خيوق
خيوق Kewa2s.jpg لهذه المدينة التى يعود تاريخها إلى ما قبل التاريخ ، مكانةً خاصةً عندى .. ففيها وُلد واستشهد الصوفى العظيم ، القريب من قلبى ، والذى كان موضوعاً لواحدٍ من أهم كتبى : نجم الدين كبرى وقد نال هذا الشيخ الصوفى الشهادة وهو يقاوم الغزو المغولى لبلاده سنة 618 هجرية ، ولايزال قبره قائماً هناك إلى الآن ، وقد كُتب عليه بيتٌ من الشعر العربى القديم ، يقول :
كأن لم يكن بين الحجُون إلى الصفا
أنيسٌ ولم يسمرْ بمكَّةَ سامرُ
وتُعرف المدينةُ اليوم عند أهل أوزبكستان باسم : خيوة .. وهو تحريفٌ من اسمها القديم : خيوق . وفى العصور الإسلامية الزاهرة ، تميَّزت هذه المدينةُ عن بقية نواحى خوارزم بأنها شافعية المذهب ، بينما أهل خوارزم من الأحناف .. مع أن خيوق (خيوة) هى عاصمة خوارزم وأكبر مدنها !
وقد تعرَّضت خيوقُ فى التاريخ القديم للتدمير عِدَّةَ مرات ، بسبب مرور الغزاة على أرضها .. حتى أنها دُمِّرت بالكامل مرتين ، الأولى على يد جنكيز خان فى مطلع القرن السابع الهجرى، والثانية على يد نادر شاه عام 1740 ميلادية .. حتى أنها فى منتصف القرن الثامن عشر الميلادى ، لم يكن فيها غير أربعين أُسرة فقط ، بعدما كانت عامرةً بألوف السكان .
لكن المدينة عادت فى أواخر القرن الثامن عشر إلى ازدهارها السابق، بفضل جهود محمد أمين وحفيده التوز خان الذى أعاد منطقة خوارزم إلى سابق وحدتِها السياسية .. ثم ضُمَّت إليها بخارى فى الربع الأول من القرن التاسع عشر الميلادى .
وحاول الروس احتلال خيوق عدة مرات ، حتى تمَّ لهم ذلك عام 1875 ميلادية .. ومع مطلع القرن العشرين ، راحت خيوق تتطور بسرعةٍ لتلاحقَ ركب التقدُّم المعاصر .
ولاتزال المدينةُ تزدان ببدائع العمائر الإسلامية ، ومنها هذه المنارة الزرقاء التى أقامها محمد أمين بارتفاع مائة وستين قدماً .



موقع يوسف زيدان