بحيث أسجل منه ما استطعت من سيرة حياته ، إن كتب الله اللقاء ، ويوم أمس كعادتي مررت على المواقع الأرترية في الشبكة العنكبوتية ،وأثناء مروري على موقع ( الحزب الإسلامي الأرتري للعدالة والتنمية )وجدت خطا موشحا بالسواد فإذا هو نعي يقول : مات الأستاذ المربي( عبد القادر محمد على ) وقد أصابتني الدهشة واعتراني الذهول فإذا من هو جالس بجواري على الكمبيوتر يسمعني اردد الترجيع ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) فيبدو أنه قد سألني، ولم أسمعه فقام إلي ووضع يده على منكبي وقال خير إن شاء الله: فانتبهت ! ولو لم يكتب في النعي المذكور ( الأستاذ الجليل المربي ) لتوقعت أن يكون أحد من شاطره الاسم من الأفاضل ، ولكن من ممكن أن يوصف بوصف من يزكي النفوس، وينير العقول، ويربي الأجيال غير جبل الثقافة ومعين المعرفة وينبوع الخير ؟ إنه إذن أستاذي عبد القادر محمد علي ، يفارقنا في وقت أحوج ما يكون إليه الشباب ، والعلم ، والثقافة ، والدعوة الإسلامية ، واللاجئين والعمل الوطني .
رحل والقلب قد استبدت به الأشواق والنفس عاشت تؤمل اللقاء ، ولكن قدر الله نافذ وما على المؤمن إلا الرضا والقبول والانقياد، فالموت مصير كل حي ، ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام .
كان آخر عهدي به عندما تزوجت في عام 1992م ، وكان زواجي عبارة عن حفلة إشهار مصغرة شارك فيها فقط الجيران وبعض من تربطني بهم صلة قرابة من أهل المنطقة ، فلما سمع هو- رحمه الله - بأنني تزوجت ، قام مع بعض الأخوة واشترى كبشا أقرن وجاءوا به إلى المنزل ، ولم أكن موجودا في الدار في ذالك الوقت ، فربطوه وانصرفوا ، وتركوا ظرفا فيه بعض المال هدية للعروسة ، ولما قابلته وفي نفسي رغبة لعتابه على تحمل المشاق والمتاعب ، فإذا به يقابلني ببسمته الحانية وكلماته العذبة، وينهال علي بالتبريكات ، مما جعلني استحي أني لم أخبره بالزواج ، فاكتفيت بالشكر الجميل .
المولد والنشأة :
تشرفت بمولده مدينة {على قدر }مدينة المناضلين والأبطال ، حيث استقبل الدنيا - رحمه الله - في محضن أبوين كريمين ، دفعاه لطلب العلم والمثابرة عليه ، وقد تحملا الكثير من المشاق لتعليمه، وقد قاسيا لوعة الفراق وطول الغياب مع شدَة الشوق والحنين لفلذة الكبد وشطر الروح ، أسال الله أن يجزيهما خيرا، ويرحم من أقدم منهم على الله، ويمتع بالصحة والعمل الصالح من هو على قيد الحياة ، وهو لم يهبه الله ذرية ، ولم يكن ذالك بالنسبة له مشكلة ، حيث كان يعتبر جميع تلامذته وأبناء شعبه ذريته وأبناءه ، فكان يرفق بهم ، ويعلمهم ، ويسهر لمصالحهم .
