أن تحلم معناه أن تُسقط العقل وتترك الوعي واللاوعي يتصارعان ، وحين تستيقظ من نومك تجد نفسك أنك مجرد إنسان حالم ،لكن حين تتحول أحلامك إلى كوابيس ولاتستيقظ لتلعن الشيطان، فاعلم أن نومك عميق جدا أو أنك منوّم بشكل أوبآخر.
والمتأمل لمسيرة جبهة البوليزاريو مند نشأتها سنة 1973 سيستنتج أن النوم في عسل الحلم بجمهورية صحراوية أوبالأحرى بولاية جزائرية مطلة على المحيط الأطلسي قد طال كثيرا وتحوّل إلى كوابيس مند أن باع غورباتشوف الجملوكيات العربية بأرخص الأثمان، وفتح أقفاص مخيمات الذل والمهانة والتدجين أمام الأسراب الجانحة لتختار التحليق بنفسها وبأجنحتها المكسورة بعد إتمام الجدار ،
وكانت إنتفاضة 1988هي بداية الكابوس الأول تحت عنوان "حرق وتدمير مكاتب البوليزرايو بالعاصمة الجزائر" ، في مقابل عنوان ذكي وموازي "إن الوطن غفور رحيم "، حيث بدأ موسم هجرة كوادر البوليزاريو إلى الوطن الأم ، ثم توالت هجرة المختطفين والمغرر بهم بشكل مستمرإلى يومنا هذا ، أما الكابوس الثاني فقد كان تحت عنوان " إنهيار المعسكر الشرقي وأفول عصابة البوليزاريو ووقف مايسمى إطلاق النار " في مقابل عنوان رئيسي " بداية الفوضى المؤسساتية بالجزائر " حيث بدأ الصراع بين العسكر والشعب وأستمر إلى حدود نهاية القرن العشرين حين إستنجد نفس العسكر باللاعب المحترف السيد بوتفليقة ليمسح دماء ضحايا العشرية الحمراء بمنديل لغته الفصيحة التي إستطاع من خلالها إتمام صفقة بيع الأحلام لشعب جزائري لم ينعم قط بدولة مؤسساتية يالمفهوم الحديث مند تأسيس "دولة الجزائر" سنة 1962 وفي نفس الآن إتمام صفقة بيع القرد لعبدالعزيزالمراكشي الذي يعي الآن جيدا أن موسم الضحك على شاري القرد وحتى بائعيه قد حل مع فرار بن علي وسجن مبارك وإعدام معمر القدافي والمعتصم وتصاعدت وثيرة الضحك بما يجري الآن في شمال مالي وعلى الحدود الجزائرية ، في حين كان عنوان الكابوس الثالث هو " تحديد هوية الشعب الصحراوي المفترى عليه " وهو عنوان موضوعاتي إختلطت فيه الهوية الحقيقية بالهوية المفبركة ،إلى درجة أن الرئيس الغارق في الحلم أعطى تعليماته لشيوخه برفض الأب وقبول الإبن والعكس صحيح، في الوقت الذي نفخت عصابته في لوائح الإستفتاء المقبور بإ قحام برابيش شمال مالي من عرب الأزواد ومن قبائل شمال موريتانيا ، وباتباع خديجة حمدي من أهل الفقرا وأهل إيراهيم أوداود ، وأتباع لمين البوهالي الجندي السابق في الجيش الشعب الجزائري ، بل وأقحموا أشخاصا من دوي البشرة السوداء من فلاشا الساحل والصحراء ممن فروا من الحروب والمجاعة وخصوصا الأطفال منهم والنساء ، لقد كاد كابوس تحديد الهوية أن يوقظ عصابة الرابوني من النوم أوالتنويم حين عجزت المينورسو عن تحديد هوية شعب مفبرك على مقاس من صنعوه دات مساء من مساءات فبراير من سنة 1976 وأسسوا