المراحل الدراسية:
بدأ دراسته كغالب أبناء أرتريا بخلوة القرآن الكريم ، حيث نهل من كتاب الله تعالى وذالك في مسقط رأسه ( على قدر ) ومن ثم التحق بالمدرسة ، ولكن اشتعلت الأرض نارا في بلدنا الحبيبة، حيث الجيش الأثيوبي المستعمر، وعملاؤهم من الكماندوس، وتصاعد عمليات الثوار الأشاوس الذي زلزلوا الأرض تحت أقدام المستعمر الغاشم الذي بدأ يبطش بالسكان الأبرياء ، وهرع الناس بالتدفق نحو السودان الشقيق ، ولم يكن الوطن الجديد بغريب عليه وعلى أسرته الكريمة ، حيث تمتد القبيلة ( المدا ) في ربوع شرق السودان ، فالتحق بمدرسة ( عواض الابتدائية ) وعواض هي أحد نقاط التماس السودانية المجاورة لأرتريا من حدودها الشرقية ، وقد أكمل الفتي اليافع تعليمه هناك بتفوق كبير مع صعوبة الحياة وشظف العيش ، ثم التحق في مدرسة ودشريفي المتوسطة ، وكعادته أكمل المرحلة بتفوق وتميز، وانتقل إلى مدرسة كسلا الثانوية ، حيث تكونت شخصيته العلمية ومهاراته اللغوية ، فكان أحد فرسان اللغة ينظمها كأنها حبات لؤلؤ ترتبها أنامله ، وعشق مادة التاريخ وتفوق في مادة اللغة الإنجليزية ، مما أهله لولوج أعرق الجامعات السودانية ( جامعة الخرطوم ) كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية.
مشايخه وتلامذته :
من الناحية الفكرية والحركية لا شك أنه تتلمذ على الشيخ / محمد إسماعيل عبد رحمه الله ، والشيخ / حامد تركي – حفظه الله – وكذالك الشيخ / الصادق عبد الله عبد الماجد , شيخ الحركة الإسلامية في السودان- متعه الله بالصحة ، كما تأثر كثيرا بصديقه الشاعر والأديب ورجل القرآن، وفارس جهاز التعليم / صالح على صالح – رحمه الله .
أما تلامذته : فلا حصر لهم ، والغريب أنك تستطيع أن تتلمذ فيه من غير ما تجلس تحته للتلقي والمدارسة ، لأن كلماته قليلة وواضحة ومؤثرة ، وترسخ في نفس سامعيها ، فقد تخرج من مجلسه بزبدة وخلاصة في مجال الحديث أو تفسير آية أو نقد أدبي ، أو تلخيص كتاب ، أو سرد قصة، أو سرد تجارب ، وكل ذالك يمزجه ببسمة حانية تلقائية لا تفارق شفتاه .
العمل والمواقع التي تقلدها :
بعض تخرجه من الجامعة بتفوق واقتدار ، كان بإمكانه الاستفادة من إمكانياته وإطلاق أشرعة الريح إلى بلاد الهجرة والتغرب ، ولكنه آثر العمل وسط شعبه ، وترك مجاله الذي تخصص فيه ، وشرع في العمل في المجال الإنساني الذي يعاني منه جل الشعب الأرتري ، فعمل في هيئة الأعمال الخيرية ، مع إن الراتب كان زهيدا جدا ، وكان أغلبه ينفقه على إكرام وتضييف إخوانه، وعلى كل طارق لباب الخير - وكنت أزوره أثناء عمله في هيئة الأعمال ، وكان يرحب بي ترحيبا يشعرني بعمق حبه لي ، وبما أنه كان مشغولا في العمل ، وهو لا يعرف المجاملات والتهاون والتسيب عن العمل ، فكنت أغتنم زيارته وقت صلاة الظهر ، حيث من عادته الذهاب للمسجد ، فكنت أصاحبه ذهابا وإيابا إلى المسجد ، ويبدو أنه لم يكن دافعي لذالك في تلك الفترة أي شيء آخر غير الشعور بالأخوة الصادقة ، والتزود من محضن التربية الآمن ، والاستفادة من توجيهاته الطيبة المباركة - ومن ثم انتقل للعمل كمدير( للهيئة الخيرية للرعاية الاجتماعية ) وقد ترك فيها بسماته الواضحة، ونظامه الصارم في العمل، وروح إدارته الفاعلة ، ثم انتقل للعمل مع الأمم المتحدة ( مترجم )، واشتغل بتدريس مادة اللغة الإنجليزية لأبناء اللاجئين في عدد من المدارس ، وقد وافته المنية وهو يخطط لتوسيع مشاريع المعاقين الأرتريين التي عمل فيها في الفترة الماضية، وما أكثرهم !
صغر في السن وإنجاز في العمل :
الأستاذ عبد القادر الشاعر والأديب والمثقف الحاذق لم يتجاوز عمره واحدا وخمسين عاما ، فقد كانت حياته- رحمه الله- مليئة بالإنجازات وخدمة الإسلام ، إذا تعرف عليك أدخلك في ذاكرته المتقدة بنور الإيمان ، ويظل يذكرك ويسأل عنك ، وهو عارف وماهر بأنساب الناس وبطون القبائل وعادات العشائر ، وهو أديب ناقد تشعر كأنه مرهم من البلسم الشافي للانحراف الفكري، والصراط القويم للاعوجاج العقدي ، والمصحح الأمين لما أخفي المؤرخ المدلس الغبي ، على كل حال لم أعشق مجلسا في حياتي واستمتع وانتفع به مثل مجلسه الذي يشع ثقافة وتنويرا، وحكمة مستقاة من كتاب الله وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مجلس تحوطه السكينة ، وينتفي فيه الجدال والمراء ، أينما حلَ تجد النقاش الهادئ والحوار الهادف والتوجيه الهادي والعلم الواسع والمعرفة العميقة ، والطرفة اللطيفة.
تميز رحمه الله بأناقة المظهر وترتيب الهندام ، مع كثرة زيارتي له في الجامعة لم أره قط بملابس النوم ولا أشعث ولا أغبر ، بيته كذالك مرتب ومنظم وكتبه ومكتبه، منضبط في مواعيده، وفي بوعده ، صريح في رأيه، قوي في حجته .
رحل وعاء الثقافة وجبل التراث :
اتجهت في فترة من فترات حياتي إلى دراسة الأدب والولع بقراءة التاريخ ، وكان التأثير الأول في حياتي في هذا الاتجاه فيما يبدو بعض المؤثرات وعلى رأسها الأخ / عبد القادر رحمه الله رحمة واسعة ، كنت أسمع منه كلاما عن عادات الشعوب والقبائل الأرترية، يندر أن تجده عند أي باحث أو مفكر أو كاتب ، وكذالك تعلمت منه أن للبيئة تأثيرا كبيرا على كلام وحركة وتفكير الإنسان ، بل حتى على شكله وهيئته ، وسبحان الله! ما قرأت مقدمة ابن خلدون أو كتابات مالك بن نبي أو غيرهم ، إلا جال في خاطري كلام الحبيب والأستاذ / عبد القادر ، وأنا حفظت منه بعض مؤثرات الطبيعة الجبيلة الوعرة على أهل المرتفعات وبعض مؤثرات السهل المنبسط على أهل المنخفضات، فعلى سبيل المثال ، حكى لنا مرة: أن رجلا من أهل بركة كان يعمل على رعي البقر في المرتفعات فتدحرجت منه أحد البقرات حتى استقرت في قعر الجبل وماتت ، وفي المساء بدء يخبر صاحب البقر بما حدث ، والقصة حكاها لنا أستاذنا (بلغة التجري) وإن كان قصها بنفس اللغة أكثر جمالا ورونقا ، لكنني سوف أقرب لكم المشهد باللغة العربية ، قال الرجل لصاحب البقر : اليوم وبينما أنا فوق الجبل مع الأبقار ، فبادره الرجل إن شاء الله خير؟ فقال له: ( طنحنا انتادي ) أي انتظر قليلا ، وواصل يقول له : البقرة التي لونها كذا جاءت بجانب البقرة التي .. فيقاطعه ، ويقول له : هل نطحتها؟ فيقول له: ( طنحنا انتادي ) ويواصل : ضيقت عليها الطريق فصعدت فوق الحجر .. فيقاطعه ويقول له: ( أها ظدفت ) أي انزلقت ؟ ويستمر الحديث ، يريد صاحب البيئة الجبلية أن يعرف نهاية القصة ، والآخر يحكي على راحته ، وتصور معي المشهد انقلاب سقوط البقرة وتدحرجها وكم مرة تدحرجت وماذا كان يفعل هو ، ومن الذي كان يشاهد الحدث ، حتى بلغ الأمر بصاحب البقر ، أن يفقد أعصابه ولما أكمل القصة ، قال له : كل هذا الذي تحكيه لي فقط حتى تقول لي إنها ماتت !!! ( ظدفت وموتت يتبلني).