له دولة الخيام ثم إشتروا له الإعتراف وباعوا له الوهم ،إلا أن دخول جيمس بيكر بثقله النفطي داخل مؤسسة سونطراك أعاد مؤقتا عصابة الرابوني وداعميها إلى النوم في عسل الحلم بجمهورية صحراوية أو ولاية جزائرية مطلة على المحيط ،وكان ماكان، مما وثقه كوفي عنان ،عن أصحاب الجنان (الطايب طبعا) ، حين طالبوا باسم الرئيس بوتفليقة المزيان ، بتقسيم الصحراء الغربية بالميزان ، بين المغرب صاحب الحق التاريخي والشرعي في الصحراءين معا شرقا وغربا وبين أصحاب الجنان (الطايب طبعا ) ، وكأنهم بهذا الطلب أوالمطالبة قالوا ولازالوا يقولون للعالم :
ليذهب مبدأ تقرير مصير الشعوب والقرار 1415 وإستشارة محكمة العدل الدولية "والمحتل المغربي " "والشعب الصحراوي "إلى الجحيم وفي ستين داهية ، ولعل مايلفت الإنتباه فيما يخص فكرة التقسيم التي وضعها كوفي عنان كخيار ضمن الخيارات الأربع هو أن صانعيها لايتقنون فن صناعة الأفكار التي بإمكانها إخراجهم من دوامة النوم في عسل الحلم بالمستحيل ، لأنهم لازالوا وإلى يومنا هذا محاصرون فكريا بتعقيدات التركيبة السوسيو ثقافية وسياسية المتجدرة في العقل الجمعي للنخب الجزائرية و الموروثة عن حقبة الحرب الباردة وهو ما سيجعل الإستيقاظ من الكوابيس رهينا باستعادة العقل الممكن لمسايرة الوعي القائم الآن لدى شعوب المنطقة المغاربية الخمس ولدى القادة الجدد ، وعيٌ قائم على فهم عميق وموضوعي لمعنى الوحدة والمصير المشترك للإنسان المغاربي بعيدا عن أحلام الأسراب الجانحة التي لازالت تؤمن بتجزيئ دولة المغرب الأقصى كبداية لتجزيئ المغرب الأوسط والمغرب الأدنى في وقت لاحق, إلا أن الكابوس الرابع الذي لم يوقظ الحالمين كان عنوانه جريئا وفاصلا بين العقل والمنطق من جهة وبين الجنون والإنتحار من جهة ثانية " إستقلال الصحراء غير واقعي " هذا ما قاله وسيط أممي لم تستطع شركة سونطراك إختراقه لأنه ليس أمريكيا وبالتالي كان مصيره هو نفس المصير الذي سيلقاه كريستوفر روس المٌخترق سونطراكيا إذ لايعقل أن يكون فالسوم كاذبا وروس صادقا لمجرد أن هذا الأخير يحلم هو الآخر بتقاعد مريح مقابل نفط وغاز الجزائر مثلما فعل جيمس بيكر ، ولعل أخطر كابوس سيوقظ حتما الحالمين بالوهم هو التحوّل المفاجئ لكيفية إشتغال النخبة الدبلوماسية االمنبثقة من رحم الشعب المغربي والتي يمثلها الطبيب النفسي الد كتور سعد الدين العثماني فقد تم طرد كريستوفر روس وفرض الحكم الداتي تحت السيادة الوطنية المغربية على مجلس الأمن وهوكابوس بلا عنوان ونص رقميٌ يتضمن شيفرة أو كود سيتمكن من خلاله المغرب من قلب لوحة التحكم في القرار الدولي بشأن الصحراء بعيدا جدا عن الأسراب الجانحة وعن أحلامها بتأسيسس جمهورية وهمية لم تستطع الأمم المتحدة على مدى عشرين عاما تحديد هوية شعب هذه الغابهورية الرابونية .