وما أجمل استنتاجاته وملاحظاته عن الشعب الأرتري في أسفارهم وترحالهم ، وإقامتهم وظعنهم ، أزٍهم البهائم وحثها على الرحيل يسابقون بها الريح ، وحداء إبلهم وتمهلهم وصبرهم ، يرحلون بها رحيل الرمال المتراكم ، كم يؤسفني أن الأستاذ الجليل لم يترك لنا تراثا مكتوبا ، مع إنه الآن الله له البيان ، فكانت لغته العربية سليقة عذبة تتحدر كالغمام وتتفجر كالينبوع الرقراق ، كما كان يجيد الإنجليزية إجادة أهلها ، فيكتب بها ، ويترجم ويتحاور ويعلم ويدرس ، سمعت أنه كان ينوي أن يصدر كتابا في النقد الأدبي ، ومتأكد لو صدر ذالك الكتاب لجعله أحد عمالقة النقد الأدبي المعاصر، كما علمت أنه كانت له محاولات شعرية بالعربي والإنجليزي ، وأرجو من إخوانه الأساتذة الكبار وهم عبد الرحمن، والحاج ،وعثمان ، ولهم شقيقة واحدة ، أرجو أن ألا يبخلوا علينا بإنتاجه الذي تركه ، ونسال الله أن يلهمهم الصبر وحسن السلوان .
عبد القادر والحركة الإسلامية :
تربي في حضن الحركة الإسلامية الأرترية حتى سار من زينة شبابها وأكثرهم ألقا وتألقا وحضورا وتأثيرا ، وعندما برزت في الوجود ( حركة الجهاد الإسلامي الأرتري) سمعت أنه اعترض على طريقة تكوينها وتأسيسها ، وشعاراتها التي حملتها ، وكان يري أن هذا الاستعجال غير المدروس الذي تكونت منه فسيفساء التوجهات الإسلامية سيؤدي لا محالة إلى فشل التجربة ، وكان له أراء صريحة لإصلاح الخلل الذي يموج في داخل التجربة ، ولكن كان الحماس في ذالك الوقت يغطي جميع العيوب ،ويداري كل النتوءات ، فلما لم يجد آذنا صاغية سمعت أنه انزوي بعيدا وتفرغ للقضايا الإنسانية ..
ولكن يبدو أن بعض الخلاف الذي حدث قد عاد يعمل في داخل الحزب الإسلامي ، وكانت بعض أسباب ذالك الخلاف هي التي كان يراها هو حتمية الحدوث ، وقد حدثت فعلا ، وهو لم يكن يتكلم رجما بالغيب ، ولكنه صاحب تجربة نضالية ، حيث كان فارس الاتحادات الطلابية الأرترية وأحد قادتها ، وكانت له مع أصحاب الأفكار الماركسية والبعثية صولات وجولات ، وكان هو ومجموعة من إخوانه تمكنوا من مد التيار الإسلامي والصحوة الإسلامية داخل الاتحادات الطلابية المختلفة .
قالوا عنه رفقاء دربه :
* يقول الأستاذ الفاضل والصحفي الألمعي البارز : عبد الإله الشيخ : لا زلت أذكر رنينصوته في خطابهالرصين في افتتاح ملتقى الندوة العالمية للشباب الإسلامي في 1983 الذي بهر فيهقيادات العمل الإسلامي المشاركين من مختلف دول العالم ، وأجبر مقدم البرنامج علىالتعليق في خطابه البليغ والثناء على فصاحته ، وما ينفك الدرس الذي ألقاه حولرسالة التعليم في الأسرة لأول انتقالي للمرحلة التكوينية في محاضن التربية بالحركةالإسلامية حاضرا في ذاكرتي ، ولا أنسى مداخلاته الذكية بل أكاد أذكر عباراته نصاًفي توجيه النقاش بمؤتمرات الشُعب التي كان يشرف عليها ممثلاً لقيادة الحركة مع بعضإخوانه من الرعيل الأول .
عمل في العديد من المواقع ،وأدار الكثير منالمؤسسات الخدمية والمنظمات الإنسانية ، كما عمل معلما في عدد من دور التربيةوالتعليم ، وترك بصماته واضحة في كل مرفق عمل به ، كالغيث أينما وقع نفع ، وكم منالناشئة الذين كانوا يرون فيه القائد القدوة فتأسوا به واقتفوا آثاره، ونهلوا منعلمه ومعينه ، وكم من طالب في بداية الدرج يتحسس طريق النجاح فينير له الدرب ويحسنتوجيهه ، وكم من رفقة حار بهم الدليل فكان بوصلتهم نحو الجادة .
كل هؤلاء وأولئك ألجمتهم الصدمة ، ودهتهم الفاجعة ، وتركهم هاديهم في طخية مظلمة ، وارتحل خفيف الحمل ، خلسة دون ضوضاء كما العهد بهدوماً ، وكأني به وهو يدخل الغرفة التي كنا نشاركه فيها السكن إن تأخر به الليلفي الخارج يدخل دون أن يثير الانتباه حرصاً على راحة من يشاركونه السكن .
*قال عنه الداعية الفاضل ومربي الأجيال: الأخ على أبو محمد حفظه الله :
كان – عبد القادر - يحرص علىأن يكون عمله وسطاللاجئين الأرتريين لأنه ببساطة يعتبر أن خدمة هؤلاء هي عبادة يتقرب بها إلى اللهتعالى ، فلم يكن يشترط لدى المنظمات التي يعمل بها أي امتيازات أو مخصصات من مثلالتي يشترطها أصحاب الكفاءات والخبرات من أمثاله ، فقد كان يقنعه القليل ، ولأنهاستغنى على ما في أيدي الناس ، ودخل العمل مع هذه المؤسسات لرسالة كان يحملها فقدعرف عنه تشدده مع تلك المؤسسات في إيصال المساعدات إلى مستحقيها من الفقراءوالضعفاء ، لا يجامل ولا يحابي أحدا في ذلك ، وقد فقد وظيفته أكثر من مرة نتيجةمواقفه هذه ، وبحق أستطيع أن أطلق عليه نصير الفقراء والمعاقين ..
أما تعليم أبناء اللاجئين فقد كان هاجسه الأعظم ،وكان يتحسر كلما رأى سعة مساحة الفاقد التربوي بين أبناء اللاجئين ، وكان يحرص علىالقيام ببرنامج التقوية للطلاب الممتحنين في المستويات المختلفة بنفسه كلما وجدإلى ذلك سبيلا ، ثم يشجع المتفوقين منهم بالهدايا والجوائز من جيبه الخاص ،وبالتأكيد يعترف له بالفضل في التشجيع والمساعدة عدد من الطلاب الذين هم اليوم فيالجامعات وآخرون ضمن دولاب العمل .
* قال عنه أبو المنتصر : إننا نشاطركم الحزن والألم بفقدان أحد أعمدة العملالخيري والإنساني في القرن الإفريقي ، ويحدونا الأمل والثقة بالله أن يكون تحت ظلعرش الرحمن ويفوز بشفاعة سيد الأنام ...
أما أنا ففقدي لك مضاعف يا أخي وحبيبيي وأستاذي ، كنت أدعو الله أن نلتقي بعدما عركتني الأيام وعلمتني أقدار الرجال ، فكنت أطمح في استعادة وترتيب ما تعلمت ، وملاحظة السمت الباهر واقتناص السلوك الحسن ، وتلقي النصح الفاضل ، وتسجيل سيرة رجل أخفي نفسه بثوب التواضع، وتنحي جانبا عن بهارج الدنيا وملذاتها ، وركل برجليه أضواءها وشهرتها ، فلله درك يا حبيب القلب ، أسال الله عزل وجل أن يجمعنا في مستقر رحمته ، إنه نعم المولى والقادر على ذالك ، وأسال الله لك الرحمة والغفران .
المصدر : موقع التاريخ (عند النقل ذكر المصدر)