وماتقوم به بعض المواقع التابعة للرابوني ومكتب توفيق من دعايات فجة ـــ لما يسمى الشعب الصحراوي والدولة الصحراوية والوزراء الصحراويون ولقاءاتهم مع عضو في برلمان فينزويلا أوكوبا أو تنزانيا أو مقاطعة صغيرة من مقاطعات إيطاليا وحضور الرئيس الوهمي كضيف شرف ثقيل في ندوة لايحضرها سوى عشرة أشخاص في جزيرة الوقواق تقديم الشكر لمنظمة اليونسكو في شخص رابح مادجرالدي إفتتح مهرجان الطفل بمخيمات التجهيل والتدجين وغيرها من العناوين المصابة بالحول ـــ ماهي إلا أعراض الهلوسة التي يصاب بها عادة المُكوبسون نسبة إلى الكوابيس وأخر معلومة قرأتها وانا بصدد خربشة هده الكلمات هي نفي منظمة اليونسكو لمشاركتها في تندوف سواء بأحد أعضاءها أو بممثلها الجزائري رابح مادجر وهو مايؤكد ما أشرت إليه من هلوسة أصابت أصحاب مواقع التدجين البوليزاري المٌكوبسين
وعليه ,, فإن الحلم الذي راود الأسراب الجانحة إبان الزمن الرديئ قد تحول إلى كوابيس لا يمكن التخلص منها أبدا إلا بتطهير الدات الجمعية للنخب السياسية بالجارة الجزائر من مخلفات التفكير الطوياوي العاطفي الذي لم ينتج سوى الخراب والدمار والدماء ناهيك عن التفرقة والتعصب والآفات الإجتماعية طوال نصف قرن من الزمن ، لقد آن الأوان بالنسبة للنخب السياسية في الجزائر لكي تقوم بنقد داتي لما تحمله من رؤى وتصورات حول قضية الصحراء ومصير المنطقة المغاربية برمتها ، ولتكن هذه النخب صادقة مع دواتها الفردية وداتها الجمعية حتى يُصدقها الشعب الجزائري أولا والشعوب المغاربية الأخرى ثانيا ، فالصدق مع الدات هو أساس التواصل الفعال مع الآخرفي زمننا هذا ، لأن زمن البروبغندا ولغة غوبلز قد ولّى دون رجعة مند أن إحترق الفينق البوعزيزي وأنبعثت من رماده وطنية الإنسان المغاربي التي إغتالتها سلطة الحكام العمياء وغباء أوسداجة الشعوب ودفنتها في الأنف الذي لايشم شيئا وفي الفم الذي لاينطق سوى بالطزطزة ، وهاهي وطنية الشعب الليبي ترفض الإنفصال حين تعالت الأصوات بذلك وهاهي وطنية الشعب الجزائري تلعن فرحات مهنى حين شم بأنفه الجزائري القبايلي رائحة اليهود في جنوب السودان المسيحي وراح يهرول في إتجاه أصحاب القرار في تل أبيب علنا وجهارا نهارا ، وهاهو الشعب المالي يرفض تأسيس دولة الآزواد في شمال وطنه ..
وهاهو الشعب المغربي يبرهن للنخب الجزائرية التي لازالت تدعم إنفصال الصحراء عن المغرب على أنه شعب لم يخطئ الطريق حين سار كرجل واحد في مسيرة سلمية في إتجاه الصحراء ليمنع إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية بأدوات مغربية وُلدت بالمغرب وتربت بالمغرب ودرست بالمغرب وتشبعت بالفكر اليساري وحلمت مثلها مثل جيل التمرد الدي بدأ مباشرة بعد سنة 1956 واستمر إلى حدود سنة 1965 ثم سنتي 70 و71 و73 لكن حينما تعلق الأمر بالوحدة الوطنية والترابية توحد الشعب المغربي سنة 1975 وأجمع على مغربية الصحراء باستثناء حزب صغير لازال يغرد خارج السرب ،هذه هي أول خطوة قام بها الشعب المغربي لوأد أحلام الأسراب الجانحة وأحلام من وضعوا لهم أجنحة بعد لقاء الزويرات سنة 1973 .



خالد أيمن الركيبي
الجزائر تايمز